كشف القيادي السابق في جماعة الحوثيين علي البخيتي أن علي عبدالله صالح لجأ إلى تسريب مكالمات هاتفية أجراها خلال الفترة الماضية مع عدد من الشخصيات السياسية، لإيهام الآخرين بأنه ما زال صاحب التأثير الأعلى في اليمن، وأنه قادر على توجيه الحوثيين كيفما يشاء.
دوافع صالح
سيطرة شهوة الحكم
الرغبة في العودة للرئاسة
الانتقام ممن أطاحوا به
الاحتفاظ بمصالحه الشخصية
إفشال السلطة الشرعية
اعترف القيادي المنسلخ عن جماعة الحوثيين، علي البخيتي بصحة المكالمة الهاتفية التي تسربت له مع المخلوع، علي عبدالله صالح، مشيرا إلى أن الأخير، عقب التسوية الخليجية وخروجه من السلطة أصبح من دون تأثير، ولم يطق ذلك الوضع، لذلك حاول تجديد التواصل مع مشايخ القبائل والقيادات العسكرية والسياسية، وقام بإجراء كثير من الاتصالات عبر رقمه الشخصي المعروف، والذي ظل يتواصل من خلاله طيلة السنوات السابقة.
وكان يخطط للظهور على أنه الذي يدير البلد ويتحكَّم بكل شيء، وكان يدرك يقينا أن الأطراف الأخرى التي سوف تصلها تسجيلات تلك المكالمات، ومن ضمنها السفارات الأجنبية، والمبعوث الدولي السابق لليمن، جمال بنعمر، وحتى أطراف داخل الحكومة الشرعية، سوف تتعامل معه باعتباره الفاعل الأول داخل اليمن، وبذلك يصبح التفاوض معه على هذا الأساس، وإعطائه حصة من السلطة، بناء على هذه المعادلة.
تعمد التسريب
أضاف البخيتي "بكل بساطة فإن من يريد أن يتصل أو يرسل رسائل سرية لطرف من الأطراف يقوم باستدعائه، أو إيصال الرسالة إليه بطريقة خاصة، أما أن يتحدث من رقم هاتفه المعروف فهذا يعني أنه يريد إيصال رسالة خاصة بصورة علنية، لأن أجهزة الأمن القومي في اليمن تقوم بتسجيل كل المكالمات، بالذات للشخصيات المهمة، وحتى مكتب هادي كان يستلم نسخة من التسجيلات، وهذا ما كان صالح على ثقة منه، لكنه كان يريد الظهور على أنه يأمر ويوجه الحوثيين، ويسهل تحركاتهم، يريد أن يتم كشفها على أنها تسريبات".
وعن المكالمة الأخيرة، قال "المكالمة صحيحة، ولا أنكر ذلك، وصالح قال إنه يمكن للحوثيين أن يتسلموا السلطة ويدخلوا التاريخ، فقلت له إن هذا سيكون خطأ وسيخرجون من التاريخ، مع أنني حينها كنت حوثيا، وكنت عضوا في المجلس السياسي والمتحدث باسمهم".
الاحتفاظ بالأسرار
يضيف البخيتي "لدي الكثير مما يمكن أن أقوله، ولكني أحترم الجلسات الخاصة، وأعرف ما أقوله وما أحتفظ به، ولدي معلومات خطيرة، لكني سوف أبوح بها في وقتها المناسب، دون أن يكون لها تأثير على من أبلغني بها، فهؤلاء حتى إن اختلفت معهم، فليس من الأدب أن أسيء إليهم".
تواصل مع الجميع
وعاد البخيتي إلى الحديث عن المخلوع، قائلا "صالح يركب الموجة، ليست لديه سلطة ولكن له تأثير"، وأنكر مغادرته صنعاء، وقال "هذا غير صحيح، فهو موجود في صنعاء، ولا يستطيع الخروج، لأنه يعلم أن خروجه سيكون نهاية لتاريخه السياسي، وسيؤدي إلى تفكك حزب المؤتمر. وكشف عن تردي الحالة الصحية لصالح، قائلا "ظروفه الصحية الحالية سيئة، فلم يعد يحتمل المزيد، وهو مرهق ويستخدم أدوية، وتعرضه للتفجير جعله يتجنب حتى التعرض لضوء الشمس، إضافة إلى متاعب أخرى".
وعاد البخيتي مرة أخرى للحديث عن اتهامه بالعمالة، قائلا "أنا متواصل مع جميع الأطراف، التقيت بصالح، وذهبت للقاء علي محسن الأحمر، وبعد لقائي بالحوثيين التقيت بالإخوان المسلمين، وذهبت إلى الرياض، أنا أبحث عما يجمع الناس، وهذا طبيعة العمل السياسي، الذي يفهم البعض - للأسف - أنه قطيعة وعدم اتصال. وقبل عشرة أيام التقيت بالقائم بأعمال السفارة الإيرانية في صنعاء، وقام بزيارتي في منزلي، ونشرت ذلك علنا، وإيران امتدحتها في مواقف، ورفضت أيضا تدخلها في اليمن، وأكرر أن السعودية أقرب لنا في جميع المجالات، ومهما كانت لنا علاقة مع إيران، فهي لن ترقى إلى مستوى علاقتنا مع السعودية بسبب العديد من الروابط".