افتتاحية الوطن السعودية:
حين يتصرف الحوثيون والعناصر الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح كالعصابات القذرة، ويعبثون ببلد كامل محولين إياه إلى فوضى مطلقة، فكيف بهم أن يقنعوا أبناء اليمن بقدرتهم على أن يحكموا أو يكونوا شركاء في الحكم.
فأن يطلقوا أمس مثلا سراح السجناء ليدعموا حالة الفوضى، ويقصفوا منازل المدنيين في مدينة "المعلا" وغيرها ليقتلوا عددا كبيرا من الأبرياء من رجال ونساء وأطفال، إضافة إلى ممارسة أبشع سلوك بتصفية مدنيين كانوا محتجزين لديهم، ونشر القناصة لاستهداف المواطنين، واختطاف قيادات يمنية واقتحام بيوت آخرين ليخربوها، كما حدث أمس باختطاف عدد من البرلمانيين وقيادات من حزب التجمع اليمني للإصلاح.
إلى ذلك تأتي محاولاتهم اليائسة لصناعة مزيد من التخريب بتسليم بعض المواقع لعناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، لتصب في خانة "العصابات" القذرة أيضا، ما يؤكد أنهم إرهابيون مثلهم، ويسعون إلى تخويف الدول المتحالفة في عملية "عاصفة الحزم" مما سوف يحدث في المستقبل نتيجة العملية التي تستهدف القضاء على الفوضى في اليمن وإعادة الشرعية إليه، غير أن هذا التفكير المنحرف لن يقود آخر المطاف سوى إلى القضاء عليهم وعلى كل الفصائل الإرهابية التي تعيث فسادا في اليمن وتخل بأمنه واستقراره.
المخجل في الشأن اليمني أن يصطف بعض أبناء اليمن لمجرد ولائهم للرئيس صالح إلى جانبه في الممارسات المؤسفة التي انتهجها، ولو فكر هؤلاء قليلا لأدركوا أن من يتحالف مع الحوثيين، ويتواطأ مع تنظيم القاعدة لا يمكن أن يبحث عن الخير لبلده. لذا فالأفضل لهم أن يتركوا الطريق الخاطئ الذي يقودهم إلى الهاوية، وينحازوا إلى جانب الوطن وأبنائه المخلصين له، ويكونوا جزءا فاعلا في مسار عودة الأمان إليه، تماما كما يفعل أبناء القبائل الذين وقفوا ضد الحوثيين ورجال صالح، وهبوا لحماية أراضيهم وأهاليهم من إجرام بات يشكل خطرا على حياة أي فرد.
ما سبق يؤكد أنه لا يمكن لعاقل أن يساند تلك العصابات أو يحميها، لذا لا بد أن تكون روسيا على مستوى المسؤولية، فتوقف محاولات التضليل وسحب الأنظار عن مشروع القرار الذي تسعى الدول العربية إلى إصداره عن طريق مجلس الأمن، فتدعم هذا القرار، بدل أن تتحدث عن "هدنة إنسانية" هي أبعد ما يكون عنها، وسلاحها الذي يقتل به النظام السوري شعبه أكبر دليل.
