2020/09/24
نص كلمه الرئيس هادي  للجمعية العامة للأمم المتحدة لدورة الخامسة والسبعون

 

معالي رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة الاخوة أصحاب الجلالة و الفخامة والسمو،، في البداية اتقدم بالتهاني الخالصة لرئيس الدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، متمنيا له دوام التوفيق والنجاح في مهامه. أعبر عن خالص الشكر والعرفان للأمين العام للأمم المتحدة السيد انطونيو غوتيريش، لجهوده في قيادة المنظمة نحو الاضطلاع بدورها في حماية الامن والسلم الدوليين، وتحقيق الرسالة السامية للمنظمة، والتي ينعكس أثرها على جميع الشعوب والدول، ومنها الجمهورية اليمنية التي بذلت الامم المتحدة جهودا رائعة ومشكورة من اجل التوصل الى سلام دائم فيها، وسعت دون كلل لمواجهة التحديات التي تواجهها خاصة التحديات الانسانية. كما يشرفني ان أتقدم بخالص التهاني الى ابناء شعبنا اليمني العظيم في الداخل والخارج بحلول أعياد الثورة اليمنية الخالدة سبتمبر وأكتوبر المجيدتين والذي يتزامن احتفالات شعبنا بها مع اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة. الأخوة الحضور: تنعقد هذه الدورة للمرة السادسة ونحن في الجمهورية اليمنية نعيش ظروفا صعبة وقاسية نتيجة للحرب المفروضة على شعبنا من قبل مليشيا الحوثي الانقلابية، وداعمها الإقليمي إيران، والتي بدأت مخططاتها عقب تنفيذ المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية وتزامنا مع الانتهاء بنجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي وضع خارطة طريق لمستقبل الجمهورية اليمنية بمشاركة كل ألوان الطيف السياسي، وهو الامر الذي لم يرق لمليشيا الحوثي التي أرسلت ممثليها الى طاولة الحوار، وذهبت في الوقت نفسه تعد العدة للانقلاب عليه، من خلال تحشيد مليشياتها لإسقاط المدن و القرى وتشريد السكان، وتهجيرهم من قراهم ومناطقهم وصولا لاجتياح العاصمة صنعاء في سبتمبر أيلول 2014، والاستيلاء على مؤسسات الدولة، والانقلاب على الشرعية المنتخبة،  والاجهاز على المناخ السياسي، وخنق الحريات العامة، ومداهمة المنازل والبيوت وتفجير المدارس، ودور العبادة، ومطاردة الأصوات المعارضة لها، والتنكيل بالمواطنين، وتحويل صنعاء التاريخ والحضارة والتعايش، إلى سجن كبير لشعبنا هناك. السيد الرئيس: لقد كان للأمم المتحدة دوراً محوريًا وبارزًا في الإشراف على عملية الانتقال السياسي في اليمن منذ العام 2011 حيث بدأت المرحلة الانتقالية وفقا للمبادرة الخليجية واليتها التنفيذية بتشكيل حكومة وطنية وانتخابات رئاسية مرورًا بانعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل لكافة شرائح المجتمع اليمني ووضع مسودة الدستور اليمني الجديد وفقًا لمخرجات ذلك الحوار إيذانًا بعرضة للاستفتاء من قبل الشعب اليمني وانتهاء بإقراره وإجراء الانتخابات وفقًا للدستور الجديد، حيث جاء الانقلاب الحوثي ليوقف مسيرة المرحلة الانتقالية وليشن حرباً على الشعب اليمني، السيد الرئيس: إن هذه الحرب المفروضة على شعبنا تسببت بكارثة انسانية ومزقت المجتمع اليمني وتسببت في موجات النزوح والتهجير الجماعي والقمع والاخفاء القسري وأعظم حالات الفقر التي شهدها شعبنا منذ عقود طويلة. لقد مددنا يدنا للسلام، وبذلنا كل ما بوسعنا لدعم وتسهيل جهود الامم المتحدة ومبعوثها إلى بلادنا السيد مارتن غريڤيث والمبعوثين من قبله، من اجل انقاذ البلاد والتوصل الى سلام دائم وشامل، يوقف نزيف الدم اليمني والمأساة اليمنية لأن شعبنا اليمني بإختصار لن يقبل التجربة الإيرانية على ارضه مهما كانت الظروف والتحديات. ونذكركم بما قدمناه من تنازلات من اجل السلام على مدار الاعوام الخمسة الماضية، والتزامنا ومعنا الاشقاء في التحالف الداعم للشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية قبل أشهر بوقف إطلاق النار من جانب واحد، لإتاحة الفرصة امام الجهود التي يبذلها السيد مارتن للتوصل إلى وقف دائم وشامل لأطلاق النار واستئناف العملية السياسية، لكن هذه الجهود مع الاسف قوبلت بالتعنت الكامل من قبل مليشيا الحوثي الارهابية، وداعميهم في النظام الإيراني، بل إنها قامت باستغلال ذلك للحشد والتصعيد  ومهاجمة المحافظات والمدن، وارتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين في العديد من محافظات ومدن اليمن، وما ترونه اليوم، من تصعيد همجي لهذه المليشيات، خاصة في محافظات مأرب والجوف والبيضاء التي تشن عليها مليشيا الحوثي حملة عسكرية هوجاء منذ شهور وتستهدف الاحياء السكنية بالصواريخ الباليستية، دون اكتراث لحياة المدنيين والنازحين الفارين من مناطق سيطرتها والذين يقدر عددهم بالملايين، وكذا ما تقوم به هذه المليشيات الارهابية من استهداف متكرر للمدنيين والمنشآت المدنية بالمملكة العربية السعودية، كل ذلك يعطي صورة واضحة عن نوايا هذه المليشيات، وموقفها من السلام، الامر الذي يستدعي من المجتمع الدولي، الاضطلاع بدوره في وضع حد لهذا الصلف المتعجرف، وانهاء معاناة شعبنا عبر الضغط الفاعل والحاسم على الانقلابيين وراعيهم في طهران لتنفيذ قرارات مجلس الامن، والتوقف عن الايغال في إراقة الدماء، والتدمير، واتاحة المجال لوصول المساعدات الانسانية لكل اليمنيين. وانني انتهز هذه الفرصة لأخاطب العالم من أجل الالتفات إلى معاناة شعبنا الصابر الذي يواجه صنوف المآسي، والعذاب، والظروف المعيشية القاسية، نتيجة حرب الانقلابيين. اننا نشكر كل الجهود والدعم المقدم من الأشقاء والأصدقاء، والمنظمات والدول المانحة والتي هي الأخرى لم تسلم من الابتزاز والتضييق والحصار وهي تسعى لتخفيف المأساة الانسانية التي يعيشها الشعب اليمني، والتي باتت تأخذ وجوها متعددة مع استمرار الحرب، وتفاقم التحديات الاقتصادية، والعراقيل التي تواجه جهود الحكومة ومؤسسات الدولة في القيام بمهامها لخدمة المواطن واستئناف الخدمات، وتطبيع الاوضاع في المناطق المحررة. انني ادعو من هنا إلى استنفار دولي لمساندة جهود الحكومة في مواجهة التحديات الاقتصادية، ودعم سياسات وخطط دعم العملة الوطنية لتحقيق الاستقرار المعيشي وان لا يسمح المجتمع الدولي بتحويل الملف الانساني من قبل الحوثيين الى ملف لابتزاز الحكومة والمجتمع الدولي من خلال الاصرار على نهب الأموال الخاصة بدفع الرواتب وتعطيل جهود الأمم المتحدة بهذا الصدد. كما أدعوا المجتمع الدولي للعمل الجاد والعاجل من أجل انهاء الكارثة المحتملة التي يمكن ان يتسبب بها خزان النفط صافر والذي ترفض ميليشيا الحوثي السماح للفرق الأممية المختصة بالصيانة والاصلاح.   السيد الرئيس: لقد قطعنا بدعم غير محدود من الاشقاء في المملكة العربية السعودية شوطا في تنفيذ اتفاق الرياض الذي يهدف لتحقيق الاستقرار وتجاوز الاحداث المؤسفة التي شهدتها العاصمة المؤقتة عدن في أغسطس من العام الماضي. ولقد حرصنا منذ الوهلة الاولى على تقديم كافة التسهيلات امام جهود تنفيذ الاتفاق، انطلاقا من قناعاتنا بضرورة توحيد جهود الجميع للمضي قدما في تحقيق البناء والتنمية تحت راية الدولة. ومن هنا نجدد ثقتنا بالأشقاء في المملكة العربية السعودية للمضي في استكمال تنفيذ هذا الاتفاق. ختاماً: اتمنى لهذه الدورة النجاح وللأمم المتحدة المزيد من التطور والفاعلية في خدمة الإنسانية وسعادتها وأن تكون قراراتها عند مستوى التحديات الجسيمة التي تواجهها ولكل الأعضاء ومجتمعاتهم التطور والرخاء، ولكل المجتمع الإنساني السعادة والخير والازدهار.

 

تم طباعة هذه الخبر من موقع مندب برس https://www.mandabpress.com - رابط الخبر: https://www.mandabpress.com/news61081.html