موسى المقطري

ماذا عن اسلحتنا الفكرية

موسى المقطري
الأحد ، ٠٥ نوفمبر ٢٠١٧ الساعة ٠٨:٥٣ صباحاً

كل مواجهة يخوضها رجال قواتنا المسلحة ويدخلون في ساحتها تحتاج إلى الكثير من الأسلحة التي يمكن من خلالها التمكن من عمليتي الهجوم أو الدفاع، ومن ثم كسب الجولة النهائية التي تحدد الفائز والخاسر.

 

وفي عالمنا اليوم الذي يخضع لقيادة العلم والعقل والفكر يجب أن نضع في أولوية أسلحتنا (الأسلحة الفكرية) التي تمثل قمة العطاء والعبقرية العقلية التي تتسم بالذكاء والفطنة ، وكل فنون العقل الأخرى في اختيار وتوظيف أكثر الأفكار تجاوباً وتفاعلاً ومرونة مع الحدث المتمثل بانقلاب المليشيا الخارجة على القانون على الدولة الشرعية .

 

تتضمن الاسلحة الفكرية عبقرية العقول، ومنطق المفكرين الذين يدركون تماماً كيف يختارون نوعية الأسلحة الفكرية ، وكيف يستخدمونها في الوقت الذي يتناسب معها وبأسلوب يضمن تماماً تحقيق فاعليتها وإرادتها في بلوغ الغاية.

 

وتكون هنا لهذه الأسلحة الفكرية، الفاعلية والقدرة والتمييز النوعي الذي يجعلها حقيقة ، وبكل جدارة أن تكون في مصاف الأسلحة النوعية، وأن يطلق عليها هذا الاسم الذي له ما بعده ويلاحظ اليوم في عالمنا المعاصر أن معظم وغالبية الأسلحة التي يتم استخدامها في الحروب والوصول الى الأهداف والغايات هي عبارة عن أسلحة فكرية وخاصة التي تعتمد على الجانب العلمي والتكنولوجي.

 

 فالدعاية الحديثة المتطورة والإعلان الجاذب هي نوع من أنواع الأسلحة الفكرية التي لها أثرها الفعلي في تحريك الأمور ، وأبعادها من جانب الحرب والقتال إلى جانب الاقناع بالمنطق والتفاهم والحوار .

 

تقوم الاستراتيجيات العسكرية الحديثة على تأخير العمليات العسكرية المباشرة ، والبدء باستخدام الأسلحة الفكرية والعمل النفسي تجاه العدو حتى تنهار معنوياته القتالية وتضعف إرادته في القتال، ثم تاتي العمليات العسكرية المباشرة والعدو بوضع يسمح بتوجيه الضربة القاضية والحاسمة له .

 

وبحسب الخبراء فإن الحرب الحقيقية هي التي تبدأ قبل بدء العمليات الحربية، والاصل أن الناس لم يلجأوا إلى القتال إلا عندما يعجزون عن الوصول الى هدفهم بطريقة أخرى أسهل واقل تكلفة .

 

تكمن الصورة المثالية عبر استخدام أنواع من الأسلحة الفكرية التي تعمل بدورها الفاعل في تحطيم نفسية العدو وكسر شوكته، وقهر إرادته القتالية ، وتقوم هذه الوسائل والأسلحة المتمثلة في استخدام جوانب الفكر لا السلاح إلى تحقيق نتائج إيجابية وبأقل تكلفة ، تحقق الهدف او تسرع في تحقيقه ، وتقلل من تكاليفه المادية والبشرية  .

 

وفي وضعنا اليمني فإننا نواجه مليشيا لها اساس فكري تتكئ عليه وعبره ترفع معنويات مقاتليها لكسب المعارك على الارض ويستلزم ذلك استراتيجية فكرية ونفسية تسبق وتسند كل العمليات العسكرية القائمة على الارض ، وتضمن تحقيق الاهداف العسكرية ، وتحقيق التفوق العسكري والقضاء على الانقلاب بأشكاله وصوره .

 

ومن هنا اشدد على وضع استراتيجية ذات بون أوسع، تتم قيادتها عن طريق أسلحة فكرية وسياسية ودبلوماسية وإعلامية ونفسية واقتصادية يكون لها الأثر في الحسم العسكري وتحقيق الهدف الاشمل ، والقضاء على الانقلاب فعلاً وفكراً وممارسة .

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)