2017/02/01
عملية الحديدة تؤكد القواسم المشتركة بين 4 تنظيمات إرهابية

تتشابه ميليشيات الحوثيين الانقلابية وحليفها المخلوع علي عبدالله صالح، في الكثير من العمليات الانتحارية التي تقترفها مع ما تقوم به ميليشيات حزب الله، وتنظيما القاعدة وداعش، بالاعتماد على السيارات المفخخة التي يقودها انتحاريون. وأعادت الحادثة التي وقعت مساء أول من أمس، عندما استهدفت ثلاثة زوارق تابعة للحوثيين فرقاطة سعودية، إلى الأذهان العديد من العمليات الإرهابية المشابهة التي اقترفتها الميليشيات الانقلابية. وهي الحادثة التي أشارت بعض المصادر إلى أنها تؤكد وقوف عناصر من حزب الله اللبناني وراء تدريب الميليشيات الحوثية عليها. فقد ارتبط اسم حزب الله بالهجمات الانتحارية واستخدام السيارات المفخخة، منذ تأسيسه أواخر عام 1982، حيث لم تمر عدة أشهر على إعلان تأسيس الحزب حتى تورط في حادثتي استهداف السفارتين الأميركية والفرنسية ببيروت في 18 أبريل 1983، وهما الحادثتان اللتان أسفرتا عن مقتل 241 من جنود البحرية الأميركية و58 من الجنود الفرنسيين، كانوا يقيمون في بنايتين منفصلتين، ضمن قوات حفظ السلام الدولية في بيروت.
ومع أن ما تسمى بـ"حركة الجهاد الإسلامي" أعلنت تبنيها للهجومين، مشيرة إلى أن أحد أعضائها ويدعى إسماعيل عسكري هو الذي قاد شاحنة تحمل 6 أطنان من مادة تي إن تي الشديدة الانفجار إلى موقف سيارات تحت البناية التي تضم عناصر المارينز الأميركي، إلا أن التحقيقات الأميركية كشفت فيما بعد أن حزب الله هو المنفذ الحقيقي للعملية.
ولم يتوقف الحزب الطائفي عن استخدام أسلوب السيارات المفخخة لاستهداف معارضيه، وهي الطريقة التي باتت مفضلة لتنظيمات إرهابية مشابهة، على غرار القاعدة وداعش. حيث شهدت مدينة طرابلس في 23 أغسطس 2013 تفجير مسجدي التقوى والسلام بسيارتين مفخختين قادهما انتحاريان.
 

هجمات متشابهة
بعد ظهور تنظيم القاعدة الإرهابي، بات ذلك الأسلوب هو المفضّل للتنظيم، حيث شهدت المملكة عددا من الهجمات التي نفذت بتلك الطريقة، ففي 12 مايو 2003، وقعت عدة تفجيرات في الرياض بصورة مشابهة، إذ هاجم انتحاريون بثلاث سيارات مفخخة ثلاثة مجمعات سكنية في مدينة الرياض، بالتزامن، هي: مجمع درة الجداول، ومجمع الحمراء، ومجمع شركة فينيل. وكانت حصيلتها مقتل 26 شخصا وإصابة أكثر من 160 جريحا من جنسيات مختلفة، إضافة إلى الانتحاريين. وفي 29 ديسمبر 2004، استهدف تفجير إرهابي بسيارة مفخخة يقودها انتحاري مبنى وزارة الداخلية، وتزامن في الوقت نفسه تفجير سيارة مفخخة يقودها انتحاري استهدفت مبنى قوات الطوارئ شرق العاصمة الرياض.
 

خسائر فادحة
في الفترة الأخيرة، تزايدت العمليات الإرهابية التي تنفذها التنظيمات الإرهابية باستخدام سيارات مفخخة يقودها انتحاريون، ووقعت العديد من الحوادث المشابهة في سورية والعراق، التي ثبت مسؤولية تنظيمي القاعدة وداعش عنها، ففي 13 مايو 2015، قتل 107 أشخاص في تفجير بسيارة ملغومة يقودها انتحاري استهدف زوارا شيعة لكربلاء. وفي 28 فبراير 2016 لقي نحو 70 شخصا مصرعهم، وأصيب 67 آخرون في تفجير سيارتين داخل سوق شعبية في حي الصدر، شرقي بغداد. وفي 11 مايو من نفس العام، قتل 69 شخصا وأصيب 100 آخرون في انفجار سيارة ملغومة يقودها انتحاري داخل سوق شعبية بحي الصدر شرقي العاصمة بغداد. كذلك لجأ تنظيم داعش إلى اتباع نفس الأسلوب ففي الثاني عشر من مايو الماضي قتل 48 شخصا وأصيب 90 آخرون نتيجة هجومين انتحاريين متزامنين، وقع الأول في حي الكاظمية والثاني في شارع الربيع قرب حي العدل غربي بغداد. وفي الثالث من يوليو الماضي قتل أكثر من 131 شخصا في انفجار سيارة ملغومة يقودها انتحاري بحي الكرادة، وصف بأنه الأعنف في بغداد منذ سنوات وتبناه تنظيم داعش. وفي 20 أغسطس اقتحم انتحاري يقود سيارة مفخخة قاعة خلال حفل زواج في غازي عنتاب، جنوب شرق تركيا، ما أدى إلى مقتل حوالي 50 شخصا.

تم طباعة هذه الخبر من موقع مندب برس https://www.mandabpress.com - رابط الخبر: https://www.mandabpress.com/news38756.html