عامر السعيدي

معركة الجمهورية

عامر السعيدي
الاثنين ، ٢٢ أغسطس ٢٠١٦ الساعة ٠٣:١٠ مساءً


هذه المعركة التي ترسمون ملامحها، لا تعنينا، لا علاقة لنا بها ولا مكان لها على أرضنا اليمنية.

إن المعركة، معركة الجمهورية ضد الإمامة، معركة أغاني الحياة ضد هتافات الموت، معركة الحرية ضد الاستعباد.

أعداء الدولة هم خصومنا، وأنتم منهم لأنكم تريدون تفخيخ مستقبلنا بالطائفية .

لقد انتفض الشعب اليمني وحمل السلاح، من أجل أن يستعيد دولته التي سطى عليها الإنقلابيون .

لا رافضة ولا مجوس و لا حروب لاهوتية، إلا في عقولكم التي لا تعي معنى أن تكون بلا دولة ولا نشيد وطني .

هذا الشعب يدافع عن حريته وكرامته، لا عن شكل اللحية ولون العمامة .

اليمنيون يقاتلون لترسيخ قيم العدل والمواطنة المتساوية، يقاتلون الفوضى من أجل النظام، يقاتلون الدمار من أجل البناء، يقاتلون الغطرسة والاستقواء والظلم، لكي يكون الضعيف قويا بالقانون وعزيزا بالدولة الوطنية .

لقد تجاوزكم الشعب اليمني، وأدرك مبكرا أن هذه الحرب القذرة، حرب سياسية أدخلهم فيها المتمردون الأغبياء الذين يعتقدون أنهم سيحتكرون السلطة بالتسلّط.

أيها العالقون في وحل الماضي، دعونا نشق طريقنا إلى المستقبل الذي يضمن لنا ولكم حق البقاء وحرية الرأي والمعتقد والعيش بسلام في وطن لا حكم فيه إلا للشعب والدستور.

إنها اليمن، بلاد الرجال والأقيال؛ اليمن التي أنهكها الحقد على تاريخها، هذه بلاد النقوش المحفورة في أعماق الزمن، ذاكرة الأرض والسماء، بيت الله ومعبدالشمس. 

اليمن العظيمة، وجه بلقيس وسعادة أسعد الكامل، كبرياء سعد بن عبادة و عبقرية محمد قحطان الذي أدرك الإنقلابيون أن لا خوف على ولا  عائق أمام تخبطهم السياسي  إلا دهاء هذا الكهل الحكيم، ثعلب السياسة، ورجل السلام والحرب؛ ولذلك خطفوا العقل وتركوا الدراويش الكبار، لكي يحلو معهم اللعب على كل الأوراق القذرة التي تخدم الفوضى وتضع حطب الطائفية في نار الحرب التي أشعلها الأماميون على أمل العودة إلى الكهنوت ، وصب عليها المخلوع زيت الانتقام طمعا في العودة لما قبل ثورة فبراير التي أطاحت بمشروع التوريث وحكم العائلة الواحدة .

جمهوريون نحن لا طائفيون، لا راية لنا إلا العلم الجمهوري .

شعارنا ومشروعنا هو اليمن، لها نغني وبها نغتني ..

أيا وطني جعلت هواك دينا 
وعشت على شعائره أمينا 

هكذا أنشد أبونا الكبير، وهو يخوض ذات الحرب التي نخوضها، ويقف كالجبل مع رفاقه الاحرار، لمواجهة السلاليين والمناطقيين الذين يستجرون وهم الماضي، ويتدثرون بالخرافة، التي ابتدعتها المذاهب، لتقديس من لا فضيلة له ولا فضل، لو لم تكن اليمن أقدس المقدسات التي يؤمن بها ظاهرا وباطنا؛ وإلا فهو ومعه كل من يؤمن بحصر الحكم والتفوق في خصية بشر ، أعداء لله وللوطن والإنسان والحياة .

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)