تداول ناشطون إعلاميون من مدينة تعز العديد من المواقف المحزنة التي تملأ شوارع وأزقة وحارات المدينة المحاصرة. أسواق المدينة خالية من البضائع ولا حتى شربة ماء يسمح بدخولها مسلحو مليشيات الحوثي وصالح الذين يفرضون حصار على المدينة منذ عدة أشهر.
يقول الكثير من اليمنيين أن قتال الحوثيين وقوات صالح والذين يفرضون حصار على مدينة تعز أصبح أكثر أهمية من قتال الصهاينة في فلسطين فالإنقلابيون في اليمن يمارسون ما يمارسه الصهاينة من حصار وقتل وأشد من ذلك بكثير.
ويحكي الناشط الإعلامي من تعز طارق فؤاد البنا بعض مشاهداته في المدينة المحاصرة حيث يقول : في جولة القصر ، أحد أفراد مليشيا الحوثي والمخلوع يقوم بمصادرة كيس بطاط من إحدى النساء ، ويقول لها : "خلو حمود المخلافي يدي لكم بطاط" !
في بير باشا ، فرد آخر يأخذ دبة غاز من امرأة مسنة وبجانبها ابنها وهم على متن حافلة ركاب توقفت بجوار نقطة المليشيا هناك ، وحين صاحت به ونزلت خلفه، قال لها : "احنا ما نشتيش الدبة ، بس حرام ما دخلت لعند الدواعش وهي مليان"
ثم أخذ اسطوانة الغاز وفتحها في الهواء حتى انتهت ، وقال للمسنة التي كانت تبكي بحرقة بعد أن كافحت طويلا للحصول عليها : "هيا ما ذلحين شلي الدبة وادعي لأنصار الله اللي رجعوها لك" !!
ويضيف بالقول : مليشيا الحوثي والمخلوع تقرر قتل أبناء تعز عبر سلاح الغذاء والشراب .. لا شيء يدخل إلى المدينة مطلقا مئات الآلاف مهددون بالموت جماعيا ، نتيجة سياسة التجويع اللعينة.
ويستمر البنا بسرد مواقف مفزعة حيث قال "بأم عيني شاهدت اليوم طوابير طويلة لتعبئة مياه الشرب ، يأتي الناس من أحياء بعيدة للتجمع أمام محطة أو اثنتين تعملان في المدينة أجمع ، ثم ينفد الماء قبل أن يشرب غالبية من في الطابور ، ليعودوا محملين بالألم والظمأ ، والخوف من القادم المجهول !
لا دقيق ، لا مواد غذائية ، لا خضروات ، ولا حتى حليب للأطفال ! أمر أرعبني فعلا ، فتاة من أسرة متعففة في التاسعة عشر من عمرها توفيت قبل اسبوعين تقريباً .. ماتت جوعا ، كان والدها يذرف الدموع ويقول : الله يقتل من قتلنا ، وفضحنا بين الناس أننا بلا لقمة عيش !!
ووجه الناشط نداء لكل الناشطين ، الإعلاميين، الحقوقيين، السياسيين، المغتربين ، رجال الخير ، لكل الناس بالحديث عن تعز التي يقتلها الحصار والكتابة عن هذه المجزرة الجماعية التي تباد فيها مدينة بكل من فيها ..
وقال "انقلوا للعالم ما يفعله الحوثي وصالح بحق المدينة التي لم يكتفوا بقتل أبناءها برصاصهم وقذائفهم ، فعادوا لقتلها بلقمة العيش وشربة الماء ، ساعدوا الفقراء والمحتاجين ، تفقدوا الناس قبل أن يموتوا وتندموا أنتم على موت ضمائركم وإنسانيتكم ، ساعدوا تعز بما تستطيعون".
?
