يستمر الحصار الخانق على مدينة تعز ذات العدد السكاني الكبير مع افتكار السكان لأقل فرص العمل ناهيك عن الأكل والشرب والماء والدواء. ومن بين مئات الالاف من الأسر المحاصرة داخل أسوار المدينة نقل "عبدالمجيد حسان" اليوم بمرارة ما حدث معه مع أحد أصدقائه داخل المدينة المحاصرة. حيث يقول حسان أنه قام بزيارة أحد أصدقائه كبار التجار في منزله فوجده قد باع أكثر الأثاث داخل منزله من أجل أن يوفر لأولاده لقمة العيش التي أصبحت شبه معدومة داخل المدينة المحاصرة. وبينما تستمر ميليشيات الحوثي وصالح في حصار المدينة يزداد حال سكانه يوما بعد يوم وتزداد معاناتهم التي يشيب لها الولدان.

منشور عبدالمجيد حسان

كان الموضوع سري للغايه ..
لاكن الأمر مهم أن أخبركم بهذه القصه حدثت لي الان وقبل الفجر من هذا اليوم ..
قد يقول الكثير لماذا تكلمت ..اقول من الان ساحتسب الاجر عند الله ..وساخبركم بها من باب ان تلفتو انظاركم لامثال من سأتكلم عنه في هذا المنشور ..
.اتصلت بأحد اصدقائي قبل أمس وقلت له اريد ان ازورك ..ذهبت لزيارته ودخلت وجلست .
سالته وين الكنب والشاشه احس ان البيت تغيرت بالاثاث .. فجئه والله لم أستطع ايقافه من البكاء .
قال لي يا عبد المجيد بختصار بعت كل شيء لكي آكل انا وأولادي. وكي أكون مستورا لا أحد يعلم بحالي ..
تخيلو ان هذا الصديق كان من أكبر التجار .
اليوم يقول لي انه باع اثاث بيته من اجل ان يأكل ...قلت له طيب انا صديقك المقرب والله لادعمك بما تحتاج ليش تبيع الاثاث ليش ماتكلمنا ... والله وتالله انه يمتلك 5 من كبار المخازن للبضائع ..وكل هذه المخازن.. 4 بمواقع للاشتباكان وتمت سرقتها بالكامل ..وباع ماتبقى له حتى وصل الى بيع أثاث بيته ..أح أح .. انا محبط ومنكسر ومقهوووور هذا اعز اصدقائي هاكذا حالته وانا لا اعلم .. حينها قرات على الدنيا السلام ..
إحتقرت نفسي أمام هذا الموقف ..
اذا كان هذا من كبار التجار في تعز يصل به الحال الى هذا الحال ..فكيف سيكون الفقراء ممن لايمتلكون شيء قبل الحرب او بعده ..
إحتقرت تجارتي وبيتي وأكلي وكل شيء اتمتع به .. احتقرت نفسي امام هذا الموقف لان غيري لا ياكل ولان هذا اعز اصدقائي فكيف سيكون حال أناس لا اعرفهم وليس لي بهم علاقه ..
والله ورب السماء اننا سنحاسب على كل شيء .
وبالامس اتصلت له كي ازوره واعطيه شيء ما.
فقال ارجوك اذا بتجيب لي شيء جزاك الله خير بس ارجوك تعال قبل الفجر لا اريد احد يشوفك انك بتساعدنا ..
اذا هناك الكثير ممن لا يأكل بسبب عفته وبسبب انه اشتهر بكبار التجار ..فلا أحد يصدق انه يبيع أثاث بيته ..
حسبنا الله ونعم الوكيل ..الى أين سيكون حالنا .
اليوم عرفت واقع جديد لا أحد يلتفت له فهناك العشرات من الاصدقاء أعاشرهم وأتكلم معهم ولاكن لاأعلم حالهم وكيف هم وكيف عيشتهم .
والله ان القلب ليبكي قبل العين ..عجزت عن التعبير في هذا الموقف .. عجزت عن شرح هذه الصدمه التي لا أتوقع أن أقابل مثلها ..
الحمد لله الحمد لله على كل حال ..له الحمد في السراء والضراء ..
في الاخير لابد ان أخبركم بشيء مهم وهو انني أستاذنت صديقي كي اكتب منشور أحكي ما قابلته بالواقع وأقسمت له بالله أني لن أذكر اسمه او عنوانه لاحد لا بالعام ولا بالخاص ..
فقط ذكرت هذا الموقف وكتبت هذا المنشور كي نلتفت لكل شخص بتعز كان من كان ونسال عن حاله وتفاصيل حياته بهذا الوضع الحرج والمأزم.
أسال الله العظيم أن يكتب الاجر والثواب لكل رجل سعى وساعد الفقراء والضعفاء والمساكين
والمحتاجين من أبناء هذه المدينة المحاصره ..
كما أتمنى منكم أن تنشرو المنشور لعله يكون سبب في اعانه الكثير ممن نجهلهم ..