هدد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في مقابلة بثتها قناة «الجزيرة»، سلفه الرئيس السابق علي عبدالله صالح بكشف أسراره، في حال لم يتوقف الأخير عن استفزازه للرئاسة اليمنية ومهاجمة الأول.
وقال هادي إن صالح كان يدعم مسلحي جماعة الحوثيين، إبان الحروب الست الأولى بين الجماعة وقوات الحكومة، في الأعوام 2004 إلى 2010.
وأضاف في المقابلة التي بثتها قناة الجزيرة ان صالح كان «يحارب الحوثيين ولما يوشك على القضاء عليهم يوقف الحرب، أنا نائبه وأعرف كل شيء، كان يرسل 10 قاطرات سلاح لعلي محسن (القائد العسكري السابق ونائب الرئيس حالياً) و12 لعبدالملك الحوثي».
وقال إنه لا يمكن نقل التجربة الإيرانية إلى اليمن، وأن الشعب اليمني لن يقبل بذلك.
وعرج هادي على قرار الحكومة اليمنية بنقل البنك المركزي من العاصمة صنعاء إلى مدينة عدن (جنوبي اليمن)، وقال إن الحكومة تأخرت في قرارها بسبب أملها في نجاح المفاوضات مع الانقلابيين وانهاء الحرب.
وتابع «كان من المفترض أن يتم ذلك منذ بداية الحرب، ويومها لم تكن لتمضي سوى 6 أشهر حتى نسيطر على العاصمة صنعاء».
وأضاف «كنا نأمل أن تُحل الأزمة سياسياً مع الحوثيين، ولو كنا نقلناه في تلك الفترة لانتهت الحرب منذ فترة».
وأكد الرئيس اليمني تمسكه بتحويل اليمن إلى النظام الاتحادي على ضوء مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، مضيفاً أن أي طرف لن يكون بإمكانه فرض التجربة الإيرانية في بلاده.
وطالب هادي من على منبر الأمم المتحدة بدعم عملية نقل البنك المركزي اليمن من صنعاء إلى عدن.
وفي السياق، شهدت مدينة نيويورك، خلال الساعات القليلة الماضية، تحركا دوليا لحل النزاع اليمني المتصاعد منذ أكثر من عام ونصف العام، وذلك بعد أيام من تصريحات لمسؤول أممي، حذر فيها من اختفاء اليمن من رادار الاهتمام العالمي، بسبب الصراعات الكبيرة في الشرق الأوسط.
وعقد الرئيس في نيويورك، الخميس، سلسلة لقاءات مع المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وبحث معه فرص السلام الممكنة، وفقا لوكالة سبأ الرسمية.
ووفقا للوكالة، فقد جدد هادي حرصه الصريح على السلام الذي يمكن له الاستمرار والبقاء، فيما أكد ولد الشيخ، على مواصلة الجهود لبحث فرص السلام الحقيقية التي تكفل استقرار اليمن.
ولم تتحدث الوكالة عن الاتفاق على موعد جديد لمشاورات السلام، والتي يطالب المبعوث الأممي بهدنة لمدة 72 ساعة من أجل التحضير لها.
كما التقى هادي، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية والأمنية فيديريكا موغريني، وبحث معها الأوضاع السياسية في اليمن، وعملية نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن.
ووفقا للوكالة الرسمية، فقد ذكرت موغريني، أن دول الاتحاد الأوروبي أعلنت تقديم دعم إضافي للجهود الإنسانية باليمن بمبلغ 100 مليون يورو.
وفي وقت سابق الخميس، دعت بريطانيا وأمريكا وأيرلندا والسعودية والإمارات، الأطراف اليمنية إلى «العودة الفورية الكاملة» لوقف الأعمال العدائية بشكل مشابه للذي تم تطبيقه في نيسان/ أبريل الماضي، وفعل كل ما يلزم من أجل تحول سياسي سلمي ومنظّم في البلاد التي تشهد صراعاً منذ أكثر من عام ونصف العام.
وقال بيان مشترك لوزراء خارجية الدول الخمسة، وزعته الخارجية الأمريكية أمس «دعا وزراء الخارجية بالإجماع، إلى عودة فورية وكاملة إلى وقف الأعمال العدائية وفقاً للشروط والمقررات التي تم تفعيلها في 10 نيسان 2016، بدءا بـ 72 ساعة من وقف إطلاق النار للسماح للمبعوث الخاص للأمم المتحدة للبدء بالمشاورات مع الأطراف اليمنية».
وناشد الوزراء، حسب البيان، «جميع الأطراف إلى مواصلة العمل عبر لجنة التنسيق وتخفيف التصعيد لتسهيل فرض وقف الأعمال العدائية»، مشيراً إلى أن المجتمعين دعوا إلى «وقف جميع الهجمات العابرة للحدود على أراضي المملكة العربية السعودية، بما في ذلك استخدام الصواريخ البالستية».
ولفت إلى ضرورة عمل «كل من الحكومة اليمنية والحوثيين وعناصر من المؤتمر الشعبي العام (جناح الرئيس السابق علي عبد الله صالح) لفعل كل ما يلزم من أجل تحول سياسي سلمي ومنظّم».
وكشف البيان الذي جاء عقب اجتماع وزراء الدول الخمسة في نيويورك، الأربعاء، رفضهم «للخطوات الأحادية التي اتخذتها الأطراف في صنعاء (علي عبدالله صالح والحوثيين) بما في ذلك إعلان (تأسيس) المجلس السياسي الأعلى في 28 تموز/ يوليو الماضي، والذي يعمل فقط على تقويض طريق التوصل إلى اتفاق وينبغي تجنبه».
وأعرب عن قلق ممثلي الدول الخمسة من «الأوضاع الاقتصادية في اليمن والتطورات الأخيرة المتعلقة بالبنك المركزي، حيث شدّد الوزراء على أهمية أن يعمل البنك المركزي لصالح جميع اليمنيين».
ويأتي التحرك الدولي في الملف اليمني، بعد أيام من تصريحات لمنسق الشؤون الإنسانية في اليمن، جيمي ماكغولدريك، حذر فيها من اختفاء اليمن من رادار الاهتمام العالمي بسبب الصراعات الكبيرة والمعقدة في دول المنطقة، وتحول اليمن إلى صراع منسي.