الرئيسية > اخبار وتقارير > الأمم المتحدة .. متاجرة مستمرة بأوجاع اليمن

الأمم المتحدة .. متاجرة مستمرة بأوجاع اليمن

يسخر كثير من اليمنيين من الدعوات والإعلانات المتواصلة التي تطلقها الأمم المتحدة والمنظمات الانسانية التابعة لها وبرنامج الأغذية ومنظمة الغذاء العالمي حول المجاعة في اليمن والفقراء الذين يزداد أعدادهم بشكل مرعب، مع استمرار الحرب، حيث يطلقون سخرياتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أنهم يسمعون عن حجم المبالغ وملايين الدولارات التي تجنيها هذه المنظمات تحت مسمى انقاد ومساعدة اليمنيين، بينما الحقيقة المؤلمة أن هذه الملايين لا تصل أو لا تذهب لمستحقيها.. وأيضاً انكشاف الصورة الحقيقية للمنظمات الدولية خلال السنوات الماضية، حيث أصبحت مرتعاً خصباً للفساد المتدثر بالإنسانية الكاذبة ومساعدة الفقراء بزيف وكذب وخداع ومن ذلك دعوة أممية تنطلق ودعوات منظماتية عالمية حول الوضع الإنساني والغذائي في اليمن والتلاعب بالأرقام، مما يوحي أن اليمنيين أصبحوا في المجاعة التامة، حيث يتم الإعلان عن ضرورة تقديم المساعدات المالية العاجلة للمنظمات الدولية حتى تتمكن من إسعاف وإنقاذ ملايين اليمنيين.. 
وطوال السنوات الماضية تابعنا كمية المتاجرة بآلام وأوجاع وفقر اليمنيين وحاجتهم للغذاء والمساعدات، لكن الأمم المتحدة ومنظماتها أصبحت هي المستفيد الأول من استمرار الحرب وتدفق المساعدات المالية وملايين الدولارات إلى حساباتها وباسم فقراء اليمنيين. 
ولعل ما يدعو للسخرية اليمنية اللاذعة من خداع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، أن الكذب أصبح مكشوفاً ولم يعد ينطلي على اليمنيين، حيث انكشفت الصورة الحقيقية بعد كل هذه السنوات التي مرت، فقد اكتشف الكل أن الأمم المتحدة مجرد أكذوبة إنسانية تتلاعب بالمشاعر والأحداث وجوع اليمنيين وتخدم نفسها وموظفيها بالاستفادة من الأزمة الإنسانية ونقص الغذاء وصعوبة العيش وسط الحرب، فقامت بلعبتها القذرة للكسب الرخيص من جوعى اليمنيين ومرض الأطفال والنساء والانهيار الاقتصادي الذي يعيشه المواطنون في الداخل اليمني... 
المؤتمر الثالث 
يعتبر مؤتمر المانحين- الذي اختتم بجنيف- هو الثالث الخاص باليمن، حيث اعتادت الأمم المتحدة على الدعوة إلى إقامة مؤتمر مانحين لليمن بداية كل عام تحت عناوين فضفاضة ومأساوية للحصول على أكبر قدر من مساهمات المانحين لإنقاذ اليمنيين.. 
وتحصلت الأمم المتحدة في نهاية هذا المؤتمر على 2,6 إثنين مليار وستمائة مليون دولار لعام 2019م، استجابة للخطة الطارئة والإنسانية لإنقاذ ملايين اليمنيين.. ورغم هذه الملايين التي جمعتها الأمم المتحدة سواء في هذا المؤتمر أو ما سبقه، غير أنه لا أزمة غذائية تحسنت ولا مجاعة انتهت ولا فقراء اليمن باتوا أكثر تحسناً بفعل هذه المساعدات التي تعكسها هذه المليارات، فالمجاعة تتوسع والفقر يزداد والأطفال يموتون من الجوع واليمنيون- بمرور السنوات- يزداد فقرهم وضعفهم وعدم قدرتهم في الاستمرار على قيد الحياة، فيما الأمم المتحدة ومنظماتها تواصل التباكي على هؤلاء الأطفال والفقراء وتحصد المليارات باسمهم ومعاناتهم وتحقق المكاسب المالية الخيالية والخرافية 
فساد وتلاعب وخداع 
وانكشفت الصورة الحقيقية لهذه المساعدات إذ أصبح ملايين اليمنيين يعرفون ويدركون أنها مجرد لعبة أممية للضحك على الدول المانحة للحصول على الأموال ويخدعون العالم بمأساة الشعب اليمني.. 
وفي الأخير لا يصل إلا القليل النادر إلى الفقراء وليس ذلك وحسب بل إن الأمم المتحدة أصبحت الآن متهمة بممارسة الفساد والدخول في صفقات مشبوهة، بمشاركة المنظمات التابعة لها، إذ يتم التلاعب بالمساعدات وصرف ملايين الدولارات على مساعدات يتم الاكتشاف أنها ذهبت في الأخير إلى الأسواق السوداء ليتم بيعها وهذا يتم بعلم وموافقة المنظمات الدولية والإنسانية والأمم المتحدة.. 
كما أن المساعدات أصبحت تمثل الآن مردودا ماليا ضخما لشبكة فسادية تكونت وتشكلت أثناء هذه الحرب والأزمة الإنسانية والمجاعة التي تحدق بملايين اليمنيين.. شبكة خطيرة تلاقت أهدافها الشيطانية بفاسدين ومستغلين وانتهازيين في المنظمات الإغاثية والإنسانية والأمم المتحدة وبرنامج الأغذية وكل المنظمات التي فتحت الباب لكل الشياطين البشرية لتحويل المساعدات الإنسانية للفقراء إلى مصدر ثراء لهم ولو كان ذلك على حساب الجوعى والمحرومين والأطفال والنساء وكل المتأثرين من استمرار الحرب والأزمة وانقطاع الرواتب وارتفاع الأسعار والغلاء.. 
ولعل تشابك مصالح المنظمات مع مصالح الميليشيات الحوثية وقياداتها النهمة لابتلاع أي أموال أو مساعدات الفقراء، لعل التشابك هو الأكثر إيلاما إذ كيف تنزلق منظمات دولية وكيانات كبرى تعلن أنها إنسانية وتساعد الفقراء أن تكون مجرد أداة وواجهة قذرة لبيع الأوهام للشعب اليمني وتقاسم حصص الأرباح من مبالغ الجوعى مع شركائهم الأكثر قذارة منهم في ليلة التهام كعكة الأرباح واكتساب ملايين الدولارات الحرام ومنع الغذاء عن أفواه ملايين الأطفال والجوعى في اليمن.. 
فضيحة الأمم المتحدة 
لن ينسى اليمنيون أبدأ ما يتم اكتشافه من خداع وكذب الأمم المتحدة على العالم وكسب الأموال باسم الشعب اليمني، ذلك حين رأوا المساعدات الغذائية التي اشترتها المنظمات الدولية والأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي في أسواق صنعاء ومخازن تجارها تباع في السوق السوداء بعد أن قدمتها المنظمات لقادة الميليشيا على طبق من ذهب ليتم بيعها في السوق السوداء وعليها شعارات الأمم المتحدة.. في صورة مأساوية بشعة تستغل مأساة اليمنيين بهذه البجاحة والسلوك المشين التي ترقى إلى الفضيحة الكبرى التي وقعت فيها الأمم المتحدة باشتراكها مع قادة الميليشيا ببيع المساعدات الإنسانية بالأسواق والصور وثقت الفضيحة وانتشرت كانتشار النار في الهشيم..وكانت الفضيحة على مدى واسع.. 
لكن أن هيهات لمن انغمس في الفساد أن يتعظ.. فمرت الفضيحة مرور الكرام ولم يتم معاقبة الفاسدين أو الفاعلين.. أو من يأكلون الأموال بأفواه الجوعى اليمنيين ومجاعة الأطفال المحرومين من حليبهم. 
يا لها من قذارة أممية، وسجل إنساني أسود حين يقومون بهذه الصفقات على جثث ملايين اليمنيين وأوجاعهم ومعاناتهم.. بسبب هذه الحرب الملعونة والأنكى أن يتشارك الجلاد مع من يقول عن نفسه إنه أتى للإنقاذ ومساعدة أبناء وأطفال اليمن بالغذاء والدواء المشترى بملايين الدولارات.. هدية ثمينة وعربون صداقة من الأمم المتحدة لوحوش بشرية من مليشيا الحوثي.. تقاسمت معها الأرباح الحرام، بكل سخافة وازدراء.. غير مكترثين بصور المجاعة.. وأفواه الأطفال الجياع.. وانتشار الأمراض والأوبئة.. في عموم البلاد!! 
اتهامات أممية للمليشيات الحوثية! 
على استحياء، سجلت الأمم المتحدة اتهاما للمليشيات الحوثية باستغلال للمساعدات الإنسانية. وبيعها في السوق السوداء بالعاصمة صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرتها.. وحرمان ملايين اليمنيين من هذه المساعدات التي هدفت إلى تخفيف المعاناة عن اليمنيين وسوء التغذية ونقص الدواء. 
بينما لم تتحدث عن فتح تحقيق حول المتورطين بهذه الفضيحة الكبرى.. وكيف تقوم الأمم المتحدة بتقديم هذه المساعدات الإنسانية من غذاء ودواء لأبناء اليمن عبر قادة المليشيات الحوثية، وهي تدرك يقيناً أن المليشيا ستقوم بمصادرتها وبيعها ولن يصل منها شيء للمحتاجين لها سواء الأطفال أو الجوعى أو الأسر الفقيرة. 
وعلى هذا الموقف استمرت الأمم المتحدة باستغفال العالم واستغلال مجاعة اليمن وأزمة اليمنيين للمتاجرة بها. 
إدانة تقرير الخبراء للحوثيين! 
وغير ذاك الموقف الخجول للأمم المتحدة، كشف فريق الخبراء الدوليين- في تقريره الأخير المرفوع لمجلس الأمن أمام الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.. قدمت ما يقارب خمسمائة مليون دولار نقداً للمليشيات الحوثية في العام الماضي تحت مسميات عدة.. تؤكد أن الأمم المتحدة تقدم هذا الدعم المالي الكبير لمساعدة المليشيا في تمويل حربها ضد اليمنيين والاستفادة من هذه الملايين لصرفها على ما يسمى المجهود الحربي لقتل أبناء الشعب اليمني.. وحرمانهم من هذه الأموال التي كان يجب صرفها في مشاريع تنموية وحقيقية عبر الأمم المتحدة أو المنظمات وليس بتسليم الأموال لقادة المليشيات. 
ورغم الاتهام الواضح لفريق الخبراء، للأمم المتحدة بإيصال هذا المبلغ الكبير لمليشيا الحوثي حتى وإن كان تحت عناوين براقة وخادعة وأنه لدعم مشاريع محددة، لكن الحقيقة أن ملايين الدولارات ذهبت إلى جيوب قادة المليشيات الحوثية. 
وبالتأكيد فإن الأمم المتحدة ستواصل تقديم ملايين الدولارات هذا العام لمليشيات الحوثي لتمويل مشاريعها الوهمية. 
ما يفرض طرح السؤال.. هل ستكون الأمم المتحدة مظلة فسادية لمليشيا الحوثي تتخفى خلفها وتستغل أموال المساعدات لتمويل مشاريعها؟.. وهل تقوم الأمم المتحدة بدعم المليشيا من أموال المساعدات الانسانية لليمنيين؟.. وتصبح أحد داعمي المليشيا بالمال تحت مسميات براقة.. وتتجاهل ملايين الجوعى والفقراء وتساهم في توسع الفقر وازدياد أعداد الفقراء ليصبح الشعب بكله بحاجة للإنقاذ.. كما تقول منظمات الأمم المتحدة! 
مأساة تتكرر ! 
مأساة كل عام ستتكرر.. إذ جمعت الأمم المتحدة- في مؤتمر جنيف الأخير- اكثر من اثنين مليار ونصف دولار لإنقاذ الشعب اليمني ومساعدته وإبعاد شبح المجاعة عنه.. إذ تقول الأمم المتحدة أن أكثر من عشرين مليون يمني أصبحوا بحاجة عاجلة للغذاء والدواء والمساعدات العاجلة.. وكل عام تتكرر ذات الأسطوانة المشروخة.. والتباكي على جوعى اليمنيين.. ومجاعة أطفاله.. ونسائه.. وانتشار الأوبئة.. ومع مرور الأعوام فلا مجاعة انتهت ولا فقر خف.. بل ازدادت المعاناة الإنسانية.. وتوسعت المجاعة وكثر عدد الفقراء.. ويستمر الكذب والخداع الأممي لعام آخر………..وتستمر المجاعة وملايين الجوعى والفقراء يتضورون جوعا….!   (أخبار اليوم)