كمال السلامي

ماذا يحدث في حجور؟

كمال السلامي
الخميس ، ٠٧ مارس ٢٠١٩ الساعة ٠٣:٥٤ مساءً

أقرب جبهة تتواجد بها قوات الشرعية من حجور، هي جبهة عاهم، والتي بحسب التقديرات تبعد عن  قرابة 40 كيلو متر، تزيد أو تنقص عن مديرية كشر، شرق محافظة حجة.

إذن هل كان هناك جدوى من إعلان إرسال كتائب عسكرية إلى حجور؟، أم أن الأمر كان فقط من أجل إيهام الرأي العام بأن هادي وشرعيته مهتمة؟.

السؤال أيضا، ما هي السبل التي كانت متاحة ولا تزال لدعم حجور؟..

باعتقادي أن هناك عدة خطوات كانت كفيلة بوقف حرب الحوثي على الحجور، بل وهزيمته، وإفقاده توازنه، الخطوة الأولى تتمثل في إطلاق أوامر بتحريك كل الجبهات، وخصوصا جبهات الشرق والشمال والوسط، أي جبهات "نهم - مأرب - الجوف - صعدة - حجة - البيضاء - تعز - وحتى الحديدة أيضا"، فهذه الخطوة كانت ستفقد الحوثيين تركيزهم، وتشتت قواهم، لكن الذي حصل هو العكس تماما.

تم تجميد أغلب الجبهات المحورية كليا، ليتسنى للحوثي نقل الآلاف من مقاتليه وتوجيه كامل تركيزه على حجور.

ثاني تلك الخطوات، تتمثل في تحريك قوات ضخمة عبر أقرب جبهة وهي عاهم باتجاه حجور، ولتخوض حرب تحرير هناك، إلى أن تفك الحصار عن حجور في كشر، لكن ذلك لم يحدث أيضا، ولأسباب مجهولة، وسط أنباء عن وجود خلافات بين قيادة التحالف، وقيادة المنطقة العسكرية الخامسة.

الخطوة الثالثة، تتمثل في تنفيذ عمليات إنزال لمقاتلين في حجور، وهذا الأمر يعود للتحالف العربي، كونه يمتلك الإمكانيات لتنفيذ ذلك، ولكن للأسف لم يحدث.

الخطوة الرابعة سياسية، وتتمثل في إعلان الشرعية تجميد المفاوضات مع الحوثيين، وكذا تجميد مشاركتها في المباحثات الجارية بشأن الحديدة، وبالتالي يإعادة الأمور إلى ما قبل ديسمبر 2018، أي أن تصبح الحديدة ساحة حرب، لكن هذا أيضا لم يحدث.

***

إذن ما الذي سيحققه الحوثيون لو فعلا سحقوا حجور؟، باعتقادي أن سقوط حجور ليس مهما على الصعيد العسكري، بقدر أهميته على الصعيد المعنوي، فسقوط حجور، تعني ضرب فكرة المقاومة الداخلية في مقتل، بحيث يصعب بعدها على أي قبيلة أو أي طرف آخر التفكير حتى في معارضة الحوثيين.

كما أن ذلك يعني فقدان اليمنيين الثقة بشكل تام، في حكومة اكتفت بتوجيه الدعم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتباكي على حجور من غرف الفنادق.

سقوط حجور لا قدر الله، يجعلنا نفكر مليا بضرورة إعادة تشكيل المشهد كاملا، يجب تفسير الكثير من الأمور الغامضة، يجب أن نعرف إجابة على الكثير من الأسئلة، وخصوصا سبب تجميد الجبهات، ومن يقف وراءها..

كل من يدير المشهد العسكري والسياسي غير مؤهل لامتلاك الشجاعة للإجابة عن هذا السؤال، بالرغم من أنه سؤال محوري، وليست حجور وحدها التي تخذل بتجميد الجبهات، بل أيضا مديرية الحشاء، بالضالع، ومن قبلها عتمة وغيرها.

اليأس بات سيد الموقف في احتمال وجود قيادة محترمة تعرف ما لها وما عليها، الكثير من أبناء المؤسسة العسكرية الأبطال الذين شائت الظروف أن يظلوا في مناطق الحوثي، كانوا ينتظرون لحظة الصفر للالتحاق بإخوانهم في قوات الجيش والمقاومة ضد الحوثيين، لكن الأحداث الأخيرة، دفعتهم لمراجعة مواقفهم، والبقاء في مربع الحياد، وربما الانحياز للحوثي نكاية بشرعية عاجزة عن كل شيء باستثناء إصدار القرارات، والتعيينات، ومواصلة النهب والعبث والفساد.