هل انزلق اليمن إلى دوامة الحرب الأهلية؟ سؤال ظل يتردد منذ دخول حركة الحوثيين بدعم من أنصار الزعيم اليمني السابق علي عبدالله صالح في إيلول/ سبتمبر 2014.
وجاءت التفجيرات الدموية في صنعاء يوم الجمعة والتي قتل وجرح فيها أكثر من 400 شخص ودعوة الحوثيين أنصارهم ضرب مؤسسات وأهداف في جنوب اليمن حيث انتقل الرئيس عبدربه منصور هادي لتزيد من مخاوف الحرب الأهلية.
ويمكن النظر لقرار الولايات المتحدة سحب 100 من قواتها الخاصة المرابطين في قاعدة عسكرية في جنوب البلاد بعد سيطرة تنظيم القاعدة على بلدة قريبة بأنه تعبير عن القلق من مسار الأحداث في هذا البلد الفقير.
فسحب القوات الأمريكية الخاصة ما هو إلا اعتراف بأنه لم يعد هناك مجال لمكافحة الإرهاب وملاحقة تنظيم القاعدة في بلد تسوده الفوضى. فمنذ وصول الحوثيين العاصمة صنعاء ظل الموقف الأمريكي مترددا، حيث أكدت واشنطن أن تغيير السلطة واستقالة هادي في حينه لا تؤثر على جهود مكافحة القاعدة.
وظل موقف الإدارة ملتبسا من الحوثيين وعلاقتهم بإيران. ويبدو اليمن اليوم مثل ليبيا مقسم إلى حكومتين بعاصمتين.
وكل واحدة منهما تدعو للحشد والمواجهة. ففي يوم السبت دعا الحوثيون من خلال وكالة أنباء «سبأ» الرسمية أنصارهم للحشد. وجاء الإعلان بعد الخطاب الأول لهادي منذ وصوله إلى عدن وأكد فيه شرعيته كرئيس للجمهورية العربية الموحدة ووصف فيه الحوثيين بالانقلابيين. واتهمهم هادي في خطابه بأنهم وكلاء لإيران وتعهد برفع العلم اليمني فوق جبل مران في صعدة بدلا من العلم الإيراني.
وأكد أن الغالبية السنية والزيدية لن تقبلا بحكم تدعمه إيران. وكانت طهران قد عبرت عن فرحتها بوصول الحوثيين إلى صنعاء وانقلابهم على سلطة هادي وحكومته التي كان يترأسها خالد بحاح. ويلقى هادي الدعم من السعودية ودول الخليج التي نقلت سفاراتها من العاصمة صنعاء إلى عدن، كما وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية على هادي باعتباره الرئيس الشرعي للبلاد.
فوضى وعودة «القاعدة»
وترى صحيفة «واشنطن بوست» أن الظروف التي يعيشها اليمن اليوم فتحت المجال أمام الجماعات المتطرفة لاستغلال الفوضى والخلافات بين الأطراف المتنازعة، خاصة بعد إعلان فصيل زعم انه تابع لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا أنه المسؤول عن تفجيرات الجمعة، مع أن هذا التنظيم لم يعلن عن حضور واضح ونشط له في اليمن.
وترى الصحيفة أن سحب القوات الخاصة من قاعدة «العند» قرب مدينة لحج يأتي في وقت تأثرت فيه جهود مكافحة الإرهاب ومقاومة تنظيم القاعدة.
ويأتي القرار بعد سحب واشنطن للعاملين في السفارة في صنعاء وذلك في شباط/ فبراير 2015، وأصبحت معظم القوات الخاصة والمؤسسات الأمنية التي كانت تنسق مع الأمريكيين جهود ملاحقة القاعدة تحت سيطرة الحوثيين.