2015/11/10
عسكريون واستراتيجيون أردنيون:جنود الإمارات انتصروا للحق في اليمن

أكد عسكريون واستراتيجيون أردنيون انتصار جنود الإمارات للحق في تحريرهم اليمن من ميليشيات الحوثيين، وسيرهم في الطريق الصحيح نحو صنعاء عبر بوابة تعز بعد فرض الشرعية على عدن وباب المندب، ومدن أخرى من دون التراجع رغم التضحيات.

وأجمع الخبراء في حديثهم ل«الخليج» على أهمية دور الدفعة الثانية من جنود الإمارات بعدما حققت سابقتها نجاحاً باهراً في فترة قصيرة قياساً بحروب أخرى، ما يدل على أهلية فائقة وبسالة مشرفة وقدرة عسكرية على أعلى مستوى مؤكدين رؤية إماراتية بعيدة المدى في إنجاز المرحلة الاستراتيجية السادسة الحالية المرتبطة بسيادة الأمن والاستقرار في المناطق المُحررة تزامناً مع انتهاء تدريجي لمرحلة الحسم الخامسة المتعلقة بدحر الحوثيين عسكرياً من مناطق يعيثون فيها خراباً.

يقول لواء أركان حرب متقاعد زيد الزعبي إن المشهد اليوم في اليمن يظهر نيل النسبة الكبرى من الأهداف في اليمن عبر المواجهات الجوية والبرية واقتراب حصد الانتصار الكامل لمصلحة الشرعية وضرب أمثلة تحتذى في الأداء الميداني الذي أدهش العالم أجمع، والقيام بمهام لاحقة بعد إنهاء مرحلة الحسم في مواقع مؤثرة بين عدن وباب المندب وسد مأرب، وذلك عبر إتمام مرحلة شديدة الأهمية تصنف استراتيجياً بأنها السادسة، تتلخص في منع حالة الفوضى، وفرض الأمن والأمان وترسيخ الاستقرار نحو تسليم السلطة للنظام الرسمي.

نجاح فاق التوقعات

ويضيف، إن تحرير 11 محافظة ومدينة يمنية، هو الأهم والأكبر والأكثر تأثيراً خلال 7 شهور فقط، ويعتبر هذا نجاحاً تجاوز توقعات بعض المحللين، ويدل على السير نحو كتابة الكلمة الأخيرة والاستمرار في هزيمة الحوثيين في 9 مدن أخرى جار دكهم فيها بالتوازي. وتعد صنعاء مدخلاً رئيسياً للانتقال إلى سواها سريعاً في ظل تقهقر الجماعات الحوثية وإسهام الجيش اليمني الشرعي الذي اكتسب مهارات أساسية خلال العمليات الميدانية على التعامل مع المواقف القتالية والمساندة في خوض الحرب الملحة.

ويتابع: إن قوات التحالف العربي التي يتصدر فيها جنود الإمارات الشهام الدور الرئيسي أثبتوا للعالم أجمع معنى النخوة والكرامة والبطولة الحقيقية ولم يهزهم شيء رغم سقوط شهداء ومحاولات مغرضة للتثبيط من عطائهم لكنهم مضوا في خضم الحرب بعدما أدركوا مسؤوليتهم وأثبتوا كفاءة عالية وإمكانات قوية وتجهيزات عسكرية متطورة جواً وبراً وخطط «تكتيكية» غير مسبوقة على صعيد المنطقة وسيحفر التاريخ أسماء جميع المشاركين باعتزاز وبرؤوس مرفوعة وتعود الدفعة الأولى إلى أرض الدولة بعد تخليصها الشعب اليمني من أكبر خطر قبل استكمال الدفعة الثانية مهام المرحلتين الخامسة والسادسة وستخلد أسماء الشهداء بأوسمة من فخر.

تميز معلوماتي واستخباراتي

ويقول نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة الأسبق اللواء المتقاعد محمد سليمان إن قراءة فاحصة للوضع الراهن في اليمن تبرهن تحقيق جنود الإمارات بطولات كبيرة سبقت وقتها ويعد طرد ميليشيات الحوثيين والمخلوع علي صالح من باب المندب مكسباً مهماً، أما السير إلى صنعاء بحاجة إلى تكثيف معلوماتي واستخباراتي وحربي ينطلق من تعز والجوف وتثبت الانتصارات المتزايدة أن ذلك متاح ولا يحتاج إلى مدة عسكرية طويلة في ظل تراكم الإنجازات الميدانية والقدرة المهاراتية في التعامل مع امتلاك الطرف التخريبي المقابل صواريخ الدوشكا والكاتيوشا وفق أرقام متفاوتة.

ويسترسل: لقد كشفت على الملأ سلسلة الهزائم الفاضحة للحوثيين المذيلة بالخيبة والعار وباتوا اليوم ينشدون العودة إلى طاولة الحوار وهذه المرحلة ستكون واجبة وفق شروط يضعها النظام اليمني الشرعي برعاية خليجية بحيث يجتمع مختلف الأطياف دون أن يفلت كل الإرهابيين من العقاب ولقد بدا الاستسلام ماثلاً مع ظهور احتراق قواعد عسكرية حوثية فاشية واسعة بما يدلل في الجانب الإماراتي على منظومة عسكرية بتجهيزات دولية وقدرات بشرية وطنية مخلصة متينة وسامقة والعقل الإماراتي يحسن أداء وصنعاً ويضرب بيد من حديد.

ويضيف: إن دخول الإمارات هذه الحرب ضمن التحالف العربي كان واجباً للدفاع عن كرامة الأمة العربية ابتداء بتخليص اليمن من أنياب أطماع محيطة تحرك فساد المخلوع صالح وجماعته وقطع دابر محاولات خبيثة للعبث في دول الخليج وصد الخطر على الحدود واثبات أن الحديث عن حراك حوثي سلمي مجرد محض كذب وافتراء، وهناك ثلاثة مشاهد أساسية يمكن رصدها للبواسل الإماراتيين أولها الجاهزية الفورية للانخراط في العمل الميداني مما يدل على تدريبات عالية المستوى للجيش في الدولة وثانيها عدم التراجع نهائياً بعد استشهاد كوكبة من الشرفاء بل واستمداد قوة المواصلة منهم ، وثالثها فهم أهمية مرحلة سيادة الأمن والاستقرار عبر فعاليات إنسانية وإغاثية واجتماعية تلحق المرحلة العسكرية نحو إعادة الحياة الاعتيادية تحت اطار شرعي.

سيناريوهات تهزم الحوثيين

ويرى أستاذ الدراسات السياسية والاستراتيجية محمد المجالي أنه سواء تحقق الانتصار العسكري الفعلي قتالاً في بقية المدن أو انسحبت ميليشيات الحوثيين أو تم تنفيذ الاتفاق الدولي متعدد الأطراف فإن ذلك يعني في جميع الحالات تحقيق كامل الأهداف لأنه يمنع تماماً محاولات جديدة للتعدي على الشرعية ويعلن القدرة العسكرية الفائقة في ردع اختراقات لاحقة ويضع حداً لكافة الاستفزازات والانتهاكات وتكدس الأسلحة الحوثية على الحدود الخليجية ويبتر أيادي إيران فضلاً عن تقديم نماذج محل فخر على أرض الميدان لإلجام كل المتربصين.

ويقول: لقد أنهت الدفعة الأولى من القوات الإماراتية واجبها على أكمل وجه وتعتبر خطوة الاستبدال عبر دفعة ثانية مهمة على الصعيد التنفيذي والاستراتيجي لأنها أولاً تدعم تجديد الدماء والأداء الديناميكي الميداني بحيوية مضاعفة وهذا متبع في الجيوش العالمية وثانياً تسهم في تسريع وتيرة إنهاء المرحلة المقبلة على غرار سابقتها وثالثاً تمنح الجنود البواسل شرف المشاركة في عمل عسكري أخلاقي ورابعاً تكسب الدفعة الجديدة خبرة عملية تكفل التعامل مع الأعداء وتثبت الجاهزية القصوى في جميع المواقف والاحتمالات.

ويضيف: على المستوى التكتيكي والمواجهات على أرض الواقع فإن استبدال الجنود يأتي في مرحلة حساسة تحتاج إلى تعامل دقيق وحذر تتمثل في الوقوف على مشارف تحرير تعز ثم الانطلاق إلى صنعاء المدخل الكبير لسيطرة الشرعية على المدن التالية تباعاً وذلك يستدعي وضع احتمالات بمجابهة نوعية انقلابية أخرى تحتشد بصورة متوغلة بين بعض العشائر عمدت إلى توظيف ذلك بشكل مخز إلى جانب إدراكها الدخول في الرمق الأخير من القتال وإمكانية اتباعها أساليب عشوائية ضائعة في شتى الاتجاهات على التسليم الكامل وهذا إن حصل ينم عن قرب نهايتها.

استقرار قومي وإقليمي

ويؤكد المحلل الاستراتيجي اللواء ركن متقاعد سمير المعايطة أن ما تسعى القوات الإماراتية ضمن التحالف العربي إلى تحقيقه في اليمن لا يقتصر على أهمية فرض الشرعية الضرورية فحسب، وإنما يمثل دعامة قوية في ترسيخ الأمن الإقليمي ضد تدخلات خارجية ساندت الحوثيين وحولتهم إلى شياطين جنوا دماراً على بلدهم ضمن أجندة كارثية.

ويقول: لقد أنقذت الإمارات وقوات التحالف العربي المنطقة بأسرها من سقوط مفزع في يد إيران التي هدفت للسيطرة على مضيق باب المندب، فضلاً عن مساعي إيران إلى زعزعة الاستقرار ابتداء من اليمن لأهداف سياسية وطائفية خطرة والتمادي خارجها تباعاً ولذلك فإن المواجهة كانت واجبة وحققت جدواها ونجحت بصورة كبيرة.

ويدعو الخبير الاستراتيجي والإعلامي نايف السرحان إلى عدم الالتفات نهائياً لتقارير غربية تصدر من حين لآخر للتقليل من الدور والهدف السامي في اليمن. ويقول: لقد ذهب الإماراتيون إلى اليمن لمساعدة شعبها على النهوض تحت مظلة شرعية وتحملوا الشدائد والمحن في أرض المعركة ووجود حرب إعلامية مجحفة أمر متوقع في كل المواجهات العسكرية لكنها فشلت هذه المرة في الانتقاص من إنجازات شعب عروبي نشأ على القومية وأحب وطنه وقيادته بمصداقية.
جوانب تكتيكية متقنة

ويركز اللواء العسكري المتقاعد هزاع المحارمة على جوانب تكتيكية متقنة في ضرب معاقل الحوثيين جواً والقدرة على صد ورد صواريخهم على مدار الأشهر الماضية إلى جانب التوغل محدد الهدف والمكان والتوقيت بدقة متناهية في التعامل البري. ويقول: نعرف جهود الجيش الإماراتي السخية في حفظ السلام عبر مناطق إفريقية وآسيوية وانتشال سكان مواقع منكوبة والإسهام في مواجهة ميدانية سابقة، لكنه هذه المرة أذهل الجميع بشكل طاغ فهو مدرب على أعلى مستوى ولديه عناصر بشرية كفؤة ربما فاجأت قوى الشر المحيطة وجعلتها تعيد حساباتها ألف مرة.

ضربات قاصمة

ويؤكد الخبير العسكري قاسم الغلاينة توجيه جنود الإمارات ضربات قاصمة للحوثيين فاقت توقعاتهم، مشدداً على ضرورة تخليص اليمن من فلولهم طالما لم يستسلموا ويقوموا بإلقاء السلاح. ويقول: هذه المعركة ليست عادية على الإطلاق وضعت قوى الخير في مواجهة براثن الشر فرضاً لا اختياراً وكان الإماراتيون لها وفعلوا ما تعجز عنه قوات تفوقهم في العمر العسكري وظلوا بعدن وسائر المدن المحررة حتى ضمان عودة الحياة الطبيعية وتوشح الناس بالأمن والاستقرار بمساعدة المقاومة الشعبية ضد الحوثيين الذي أصبحوا اليوم في أسوأ حالاتهم. ويضيف: مرة بعد أخرى تثبت الإمارات وقوفها مع الشعوب المظلومة والمقهورة حتى إذا كلفها ذلك أرواح بعض أبنائها الأبرار.

استراتيجية محكمة

ويقول عضو مركز الدراسات العربية القومية الاستراتيجية صهيب العضايلة: لقد مارست دولة الإمارات سياسية استراتيجية محكمة بدأت بالصبر على تمادي ميليشيات الحوثيين لكنه نفد مع الإصرار المدعوم بقوى الشر على تحويل اليمن إلى أرض خراب وهلاك وتدمير، وهذا ما لا يرضاه كل جندي إماراتي شريف حتى أن بعض الإصابات التي لحقت بعدد منهم لم تثنهم عن رغبتهم الفورية في العودة إلى ميدان المعركة وتلبية نداء الواجب بقوة وبسالة.

 

تم طباعة هذه الخبر من موقع مندب برس https://www.mandabpress.com - رابط الخبر: https://www.mandabpress.com/news20622.html