وجهت قوات الشرعية المسنودة بالتحالف العربي أمس ضربات قاسية للانقلابيين بعد يوم من إطلاق معركة تحرير تعز، حيث حررت هذه القوات مديريتي الوازعية والشمايتين كما يترنح التمرد في مديرية المسراخ التي تقدم المقاومة إلى مركز المدينة فيها، وتمكنت قوات الشرعية في محصلة العمليات أمس من اختراق الخطوط الدفاعية للحوثيين بمسافة تصل إلى 25 كيلومتراً، كما تم تطهير المنطقة الإدارية الفاصلة بين تعز ولحج من فلول المتمردين.
وقالت مصادر حكومية إن قوات الجيش الوطني واللجان الشعبية استعادت السيطرة على مديرية الوازعية بالكامل كما تقدمت باتجاه منطقة الشريجة شرق المحافظة بعد تطهير سلسلة جبال القبيطة من المسلحين الحوثيين واتباع صالح حيث تطل هذه السلسلة على قاعدة العند العسكرية بمحافظة لحج.
ودحرت قوات الشرعية ميليشيات الحوثي وصالح من آخر قرية بمديرية الشمايتين. وأكد شهود عيان وصول ما يقارب 100 جثة للحوثيين من تعز على متن ثلاث شاحنات وثلاجة ومستشفيات اب تمتلئ بالجثث وعدد منها خارج المستشفيات.
وذكر مصدر عسكري أن الهجوم الواسع لقوات الجيش والمقاومة الشعبية يأتي في إطار تحرك عسكري كبير لتطهير محافظة تعز من المليشيا الانقلابية بإسناد من قبل قوات التحالف العربي. وحسب المصدر العسكري فإن اللواء الثالث حزم يخوض معارك عنيفة في مديرية الوازعية وسيطر إلى أجزاء واسعة من المديرية ودخل في الساعات الأولى من صباح أمس منطقة شقراء عاصمة المديرية.
ذعر الانقلاب
وأكد رئيس المجلس العسكري بمحافظة تعز العميد صادق سرحان إن الساعات الأولى لانطلاق عملية »نصر الحالمة«، حقق اختراقات كبيرة في مواقع وصفوف الانقلابين في جميع المحاور وكشف مدى هشاشة ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع عندما تكون في مواجهة حقيقية مع إرادة الشعب .
ونقل عن سرحان القول : الانقلابيون فروا مذعورين من مديرية الوازعية بفعل الضربات الموجعة التي تلقوها من أفراد اللواء الثالث حزم ورجال القبائل والمقاومة الشعبية الباسلة ومثل هذه النجاحات في محاور ذباب والراهدة كما تمكنت المقاومة الشعبية في المدينة من التقدم والسيطرة على مواقع جديدة.
وأضاف: كان للغطاء الجوي الذي يقوم به طيران التحالف والتكثيف من غاراته التي حددها بـ300 غارة على كامل بنك الأهداف والمواقع التي يتحصن فيها الانقلابيون، دور محوري على فاعلية العمليات العسكرية على الأرض.
رئيس المجلس العسكري أكد أن المقاومة والجيش الوطني وقوات التحالف سيحسمون معركة تعز بسرعة فمعنويات الخصم منهارة وهو ينزف في أكثر من جبهة وقريباً وسيفرح الشعب بعودة الدولة والشرعية والتخلص من آفة الشر والدمار الانقلابية.
25 كيلومتراً
إلى ذلك، قال اللواء أحمد سيف اليافعي قائد المنطقة العسكرية الرابعة إن قوات الجيش اخترقت كافة الخطوط الدفاعية لميليشيات الحوثي والرئيس السابق لمسافة تصل إلى 25 كيلومتراً، وأن العملية لا تزال مستمرة حتى فك الحصار وتحرير مدينة تعز.
وذكر اليافعي أن كتائب من المنطقة وقوات التحالف نسقت مع المقاومة الموجودة في داخل تعز وبدأ الجميع هجوم على الحوثيين بتغطية كثيفة لطائرات التحالف. حيث سن الهجوم من كرش والشريجة، وباتجاه الوازعية، والبرح. وأكد أنهم سيستمرون في العملية حتى تحقيق كامل أهدافها.
تقدم في المسراخ
في غضون ذلك، قال عضو المجلس العسكري بتعز العميد عدنان الحمادي، إن قوات العدو من ميليشيا الحوثيين والمخلوع صالح، تشهد انكساراً أمام تقدم قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المسنودتين بقوات التحالف العربي، في العديد من الجبهات في تعز. مضيفاً في تصريح لـ»البيان« أن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، تمكنوا من التقدم في جبهة المسراخ، من عدة أماكن وأنهم على وشك الوصول لمركز المديرية. مشيراً إلى السيطرة على مجموعة من التلال التي كان يتمركز فيها العدو في قرية الكدم، وتبه الحصن، وجبل الاكاحل المطل على مديرية المسراخ، والذي ترافق مع تدمير عربتين عسكريتين واحد المدافع بغارات طيران التحالف العربي.
في السياق، أكد قائد جبهة الشمايتين راسن، العقيد نبيل المقرمي لـ»البيان«، التقاء مقاومة راسن مع مقاومة المضاربة في مثلث الظريفة بعد تطهير المنطقة من الناحيتين، مع ما يعنيه ذلك من بدء التنسيق الإيجابي الواضح بين الجبهات. لافتاً إلى تمكن قوات الجيش والمقاومة من تنفيذ عملية نوعية ضد الميليشيات في منطقة شريره السفلى المحاذية لمديرية الوازعية جنوب تعز، وأسفرت عن مقتل سبعة واغتنام عربة عسكرية وعدد من الأسلحة الشخصية والذخائر.
جبهة المدينة ومحيطها
وذكرت مصادر عسكرية داخل مدينة تعز أن »قوات الجيش واللجان الشعبية قاما بتطهير تبة منطقة الدحي وجامعة تعز من المليشيا الحوثية التي حولتها إلى ثكنة عسكرية وتقصف منها قرى جبل صبر، ويتم تمشيط مناطق نجد قسيم والمسراخ جنوب غرب المدينة من المليشيا التي تسللت إليها خلال الأيام القليلة الماضية. وشنت مقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية غارات عنيفة على مواقع المليشيا في منطقتي الدحي وجامعة تعز، غرب المدينة، ومطار تعز الدولي تلة السلال، شرقي المدينة، بالإضافة إلى غارات في الراهدة، جنوب شرق تعز.
الضالع ولحج
وفي مديرية دمت بمحافظة الضالع قالت المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني أنها حققت تقدماً كبيراً في المواجهة مع الانقلابيين حيث تمكنت من استعادة مواقع استراتيجية مطلة على مدينة دمت بعد تأمين منطقة مريس.
وذكرت المقاومة أنها قتلت تسعة من مسلحي الحوثي وصالح بينهم ثلاثة قناصة في منطقة مريس والسيطرة على موقع كانوا يتمركزون به في منطقة الزيلة وتقدمت صوب مدينة دمت.
وفي لحج، أعلنت المقاومة والجيش الوطني تحرير جبال الصبيحة بالكامل وهي تحت سيطرة المقاومة والجيش الوطني.
قبائل الزرانيق
وتأييداً للمقاومة، دعت قبائل الزرانيق في إقليم تهامة إلى سرعة الاصطفاف حول قوات الشرعية لتحرير مناطق الزرانيق وكل تهامة من الانقلابيين.
وفي صنعاء سحب المتمردون جميع مسلحيهم من عدة مقار ومؤسسات حكومية في صنعاء تحسباً للهزيمة التي يتعرضون لها في تعز وتنفيذ التحالف خطة تحرير صنعاء. وفي محافظة إب، انسحبت ميليشيات الحوثي والمخلوع من منطقة بني شبيب.
مأرب : جيوب الانقلابيين
قصفت مروحيات الأباتشي التابعة لقوات التحالف العربي جيوب الانقلابين في أطراف محافظة مأرب مع محافظة الجوف، كما قصفت معسكر العرقوب التابع للرئيس السابق في منطقة خولان والذي بعد المركز الرئيس لأسناد الانقلابيين. وذكرت مصادر محلية أن مروحيات الأباتشي قصفت مواقع الانقلابيين في صرواح بشكل عنيف لتطهير أطراف المحافظة من تلك الجيوب، فيما تقدمت المقاومة والجيش الوطني، في المناطق الغربية للمديرية.
طائرات التحالف شنت غارات عنيفة على مواقع الانقلابيين في منطقة ماس التابعة لمديرية مجزر شمال المحافظة، واستهدفت تلك المواقع ودمرت مخازن أسلحة وآليات عسكرية. هذه المواجهات ترافقه وهجوم كبير للمقاومة والجيش على عاصمة محافظة الجوف للسيطرة على معسكر اللبنات المركز الرئيسي للانقلابيين في المحافظة.