يحيى الثلايا

كبسة سلمان وقهوة عفاش في أسبوع

يحيى الثلايا
الثلاثاء ، ٢٧ يونيو ٢٠١٧ الساعة ٠٦:٢٦ مساءً


لفتتني حد الإعجاب عودة الصحفي أمين الوائلي إلى صنعاء قادما من الرياض، وتأديته صلاة العيد في مصلى عفاش كاختراق مهم لوضع يفرضه الانقلابيون منذ اطلاق الرياض عاصفة الحزم قبل عامين.


أمين الوائلي صحفي مؤتمري بارز غادر صنعاء طواعية وأعلن من الرياض تأييده الشرعية كخيار وطني، وهي بدورها منحته وظيفة في وقت قياسي، لكنه واجه رفضا واسعا وتشكيك في ولاءه فاعتذر تحت الضغط، واختار الصلاة خلف الزعيم.
من حيث يدري او لا يدري، بانتقاله بين الرياض وصنعاء وتذوقه كبسة سلمان وقهوة صالح انتصر امين الوائلي لحق انساني ودستوري ظن البعض امكانية مصادرتهم له.


حق الانتقال وامتلاك الوطن والبقاء فيه والعودة إليه لا يجوز سلبه عن احد، لكن تحالف الامامة والعكفة انتهكوه بشدة واستخدموه ذريعة ومبررا وتهمة لانتهاك كل الحقوق.
بعد عودة الوائلي صنعاء لم يعد بإمكان المخلوع صالح مهاجمة فنادق الرياض ومعايرة نزلاءها من رفاقه القدامى او خصومه.
"كل كبسة واسكت" والمعايرة بالشحاتة والارتزاق لدى من تسميهم السديريين انتهت يا عفاش بعد حفاوة استقبالك امين الذي زار الرياض واعلانه منها الانحياز للشرعية وتأييد التحالف ضد الانقلاب.


الحوثيون استخدموا الرياض تهمة وذريعة يقتلون خصومهم او ينكلون بهم بتهمة التواصل معها او حتى عدم شتمها !.
لقد افتقدوا منذ اليوم صلاحية كلمات "المنافقين" و "مرتزقة العدوان" و"صنعاء محرمة عليكم" و "لو انت رجال ارجع صنعاء" و"عملاء آل سلول قرن الشيطان" وماشابهها.
قولوا للحوثي: الوائلي رجع صنعاء وشرب من قهوة حليفكم يوم العيد ومن حق غيره ان يعود غصبا عن ابيكم، اطلقوا زملاء امين الصحفيين فقد تعاقبت عليهم الاعياد في سجونكم يا سفلة.
توقفوا عن استهداف العزّل في المناطق التي تسيطرون عليها، كونوا شرفاء ولو للمرة الاخيرة والفرصة الوحيدة المتبقية، اتركوا المدنيين وحاربوا خصومكم باخلاق المحاربين في ما تبقى من معركة عودتهم نحو صنعاء وبقية المناطق.
اثر وصول أمين الوائلي للرياض في رمضان صدر قرار بتعيينه سكرتيرا لوزير الاعلام، القرار قوبل باعتراض اعلاميين ونشطاء ورأينا حملة استهدفت الرجل والقرار ومن اصدروه، نبشوا مواقف واراء سابقة للوائلي يهاجم فيها الشرعية التحالف ويدعم الانقلاب.
خرج بعدها معتذرا قبول عن الوظيفة ومؤكدا ان التحاقه بمعسكر الرئيس هادي هو موقف وقناعة وطنية لا تتعلق بوظيفة وتعبير عن حقيقة موقفه من الانقلاب خصوصا الجماعة الحوثية التي هاجمها بعنف قبل سفره واثناء ضيافته في الرياض .
مؤتمرية الوائلي لم تثير عندي اي حساسية تجاه القرار، كثير من قيادات دولة هادي وقرارات حكومته نالها مؤتمريون، ولا مشكلة اساسا ووفقا للمعايير استيعاب وقبول من يتخلى عن الانقلاب ويقف في خيار الشرعية والجمهورية في المغرم والمغنم.
وظيفة سكرتير تعد اجحافا بحق الوائلي مقارنة ببعض رفاق سبقوه ومنحوا مناصب دبلوماسية ومحلية ومركزية بكونهم لكونهم فقط ينتمون للمؤتمر فيما هو يفوقهم خبرة وقدرة بما فيهم من اصدروا القرار.
بذات السرعة والمفاجأة التي ظهر بها الرجل وقراره في الرياض عاد ليظهر في صنعاء مؤديا شعيرة الصلاة لله والزعيم.
عودة أمين لمجلس ومسجد صالح ستبهج خصومه الذين هاجموا القرار واعترضوا عليه وتوفر لهم دليلا على ما زعموه.
العودة ستكون محرجة لزملائه ورفاقه الذين تحمسوا ودافعوا عنه وعن القرار، واحراج كبير لمن اصدر القرار.
من دافعوا عن امين رفضوا بشدة استناد خصوم على مواقفه السابقة ضد الشرعية، واعتبروا التشكيك في ولاء امين وبعض الوجوه واتهامها بالعمل او التواصل او التعاطف مع صالح مكايدات سياسية كاذبة تخدم الانقلاب ونفوا بشدة حصول تواصل مع صالح او حتى إمكانية وقبول بالفكرة.
صلاة العيد التي أداها امين الوائلي في محراب صالح ستثير القضية من جديد ويفسرها كلٌ كما يريد.