الأرشيف

بانتِظارِ الطَّريق

الأرشيف
الجمعة ، ٠١ يناير ٢٠١٦ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً

يحيى الحمادي


بَعدَ هذا الوَجَعْ..

ضَعْ كِتابَكَ يا صاحبي جانِبًا

ضَعْ تَصَاوِيرَكَ الشَّاحِباتِ كأَحلامِنا..

ضَعْ أَغَانِيَ (أَيُّوبَ) لِلحُبِّ, والشَّعبِ

والمَوطِنِ المُبتَلَى

بالخُرَافَاتِ

والجَهلِ

والجَاثِمِينَ على قَلبِهِ

كالجَرَاثِيمِ في الجُرحِ

كالجُرحِ

كاللَّيلِ

ضَعْ..

لَم يَعُدْ لِلنِّدَاءِ, ولا لِلغِنَاءِ

ولا لِلأَسَى مُتَّسَعْ

*****

بَعدَ هذا الوَجَعْ

قِفْ على السَّطرِ..

مُستَلهِمًا جُملَةً مِن أَسَاريرِ "حالِمَةٍ"

بالمُنى ساهِدَةْ

مِن مَرَارَاتِ مَن حُوصِرُوا في (المَعَافِرِ)

مِن ضِيقِ مَن فارَقُوا (الرَّاهِدَةْ)

مِن دُمُوعِ (الأُجَيْنَاتِ)

مِن حُزنِ (وادِيْ الضَّبَابِ) على مائِهِ

مِن تَنَاهِيدِ مَن يُهرَعُونَ إِلى (بئرِ باشا)

جِيَاعًا عِطَاشَا

مِن عَذَابَاتِ مَن يَعبُرُونَ (المُصَلَّى) خِفافًا

إِلى (بابِ مُوسَى)

وفي (صَالَةٍ) يَندبُونَ (العَرُوسا)

قِفْ على السَّطرِ يا صاحِبي

قارئًا ما تَقُولُ (العُصَيْمَاتُ) في لَيلِها

لِلطُّغاةِ البُغاةْ

أَنتَ أَدرَى بما أَعلَنَ الصَّمتُ في صَدرِها

مِن حَنِينِ اللُّغاتْ

قِفْ على السَّطرِ..

مُستَقرئًا مَن تَسَاقَطَ مِن صِبْيَةٍ

يُقتَلُونَ بـ(حَدْنَانَ) لَيلًا

ومِن آخَرِينَ يَمُوتُونَ مِن فَقدِ أَدنى الغِذاءِ

ومِن آخرينْ..

يَمُوتُونَ شَوقًا إلى الأوكسُجينْ

ومِن نسوَةٍ في زَوَايَا البيوتِ يُصَارِعنَ وَحشَ الرَّدى

وبأَكمَامِهِنَّ البَلِيلَةِ يَدفَعنَ ذِئبَ الهَلَعْ

*****

بَعدَ هذا الوَجَعْ

عُدْ كَمَا كُنتَ مِن قَبلِهِ

قائِدًا لِلمَسيرَةِ نَحوَ الحَيَاةِ..

وَارِفَ القَلبِ بالحُبِّ

والحُـــــــــزنِ

والأُغنِيَاتِ

عُدْ كَمَا كُنتَ

لَحـــــنًا

ولَــــــــــونًا

وعِطــــــــــــرًا

ومَــــــــــــــــــــاءَ

وامْحُ عَنكَ الرَّدَى والدِّمَاءَ

عُدْ كَمَا كُنتَ مِن قَبلِهِ

مَوطِنًا وانتِمَــــــــــــــاءَ

أَنتَ أَدرَى بِمَن أَوقَدُوا النَّارَ

بالمَوطِنِ المُستَجيرِ بحَطَّابِهِ

ثُمَّ ثَارُوا على جُرحِهِ

فاندَلَــعْ

أَنتَ أَدرَى بمَن كافَؤُوكَ بأَحقادِهِم

واستَبَاحُوا دِمَاءَكَ بالطَّائِفِيَّةِ

واستَنفَدُوا فَجرَكَ المُختَرَعْ

لَم يَدَعْ حَاطِبُ اللَّيلِ مِن مَهرَجَانِ الرَّبيعِ سِوَى شَوكِهِ..

لَم يَدَعْ

*****

بَعدَ هذا الوَجَعْ

لا تُصَدِّقْ شِعارَاتِ مَن حاصَرُوكَ

ومَن ناصَرُوكَ

ومَن بـــــاعَ

أَو مَن دَفَعْ

لا تُصَدِّقْ بأَنَّ الظَّلامَ الذي في القلوبِ انخَلَعْ

قُل لَهُم: (هذهِ الأَرضُ..)

لا..

لا تَقُلْ هذهِ الأَرضُ..

كُن صادِقًا

قُل لَهُم:

إِنَّ هذا الرَّمَادَ الذي تَزرَعُونَ لَنا

حاصِدٌ مَن زَرَعْ

والدَّمَارَ الذي تُمطِرُونَ عَلَينا بهِ

والأَسَـــــــــــى

والجَشَـــــــــــــــــعْ

كُلُّهُ سَوفَ يُنسَى غَــدًا

لَن تَظَلَّ سِوَى عَزمَةِ الثَّأرِ مِن حِقدِكُم

تُوقِدُ المُجتَمَعْ..

الصِّغَارُ الذينَ يَمُرُّونَ في طَلَبِ المَاءِ فَجرًا

كَسِربِ البَجَعْ

والثَّكَالَى اللَّوَاتِي على هامِشِ العُمرِ

يَرقُبنَ ما لَم يَقَعْ

والشَّبَابُ الذينَ استَفَاقُوا على مَوطِنٍ

غارِقٍ بالدُّجَى والبِدَعْ

كُلُّهُم وَاقِفُونَ هُنا

بانتِظارِ الطَّرِيقِ لِكَي يَعبُرُوا

كُلُّهُم يَحمِلُونَ لكُم وَطَنًا خالِصًا

لَيسَ بالمُصطَنَعْ

وَحدَهُ الصَّبرُ _مِن حِقدِ أَفعالِكُم_ ما انخَدَعْ

وَحدَهُ مَن خَدَعْ

وسِوَى الحَقِّ لَن يُنتَزَعْ

من صفحة الشاعر على الفيسبوك

شريط الأخبار