الرئيسية > اخبار وتقارير > تباينات سياسية في الذكرى الثانية لعاصفة الحزم حيال جدواها في تغيير الواقع

تباينات سياسية في الذكرى الثانية لعاصفة الحزم حيال جدواها في تغيير الواقع

تمر اليوم الأحد الذكرى الثانية للعمليات العسكرية للتحالف العربي في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية والتي أطلق عليها اسم «عاصفة الحزم». وجاءت هذه الذكرى وسط وضع مأساوي يمر به اليمن وتباينات كبيرة في المواقف تجاه هذا التدخل العربي الذي أعلن حينها في 26 آذار/مارس 2015 أنه جاء لإنقاذ اليمن، بينما لم يحقق حتى الآن الا أهدافا متواضعة ولم يحقق الهدف الكبير المرسوم له من وراء هذا العمل الكبير وغير المسبوق في المنطقة.
الشارع اليمني انقسم إلى عدة اتجاهات في هذه الذكرى، حيث يحتفل الانقلابيون الحوثيون وأتباع الرئيس السابق علي صالح، بالذكرى الثانية، وسيخرجون اليوم الأحد في مسيرة جماهيرية في ميدان السبعين وسط العاصمة صنعاء لاستعراض العضلات الجماهيرية، أطلق عليها (عامان من الصمود).
 وذكرت مصادر محلية في صنعاء أن الانقلابيين الحوثيين وأتباع صالح أجبروا موظفي القطاع العام على الخروج بالإكراه لحضور هذه المسيرة، وهددوهم بقطع رواتبهم إذا لم يحضروها، رغم أن الموظفين لم يستلموا رواتبهم منذ أكثر من 5 أشهر، كما وعدوهم بمنح كل مشارك في هذه المسيرة مبلغ ألفي ريال للمشاركين العاديين وبالطبع مبالغ مضاعفة للمشرفين والذين يلعبون دورا في احضار آخرين معهم للميدان. 
وأشارت مصادر سياسية إلى أن أتباع صالح سيشاركون في هذه المسيرة للمطالبة بعودة صالح للحكم كرمز (الصمود الأسطوري) لمدة عامين ضد ما يسمونه (العدوان الخارجي)، بينما استبعدت ذلك مصادر أخرى، لأنه إذا حصل أي شيء من هذا فإنه يعني فض التحالف الانقلابي بين صالح والحوثيين والذي ما زال الحديث باكرا عن حدوثه في الوقت الراهن، طالما الطرفان ما زالا يديران العاصمة صنعاء ومناطق سيطرتهم بشكل مشترك، رغم الخلاف العميق بينهما والتي وصلت مرارا حد المواجهة المسلحة في أكثر من صعيد.
وخصص الانقلابيون الحوثيون وصالح هذه الذكرى الثانية لعمليات التحالف العربي في اليمن بالحشد الإعلامي الواسع محليا وخارجيا للتنيد بالعمليات العسكرية لقوات التحالف في اليمن بذريعة الانتهاكات التي تطال المدنيين، بينما لا يعيرون اهتماما لحجم الانتهاكات الجسيمة والجرائم التي ارتكبتها ميليشيا الحوثيين وصالح في محافظات صنعاء وتعز وعدن وإب والحديدة وذمار وحجة والمحويت وعمران وصعدة وغيرها طوال السنوات الثلاث الماضية.
وعلمت «القدس العربي» من مصدر مقرب من الحوثيين ان «الانقلابيين سيحشدون بهذه الذكرى كل طاقاتهم الإعلامية والحقوقية داخل وخارج اليمن، للتعريف بحجم المعاناة التي يقاسيها اليمنيون جراء ما أطلقوا عليه العدوان الخليجي عليهم».
وأوضحت أن فرقا خصصت لذلك في العديد من المدن اليمنية والدول الخارجية وبالذات الغربية، في محاولة منها لتحوير الحقيقة وإبراز حجم معاناة اليمنيين خلال فترة الحرب عبر لافتة (انتهاكات قوات التحالف لحقوق الإنسان)، بينما أغلب الانتهاكات ترتكبها ميليشيا الانقلابيين على الأرض، وأغلب المعاناة بسبب مصادرتهم لأغلب المساعدات الإنسانية الدولية لليمنيين.
وفي المقابل يرى أغلب اليمنيين في عموم المحافظات ان التدخل العربي عبر قوات التحالف جاء في الوقت المناسب والحرج الذي لا يقبل التأجيل والذي كادت تنزلق فيه البلاد في إطار الحوثية الطائفية التي مزّقت وشائج المجتمع وخلقت شروخا عميقة وجروحا غائرة في بين أبنائه.
ويرون أن قوات التحالف العربي تمكنت خلال العامين المنصرمين من استعادة الغالبية العظمى من الأراضي اليمنية إلى أحضان الدولة وإعادة بناء مؤسسات الدولة وتأسيس جيش حكومي على أسس وطنية، لا على أساس طائفي أو عائلي كما كان الرئيس السابق علي صالح يعمل طوال فترة حكمه الذي امتد لأكبر من 3 عقود.
وعلى الرغم من تأخر الحسم العسكري خلال عامين من تدخلات قوات التحالف لصالح الدولة والحكومة الشرعية برئاسة الرئيس عبدربه منصور هادي، الا أن هذا التأخر ربما كان له مبرراته في نظر التحالف وفي نظر الحكومة الشرعية، وفي نظر المجتمع الدولي الذي يلعب من وراء الكواليس للابقاء على الحوثيين في السلطة المقبلة بعد ان تضع الحرب أوزارها، كمكّون مجتمعي، رغم أن الحوثيين جماعة مسلحة متمردة على سلطات الدولة وليس حزبا سياسيا.
وبين الانقلابيين الحوثيين وصالح وبين أتباع الحكومة الشرعية هناك شرائح مجتمعية واسعة غير مسيّسة ولا يهمها من يحكم البلد بقدر ما يهما توفير الأمن والأمان وتوفير لقمة العيش وتوفير الخدمات العامة، وربما هذه الشريحة هي الأكثر تضررا من الحرب وهي الأكثر انتظارا لساعة الفرج التي لم تأت بعد رغم طول فترة الحرب.