نشرت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، اليوم الإثنين، حوارًا أجرته مع مدير المركز القومي للدراسات العلمية ومدير المعهد الفرنسي لدراسات الشرق الأدنى والمتخصص في اليمن، الكاتب والباحث "فرانك ميرمييه"، عن تدخل المملكة العربية السعودية، خاصة في الصراع اليمني، وتأثير ذلك على الأوضاع الإقليمية.
تحدث الباحث الفرنسي خلال الحوار، عن بعض التصورات السائدة الناتجة عن الأزمة اليمنية، مؤكدًا على أن التدخل السعودي هو "إنذار أحمر" للمد الإيراني في المنطقة، وخاصة في العراق وسوريا.
وتابع "ميرمييه" "قد يكون التدخل السعودي صراعًا طائفيًا بين السنة والشيعة، أو حربًا "أمريكية - إيرانية" بالوكالة، ولكن لا ينبغي أن نقلل من شأن الصراع اليمني الداخلي كعنصر فعال ومؤثر في المعادلة".
وعن مدى ولاء الحوثيين لطهران، أوضح "ميرمييه" "هناك اختلاف أيدولوجي طفيف بين التشيع الحوثي وبين التشيع الإيراني، فبالرغم من خطابهم المناهض لتنظيم القاعدة ذات المرجعية السنية، إلا أن الطائفة الزيدية (الحوثيون) تشبه كثيرًا حزب الله اللبناني".
أما عن دوافع التدخل السعودي في اليمن، أجاب الباحث "أدى وصول الحوثيين إلى عدن قبيل الضربة الجوية للتحالف، استفزاز الجانبين السعودي والمصري، وظهور هاجس المد الإيراني في المنطقة، وخاصة ملف السيطرة على مضيق باب المندب".
واختتمت "لوفيجارو" حوارها مع الكاتب الفرنسي بسؤاله عن "إمكانية نشوب حرب طائفية في اليمن"، فأجاب "لكي نحكم الآن، لابد أن نأخذ البعد الجيوسياسي في الاعتبار، ففي اليمن تتواجد كتلة سنية لا يستهان بها، وكتلة أخرى زيدية تتمثل في الحوثيين، لكنها أكثر تماسكًا من الكتلة السنية"، مضيفًا" لقد أصبحت اليمن مسرحًا لحرب بالوكالة بين الرياض وطهران، ودخول الرياض في الصراع يعد (إنذارًا أحمرًا) للتواجد الإيراني في المنطقة، وخاصة في العراق وسوريا، ولكنها تأخذ في اعتبارها أيضًا، تقارب حليفها الأمريكي القديم نوويًا مع طهران مؤخرًا".
