الرئيسية > اخبار وتقارير > واشنطن بوست: ترامب أقل حرصاً على حياة المدنيين بحربه على الإرهاب

واشنطن بوست: ترامب أقل حرصاً على حياة المدنيين بحربه على الإرهاب

اعتبرت صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية، أنه في حال تأكد أن الغارة الأمريكية على قرية قرب حلب السورية، مساء الخميس الماضي، قد استهدفت فعلاً مدنيين، فإنها ستكون الأسوأ منذ انطلاق العمليات الجوية للتحالف الدولي لملاحقة تنظيم "داعش" في العراق وسوريا، قبل أكثر من عامين.

وكان نشطاء مدنيون قد أكّدوا أن الغارة الأمريكية على بلدة الجينة قرب حلب قد أدّت إلى مقتل ما لا يقل عن 58 مدنياً، حيث تم استهداف المصلين أثناء خروجهم من المسجد الذي يكتظ أيضاً بمدنيين نازحين من مناطق أخرى.

طائرة أمريكية بدون طيار أطلقت صواريخ وقنبلة زنة 500 رطل على موقع قال عنه البنتاغون إنه يعود لجبهة تحرير الشام، فرع تنظيم القاعدة في سوريا.

وبحسب مسؤولين أمريكيين، فإن عشرات المسلّحين كانوا في اجتماع عندما أطلقت الطائرة الأمريكية صواريخها، مبيناً أن "الاستهداف جاء نتيجة معلومات استخبارية".

المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن، قال إن الطيران الأمريكي ارتكب مجزرة، موضحاً أن "القتلى معظمهم من المدنيين، حيث أظهرت الصور عمال الإغاثة وهم يحاولون سحب الجثث المشوّهة من بين ركام الأنقاض".

وبحسب محمد الشغال، صحفي، فإنه وصل إلى مكان الحادث بعد وقت قصير من الهجوم، وشاهد كيف أن المسجد قد تم تدميره بشكل كامل.

الغارة الأمريكية على حلب السورية تظهر من جديد رغبة إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في توسيع حربه على الإرهاب، خاصة أنها تأتي بعد أسابيع قليلة من عملية أمريكية على القاعدة في اليمن، أدت إلى وقوع قتلى في صفوف المدنيين، كما أنها تأتي في خضم نقاشات متواصلة في البيت الأبيض حول إمكانية زيادة الوجود الأمريكي في سوريا.

وجاءت الغارة الأمريكية في سوريا، بحسب الصحيفة الأمريكية، لتؤكد أن ترامب سيكون أكثر عدوانية في التعامل مع التهديدات الإرهابية في الخارج، بخلاف سلفه باراك أوباما.

المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، جيف ديفيس، نفى مساء الجمعة، قصف قوات التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، مسجداً بريف حلب السورية.

وأقرّ ديفيس خلال مؤتمر صحفي، أن قوات التحالف نفّذت غارة في المنطقة المذكورة، إلا أنه أوضح أن "الهدف (من الغارة) كان مبنى مجاوراً للمسجد كان يجتمع فيه عدد من عناصر تنظيم القاعدة".

ولفت إلى أن "قصف المبنى تم باستخدام طائرتين؛ مسيّرة وأخرى بطيار، وأنهما حققتا هدفهما دون إلحاق الضرر بالمسجد".

وأشار إلى أن الغارة "قتلت عدداً من الإرهابيين، الذين ما زلنا نحاول معرفة عددهم".

وهذه المرة الأولى التي تستهدف الولايات المتحدة تنظيماً تابعاً للقاعدة في سوريا، حيث إن أغلب الغارات الأمريكية السابقة في سوريا تستهدف مقاتلي تنظيم الدولة.

سكان من بلدة الجينة قالوا إنهم سمعوا، ليل الخميس، انفجارات قوية هزت الأرض، حيث فرّ الناس من قرب مكان الانفجارات وهم في حالة من الصدمة والذهول، قبل أن يتبين أن غارات استهدفت مسجداً ومبنى للتعليم الديني يجاور المسجد.

وأظهرت الصور الملتقطة من الجو الدمار الكبير الذي لحق بالمسجد، وتحديداً في جزئه الشمالي، الذي تم تدميره بشكل كامل من جراء القصف.

المسجد، وفقاً للأهالي في بلدة الجينة، يضم العديد من العائلات التي نزحت من شرق حلب عقب استعادتها من قبل قوات النظام السوري.

وسواء استهدف الطيران الأمريكي المسجد أم أنه استهدف مكاناً قريباً لعناصر القاعدة، فإن المؤكد وفقاً لعاملين في فريق "الخوذ البيضاء"، أن الغارة الأمريكية أوقعت عدداً كبيراً من المدنيين.

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت منذ انطلاق حملتها لتعقّب مقاتلي تنظيم "داعش" في العراق وسوريا، أنها تسعى لتفادي سقوط مدنيين، ورغم ذلك فقد اعترف البنتاغون أن غاراته أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 200 مدني، بحسب الصحيفة.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)