الرؤية الأميركية
من جانبه أكد كبير الباحثين في مؤسسة "أميركان إنتربرايز" ماثيو ماكينيس أنه لا يعتقد أن كيري وولد الشيخ أحمد يعملان بطريقة منفصلة، ولكن الولايات المتحدة تحاول أيضا أن تدفع نحو الحل السياسي، وخلق نوع من الأرضية المشتركة بين الحوثيين وصالح وبين الحكومة اليمنية.
لكنه رأى أن المقترحات الأميركية لن تكون مجدية لأنها تطالب الحوثيين وصالح بالخروج من صنعاء والانخراط في حكومة وحدة وطنية، وهذا أمر صعب المنال.
وردا على سؤال مقدم الحلقة "بأن المشكلة هي أننا لا نعرف على وجه الدقة ما هي مقترحات ولد الشيخ أحمد، ولا نعلم على وجه الدقة إن كان لكيري مقترحات محددة، فما الذي يجعلك تجزم بأن الأمرين لا يتعارضان؟"، أجاب ماكينيس "لا يمكننا الجزم بأن هناك تعارضا بين المسارين لأننا لا نعلم تفاصيل الخطة الأميركية، ولكن وزير الخارجية الأميركي يسعى لإيجاد حل، وليس بالضرورة أن يكون هذا الحل متعارضا مع مجهودات المبعوث الأممي إلى اليمن".
بدوره قال الكاتب والباحث السياسي السعودي سليمان العقيلي "إذا نظرنا إلى المؤتمر الصحفي الذي عقده كيري مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ، ودققنا بعمق في تصريحات الوزيرين نجد أنهما لا يتفقان، فكيري يتحدث عن خطة ويطلق عناصرها، بينما الجبير يرحب بالمبادرة الأميركية لكنه يؤكد أن الحل يكمن في المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم 2216".
وأضاف العقيلي "في واقع الأمر ما قاله الجبير أكد عليه البيان السياسي لمجلس الوزراء السعودي أول أمس الاثنين، عندما نوه بالاجتماع ولكنه لم يشر ولو بكلمة واحدة إلى خطة كيري وأفكاره، وشدد على أن الحل يكمن في المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن.. وكمحلل سياسي أجد أن هناك تباينا في الموقف السعودي والأميركي".
وتابع "في تقديري أن السعودية لم تعارض خطة كيري لكنها لم تصادق عليها، ويبدو أن الساسة السعوديين الذين استمعوا لأفكار كيري في جدة، قالوا: لنترك المهمة للحوثي الذي سيرفضها وأعطوا إشارات إيجابية، وبالفعل رفضها الحوثيون".
وحول التسريبات التي نشرتها وسائل إعلام لخطة كيري، رأى العقيلي أنه لا يمكن النظر إلى تلك التسريبات بجدية لأن المحرر الذي نقل هذه التفاصيل كما علمت مقرب من علي عبد الله صالح ، كما أن الشخصيات التي ترشحها الخطة المزعومة كلها مقربة من صالح ما عدا خالد بحاح الذي يزعم أنه محايد وأنا لا أراه كذلك، على حد قوله.