قدم مدير مكتب التربية والتعليم بمديرية الحيمة الخارجية ( محافظة صنعاء ) حسين الصباري استقالته من منصبه إلى يد مدير عام المديرية، على خلفية مصادرة اللجان الحوثية لصلاحياته الوظيفية، وقيام مسلحو الجماعة باقتحام منزله وتفتيشه وترويع أطفاله ونسائه.

وأوضح الصباري في مذكرة الاستقالة التي حصلنا على نسخة منها أن استقالته تأتي لسببين رئيسيين، أولهما الهيمنة والتدخل المستمر في صلاحياته كمدير للمكتب، والانتقاص منها يوما بعد يوم من قبل ما يسمى باللجان الثورية التابعة لجماعة الحوثي، بذريعة المهام الرقابية غير القانونية.

وأشار إلى أن الأمر تعدى إلى قيام عشرات الحوثيين المدججين بالأسلحة بتطويق منزله، واقتحامه والقيام بعملية تفتيش يوم 23/12/2014، طالت كل شيء فيه حتى غرف النوم ودواليب ملابس النساء، بذريعة البحث عن أسلحة، مضيفاً بأن هذا التصرف أدى إلى ترويع الأطفال والنساء.

وقال بأنه رغم تعريفه إياهم بصفته الرسمية ، إلا أن ذلك لم يشفع له عند تلك المجاميع المسلحة التابعة للجان الشعبية الحوثية.

والسبب الآخر لاستقالة الصباري، تمثل في احتجاجه لعملية النقل الغير قانونية للعشرات من معلمي المديرية، طيلة العامين الماضيين، وحتى نهاية ديسمبر الماضي.

إضافة إلى احتجاجه على التكاليف الإدارية الفوقية وبدون ترشيح من قبله، والتي أدت كلها إلى التناقص التدريجي في عدد المعلمين في المديرية، وما أسفر عنه من غرامات مالية، تحملها هو، نتيجة التزامه بتكاليف مالية للمتطوعين ممن تم تكليفهم من قبله بدلا عن المعلمين الذين تم نقلهم، خصوصاً من معلمي التخصصات العلمية، وكذا المتطوعين في المدارس الابتدائية في المناطق النائية، حيث أدى نقل المعلمين إلى إغلاق بعضها، وتعطيل التدريس في البعض الآخر.

وشدد الصباري على أنه لن يتراجع عن تلك الاستقالة، مطالباً مدير عام المديرية بسرعة ترشيح من يرونه مناسبا لشغل المنصب، بعده، لإدارة شئون مكتب التربية وتسيير العمل، منبهاً إلى ضرورة إجراء دور الاستلام والتسليم خلال ثلاثة أيام من وصول استقالته إلى مدير عام المديرية.

وأوضح الصباري أنه قدم استقالته لمدير عام المديرية نظراً لكون منصب المحافظ شاغراً، وهو المخول بقبول أو رفض الاستقالة، في الوقت الذي رفض مدير مكتب تربية المحافظة الاستقالة ما دفعه لتقديمها لمدير عام المديرية.

تجدر الإشارة إلى أن مضايقات الحوثيين طالت القطاع التعليمي والعاملين فيه في عموم المناطق التي دخلها الحوثيون، وفي مقدمتها مديريات محافظة صنعاء.

وتشير المعلومات إلى أن الحوثيون فرضوا لجان رقابة غير قانونية، تقوم بارتكاب تعسفات عديدة بحق المعلمين والعملية التعليمية، وهو ما أثار استياء العاملين في الحقل التربوي.