الرئيسية > اخبار وتقارير > الحٌديدة .. وأهميتها بالنسبة للحوثيين والقوات اليمنية

الحٌديدة .. وأهميتها بالنسبة للحوثيين والقوات اليمنية

منذ أن تدخل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية إلى جانب قوات الرئيس المعترف به دولياً عبد ربه منصور هادي، في آذار/مارس 2015، استطاع السيطرة على العديد من المناطق، ومنذ يوم أمس، بدأ بالتوجه نحو ميناء الحديدة، إذ تتركز الاشتباكات بالقرب من ميناء المدينة الاستراتيجية لكلا طرفي الصراع.

 

الموقع الجغرافي

وتقع محافظة الحُدَيْدَة في الجزء الغربي من الجمهورية اليمنية وتمتد على الشريط الساحلي الغربي المطل على ساحل البحر الأحمر بين خطي طول (42 - 43) شرق غرينتش وبين خطي عرض (14 - 16) شمال خط الاستواء. وتبعد عن العاصمة صنعاء حوالي 226 كيلو متراً.

 

ويحد محافظة الحُدَيْدَة من الشمال محافظة حَجَّة ومن الجنوب محافظة تَعِز، ومن الشرق محافظة المحويت وصَنْعاء وذمار وإب، ومن الغرب البحر الأحمر. وتبلغ مساحتها حوالي 13500 كم2 تقريباً ويتواجد فيها 26 مديرية.

 

وتحتل محافظة الحٌديدة، المرتبة الثانية من حيث التعداد السكاني بعد محافظة تعز، حيث بلغ عدد سكان محافظة الحديدة وفقاً لنتائج التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت لعام 2004م، 2.157.552 نسمة، وينمو السكان سنوياً بمعدل 3.25%.

 

سيطرة الحوثيون على الحديدة و أهميتها بالنسبة لهم

بعد بدء الأزمة اليمنية عام 2011، تنحى علي عبد الله صالح الذي حكم البلاد لـ 33 عاماً، عن الحكم عام 2012، ما فتح الباب أمام صراعات أخرى، وتولى عبد ربه منصور هادي رئاسة البلاد، ولكن جماعة أنصار الله الحوثي استولت على صنعاء والقسم الشمال من البلاد، وبدأت بشن الهجمات على الجزء الجنوبي الذي تتركز فيه القوات اليمنية، وسيطرت جماعة أنصار الله الحوثي على محافظة الحديدة في 15 تشرين الأول 2014 بعد شهر واحد من اجتياحهم للعاصمة اليمنية صنعاء.

 

وتحتوي المحافظة على ميناء، يعد الممر الأول إلى كافة الجزر اليمنية ذات العمق الاستراتيجي، وأهمها جزيرة حنيش الكبرى والصغرى وجبل صقر الذي يرتفع أكثر من 3700 قدم عن مستوى البحر. وهذا الميناء هو آخر الموانئ المتبقية في أيدي الحوثيين بعدما استعادت القوات اليمنية بدعمٍ من التحالف العربي ميناءي المخا وميدي الاستراتيجيين.

 

ويعد هذا الميناء الوحيد الذي يمكن من خلاله توصيل المساعدات الغذائية والطبية لليمنيين الذين يعانون من أزمة اقتصادية، وكذلك المنفذ الوحيد للإمدادات التي يحصل عليها الحوثيون من إيران.

 

كما يعد مطار المدينة، من أهم المطارات اليمنية ويوجد فيه عدد من الطائرات العسكرية والمدنية، فيما تنتشر في الحديدة العديد من المعسكرات والألوية ومنها الدفاع الجوي والدفاع الساحلي وقوات البحرية.

 

أهمية الحديدة للتحالف العربي والقوات اليمنية

إذا استطاعت قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية السيطرة على الحديدة وميناءها، فإن ذلك سيشكل تطوراً نوعياً سيفتح الطريق لتحرير باقي المحافظات الساحلية في شمال اليمن وجنوبه، ويمهد الوصول إلى محافظات الوسط وعلى رأسها العاصمة صنعاء.

 

ويرى خبراء يمنيون إن استعادة التحالف العربي السيطرة على ميناء الحديدة، يعني أنه سيتم "التخلص من تهديدات الحوثيين للملاحة البحرية في باب المندب، وقطع الإمدادات الإيرانية لهم عن طريق البحر، وحصرهم في المناطق الداخلية والجبلية".

 

ويقول محللون عسكريون أن تعويل التحالف العربي على استعادة صنعاء عبر التدرج بالمعارك من الجنوب باتجاه العاصمة صنعاء، أمر مستبعد ويستهلك الكثير من الجهد والوقف، وبالتالي فإن السيطرة على الحديدة يوفر جبهة جديدة يمكن الانطلاق منها نحو صنعاء.

 

التحالف العربي يشن هجوماً موسعاً ومخاوف من كارثة إنسانية

في صبيحة يوم الأربعاء 13 حزيران/يونيو الجاري، بدأت القوات اليمنية بدعمٍ من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، هجوماً موسعاً على الحديدة وميناءها بهدف السيطرة عليه.

 

لكن، تتخوف الأمم المتحدة ودول أوروبية من أن يؤدي هجوم قوات التحالف العربي إلى "كارثة إنسانية"، إذ تقدر الأمم المتحدة أن نحو 600 ألف مدني يعيشون في الحديدة والمناطق المجاورة.

 

وحذرت الأمم المتحدة من أن 250 ألف شخص سيتعرضون للخطر إذا نفذ التحالف هجوماً شاملاً للسيطرة على ميناء الحديدة، الذي يعتبر نقطة العبور الرئيسية للإمدادات التجارية والمساعدات الإنسانية الموجهة إلى اليمن.

 

وتقول منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ليز غراندي إن أي هجوم عسكري أو حصار للحديدة سيترك تداعيات على مئات الآلاف من المدنيين الأبرياء.

 

وتشير إلى أن "تأثير الكارثة الإنسانية" المحتملة قد يسوء أكثر، نظراً لدور الحديدة الرئيسي كنقطة دخول لحوالي 70 في المئة من الواردات اليمنية.

 

وتتواصل الاشتباكات على مشارف مدينة الحديدة بين القوات اليمنية مدعومةً من التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن من جهة، والقوات التابعة لجماعة أنصار الله الحوثي المدعومة من إيران من جهة ثانية.