الأرشيف

المفاوضات اليمنية في الكويت.. الفرصة الأخيرة !!

الأرشيف
الاثنين ، ٢٣ مايو ٢٠١٦ الساعة ١٠:٤٥ صباحاً

كلمة اليوم


قبيل بدء المفاوضات صدرت عدة رسائل عن التحالف العربي والشرعية اليمنية، بأن هدف المفاوضات هو الاتفاق على آليات تطبيق القرارات الدولية، والتي تضمنت عودة الشرعية، والانسحاب من المدن، وتسليم السلاح، والبدء عمليا بالخطوات السياسية وفقا للمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار اليمني، وظل الحوثيون، والمخلوع علي صالح يطالبون بالحوار، الذي ظنوا بأنه مجرد استنزاف للوقت واعتراف بهم كقوة على الأراضي اليمنية، لكنهم لم يدركوا أن القرارات الدولية أيضا طالتهم، ووضعت بعضا منهم على لوائح المطلوبين، وتم تجميد حساباتهم المالية، في العديد من دول العالم.

 

الشرعية اليمنية ذهبت الى الكويت وهي تدرك، أن الحوثيين وصالح يبحثون عن مفاوضات دائمة، غير ان رفض الربط بين مسارات التفاوض والعمليات العسكرية، قد أسقط ما في أيديهم، فقد كانت الخطة، استغلال الهدنة لإعادة التموضع وترتيب الأوراق الداخلية، وهذا لم يحصلوا عليه، وكانت الضربة القاسية والمؤلمة، عندما تمكن التحالف العربي من استهداف التنظيمات الإرهابية في المكلا، والتي قتلت 800 عضو في القاعدة وغيرها، ليكتشف العالم أن ثمة تعاونا وتنسيقا كبيرا بين القاعدة وعلي صالح، والحوثيين، دفعت بالوفد الحوثي لرفض استهدافهم، ورفض التوقيع على بيان يشيد بمهمات التحالف العربي في مواجهة الإرهاب في اليمن.

 

استطاع وفد الشرعية اليمنية، تعرية وفدي الحوثي وصالح، بأنهم لا يرغبون في الوصول الى حلول سلمية وفقا لمحددات المفاوضات القائمة على القرار الدولي، وانما رغبوا في اتفاقات خارج اطار الشرعية الدولية، وبما ينقض القرار الدولي، ويتجاوز موضوع الشرعية، بالبحث عن توافقات وتقاسم للسلطة، كل ذلك كان أمام مرأى المجتمع الدولي، وسفراء الدول الثمانية عشرة المشاركة، رغم ان البعض كانت له أهدافه ومآربه الخاصة ايضا، الا ان قرار الشرعية الدولية كان الفيصل.

 

العودة عن المفاوضات تعني الحرب العسكرية، وقد اختير علي محسن الاحمر نائبا للرئيس ورئيسا لهيئة الاركان لهذه الغاية، فلا مجال أمامهم سوى الاستجابة لقرارات الشرعية الدولية، او ستكون الشرعية الدولية مجبرة هذه المرة على اتخاذ قرار دولي آخر يدعم القرار الدولي 2216، لوقف التلاعب بمستقبل الدولة والمجتمع اليمني من قبل الميليشيات الحوثية وعصابات المخلوع علي صالح.

 

ان المفاوضات الجارية، هي الفرصة الأخيرة كما يبدو، وان الجميع يرى ضرورة ان تكون الشرعية اليمنية اكثر حسما وقوة فيما يتعلق بمستقبل اليمن، فقد اعطوا الوقت الكافي للتوصل الى اتفاق يحقن دماء اليمنيين، لكن الباحثين عن السلطة وشبق السلطة، يرون أن ما يقدمون عليه بطولة، وبعضهم ينتظر تعليمات ايران للموافقة او عدمها، وعليه فإن الفرص تتضاءل وتتراجع، وعلى الشرعية ان تلتزم بالخطوط التي وضعتها مؤخرا وعلى لسان نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبد الملك المخلافي، بأنه لا عودة للمفاوضات دون التزامات مكتوبة تشير الى الالتزم بالقرار الدولي وبالشرعية وباللجان التي تم التوافق عليها.

 

ان التسويف وتبديد الوقت والتصريحات المتشاكلة، هي لعبة مكشوفة وتقمص مشابه للمناورات الدبلوماسية الايرانية، لأننا نعلم أن البعض منهم لا يمتلك القرار والارادة، وليس لديه غيرة على الوطن واليمن، والوحدة اليمنية التي يتغنون بها اليوم، وهم يحملون معاول هدمها، وتفكيك وحدة النسيج الاجتماعي اليمني قاطبة.

 

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)