2016/08/21
حقوق الإنسان العربية: استهداف الانقلابيين للمدنيين انتهاك صارخ

وصف رئيس لجنة حقوق الإنسان في الجامعة العربية الدكتور هادي بن علي اليامي، استشهاد 7 مدنيين في منطقة نجران يوم الثلاثاء الماضي في قصف حوثي على مكان تسوقهم في المدينة الصناعية، بالاعتداء الغاشم الذي لا يراعي حرمة الدماء، والانتهاك الصارخ لقواعد الاشتباك العسكري، مطالبا المنظمات الدولية بتجريم استهداف المدنيين بالحد الجنوبي للمملكة، وإلزام الانقلابيين في اليمن باحترام مواثيق ومبادئ حقوق الإنسان.
وقال اليامي في تصريح إلى "الوطن" أمس إن اللجنة العربية لحقوق الإنسان تتابع باهتمام بالغ الانتهاكات الصارخة التي يرتكبها الانقلابيون الحوثيون، والتي تستهدف المدنيين بالمناطق الحدودية في المملكة، حيث تواصل اللجنة مهمة رصدها واتخاذ ما يلزم من إجراءات مع وزارة حقوق الإنسان اليمنية، واللجنة اليمنية المستقلة المكلفة بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان والجهات ذات العلاقة بالمملكة، خاصة في ظل تزايد استهداف المدنيين في نجران وجازان وظهران الجنوب. وشدد اليامي على أهمية توثيق هذه الاعتداءات تمهيدا للتواصل مع الجهات الدولية ذات العلاقة لتكثيف الجهود لحماية المدنيين، واحترام الالتزام بالقانون الإنساني الدولي. وأضاف "بعيدا عن الواقع الذي تقدم عليه ميليشيات التمرد كل يوم بحق الأبرياء، تجب الإشارة إلى استغلال المتمردين لفترة الهدنة الأخيرة في تطوير بعض الأسلحة التي شاهدناها مؤخرا، واستهدفت المدنيين في نجران وصامطة من خلالها.
 استهداف المدارس 
وثقت سجلات الجهات الأمنية المختصة رسميا تركيز ميليشيات التمرد في اليمن على استهداف الطلاب والطالبات ومعلميهم من خلال قصف أكثر من مبنى تعليمي، كان بعضها أثناء فترة دوام اليوم الدراسي. وقال المتحدث الرسمي لتعليم نجران حمد آل شرية لـ"الوطن" أمس إن انقلابيي اليمن أقدموا على قصف 16 مدرسة للبنين والبنات منذ العام الماضي بمقذوفات عسكرية مختلفة الأنواع، في رغبة وحشية وإصرار إجرامي يحمل كل معاني الخسة والدناءة، على استهداف أكبر قدر ممكن من الأبرياء، مشيرا إلى أن تلك القذائف أسفرت عن استشهاد 3 طلاب، وإصابة 3 طالبات، وأحدثت أضرارا جسيمة في تلك المدارس. وأشار إلى تنفيذ عدد من البدائل التعليمية للعام الدراسي، حفاظا على سلامة فلذات الأكباد والقائمين على تدريسهم، من عدو مجرم يتربص بحياتهم دون رحمة.
قبيلة الشهداء
يصف أهالي منطقة نجران قبيلة آل منصور بقبيلة الشهداء، التي قدمت ضحايا أبرياء من مختلف المراحل العمرية "ذكورا وإناثا" أثناء عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل لاستعادة الشرعية في اليمن، كان آخرها فقدان ثلاثة من أبنائهم في قصف الانقلابيين لمعارض سيارات بالصناعية، إضافة إلى الشهيدة ريم بنت حسن آل منصور ورضيعها فيصل بن أنور، الذي يعتبر أصغر شهداء عاصفة الحزم، حيث توافدت القبائل من مختلف مناطق المملكة والمسؤولين والأعيان والمواطنين على سرادق العزاء، لمواساة آل منصور في مصابهم الجلل، وذلك في مشهد مهيب يصور اللحمة الوطنية والمكانة الكبيرة التي تحظى بها القبيلة. وأكدت تصريحات ذوي الشهداء عقب تشييع أبنائهم، وقوفهم مع القيادة الرشيدة وثقتهم في انتصار القوات العسكرية، وقالوا "مهما قدمنا نحن وأبناؤنا من تضحيات، فإن الأرواح فداء للوطن، لتكون ردا صاعقا على مزاعم الانقلابيين المزيفة، وتكذيبا صريحا لادعاءاتهم، وتأكيدا على أن الوطن سيبقى قويا آمنا مطمئنا بقائده الحازم والعادل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز".
 الطلاب الشهداء 
وبنبرة ملؤها الحزن، قال مدير ثانوية الغزالي حسن جماهير، إنه فقد 3 من طلابه في اعتداء الثلاثاء الماضي، مضيفا: أدعو لهم بالرحمة والمغفرة، وأسأله ـ عز وجل ـ أن يتقبلهم شهداء مع الصديقين والصالحين. وأضاف أن الطالب إبراهيم بن حسن ربعان بالصف الثالث الثانوي كان طالبا مميزا وقمة في دماثة الخلق، يتمتع بالخصال الحميدة ويحلم بمستقبل مشرق، لكن إجرام الحوثيين قتل مشروع شاب كان يطمح لخدمة وطنه، إضافة إلى الطالبين حسين مسعود ربعان، وفارس محمد ربعان، اللذين لم نر منهما إلا كل خير وتربية حسنة رحمهم الله جميعا.
عشوائية القصف
كشف المتحدث الرسمي لمديرية الدفاع المدني بالمنطقة المقدم علي بن عمير آل جرمان، في إحصائية دقيقة عن تعمد الحوثيين الإضرار بالمدنيين في نجران من خلال القصف العشوائي، الذي طال العديد من المنازل والأسواق التجارية، واستهدف سيارات مرتادي الطرق والأحياء، إضافة إلى عدد من المنشآت الحكومية. وأشار إلى أن عبثية الانقلابيين أسفرت حتى نهاية الأسبوع الماضي عن وفاة 35 مدنيا، بينهم أطفال ونساء وشباب وكبار السن، وإصابة 298 شخصا حتى يوم 18 شوال الماضي، إضافة إلى إلحاق الضرر بـ 148 أسرة تضم نحو ألف فرد، حيث تم إيواؤهم من قبل الدفاع المدني في الفنادق والشقق المفروشة بتوجيه ومتابعة أمير منطقة نجران، رئيس اللجنة الرئيسية للدفاع المدني الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد.
ردع المعتدي
أكد قائد كتيبة المدفعية في القوات البرية بنجران العقيد عبدالله الدوسري، استعداد القوات السعودية للتصدي لأي مقذوفات معادية تطلق من قبل الحوثيين مهما كان عددها، موضحا أن أي مقذوفات معادية يتم التعامل معها في الحال مهما كان عددها. وقال إن أي محاولات تسلل سوف يكون مصيرها الفشل بإذن الله تعالى، مطمئنا المواطنين بأنهم محميون بحماية الله ثم بشجاعة أبنائهم الأبطال المرابطين في الخطوط الأمامية على ثرى حدودنا الطاهرة. وأشار الدوسري إلى أن الإمكانات المتوفرة من الأسلحة والطائرات والمعدات العسكرية تجعل العسكري في الخطوط الأمامية يثق في الله ثم في سلاحه.

 

تم طباعة هذه الخبر من موقع مندب برس https://www.mandabpress.com - رابط الخبر: https://www.mandabpress.com/news34324.html