دفعت أسباب عسكرية وسياسية، إلى إعلان التحالف العربي، بقيادة السعودية، إنهاء عملية "عاصفة الحزم" العسكرية في اليمن، وبدء عملية "إعادة الأمل".
وتحدث مراقبون للأناضول عن أهم هذه الأسباب متمثلة في نفاد الأهداف الاستراتيجية للضربات الجوية للتحالف، ورفع الضغط عن التحالف بضرورة التدخل براً، والبحث عن بدائل ربما تشمل إطلاق عمليات برية يقودها الجيش الموالي للرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، وأخيراً فتح الباب أمام حلول سياسية عبر إطلاق عملية "إعادة الأمل".
وكان الناطق باسم تحالف "عاصفة الحزم"، العميد أحمد عسيري، أعلن، مساء الثلاثاء الماضي، انتهاء "عاصفة الحزم"، التي بدأت فجر 26 من الشهر الماضي، وانطلاق عملية "إعادة الأمل"، بدءاً من أمس الأربعاء، موضحاً أن من بين أهداف الأخيرة "سرعة استئناف العملية السياسية".
وتوعد العسيري في الوقت نفسه بالتصدي لأي تحركات عسكرية من جانب جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، المتحالف مع الجماعة، والذي أجبرته عام 2012 ثورة شعبية على تسليم السلطة لنائبه آنذاك عبد ربه منصور هادي، وفقاً لـ"المبادرة الخليجية"، التي منحت صالح حصانة من الملاحقة القضائية.
نفاد الأهداف الاستراتيجية للضربات الجوية للتحالف بالقضاء على الأهداف الثابتة، كان أهم هذه الأسباب، وقد تمثلت- وفق مراقبين- في تدمير مخازن السلاح والصواريخ الباليستية للحوثيين، التي كان ينظر إليها على أنها خطر يتهدد دول الجوار، بحيث بات استمرار الضربات بدون أهداف لا معنى له عسكرياً، وربما يجلب على التحالف الكثير من الانتقادات الدولية مع طول الوقت، ولذلك فإن مبادرة التحالف إلى وقف العاصفة أفضل من أن يجبر على ذلك تحت الضغط الدولي.
لكن هذا لا يعني انتهاء "عاصفة الحزم" تماماً، فثمة نوعان من العمليات، بحسب محللين؛ الأولى عمليات استراتيجية، وشملت تدمير الصواريخ الباليستية، التي مثلت تهديداً استراتيجياً لأمن السعودية، والأخرى تسمى بالعمليات التكتيكية، وتهدف إلى وقف أي تحركات للحوثيين على الأرض، والأخيرة تستمر بالتوازي مع عمليات إعادة الإعمار والإغاثة الإنسانية، لذلك لا يمكن القول إن "عاصفة الحزم" انتهت كلياً، فهي باقية في الجانب التكتيكي.
كما أن الإعلان عن انتهاء "عاصفة الحزم" يمثل إجراء تكتيكياً مهماً، يهدف أساساً إلى تخفيف الأعباء السياسية عن التحالف، فضلاً عن أن إطلاق عملية إعادة الأمل لم يُنهِ التدخل العسكري للتحالف، وأبقى سيطرته الجوية والبحرية على اليمن.
وأيضاً رفع الضغط عن عمليات التحالف لضرورة التدخل براً، وهو أمر كان مطلوباً مع نفاد الأهداف الاستراتيجية للضربات الجوية، فضلاً عن أن التحول من ضربات جوية لحماية المدنيين يوفر غطاء سياسياً وأخلاقياً للتحالف لدعم عمليات المقاومة الشعبية الداعمة للقيادة الشرعية.
* الخليج أونلاين