2015/11/04
الألغام.. سلاح الحوثي البديل لقتل الأبرياء بعد خروجه من عدن (تقرير مصور)

  مازالت الألغام تحصد أرواح الكثير من الأبرياء بشكل شبه يومي  بالمدن المحررة مُوقعة خسائر بشرية ومادية تقدر بـ1500مابين قتيل وجريح خلال ثلاثة اشهر فقط ؛ مما يجعل الحياة شبه مستحيلة في ظل الألغام المزروعة بجنبات الطريق بعشرات الألاف والتي تركتها جماعة الحوثي عقب انسحابها بمنتصف يونيو/تموز الماضي.

 

الألغام حديث الصحافة اليومي بعدن

    ألحت الأم على ابنها  سامح  ذو الخمس عشر ربيعاً بالخروج لجلب أسطوانة غاز على متن دراجته الهوائية  ؛ حيث كان الموت ينتظره بالشارع الترابي المجاور لمعهد مدين المهني بصبر لحج ؛ وما إن مر بدراجته فوق أحد الألغام انفجر فيه ليتطاير بعدها أشلاء ليكون بذلك أول شهيد الألغام بعد خروج الحوثيين بـ17يوليو/تموز من عدن.

  على مقربة من منطقة صبر _شمال عدن_  انفجر لغم أرضي مضاد للعربات بسيارة أحد ابناء يافع والذي كان في طريقه وجميع أفراد أسرته إلى منزل أحد الأقارب بزيارة عائلية بمنطقة الوهط مما أسفر عن مقتل كل من كانوا على متن السيارة.

  قصص تتداولها الصحافة العدنية بشكلٍ دوري عن عشرات قتلى الألغام _بل_ المئات إن لم تكن الألاف ؛ لا يكاد يمر يوماً إلا وسقط فيها قتيل أو جريح بفعل الألغام المنتشرة  بجنبات الشوارع الرئيسية كـ(خط العلم والعريش وخط تعز عدن وصبر وباب المندب) ؛ وحتى المناطق الأهلة بالسكان لم  تسلم من الموت كـ(جعولة واللحوم والمدينة الخضراء ومصعبين والعريش وحي النصر والممدارة والمطار والمعاشيق).

 

الألغام سلاح الحوثي البديل لقتل  الأبرياء

  تشير أخر الإحصائيات لدى شعبة الهندسة لنزع الألغام إلى أن عدد ضحايا الألغام بلغ حتى الأن قرابة الـ150 قتيل وأكثر من 1000مصاب تتراوح درجة إصابتهم مابين أبتار للأطراف أو ارتجاج في المخ.

  ويؤكد أحد ضباط معسكر شعبة الهندسة العسكرية لنزع الألغام بعدن إلى "أن الألغام المزروعة بمحافظات لحج وابين وعدن وتعز أكثر خطراً على حياة الناس كونها تعمل على حصد الأرواح بطريقة مستمرة على المدى الطويل".

  ويواصل العقيد عادل سعيد علي لـ"مندب برس"  بقوله:" يجب على الدولة ممثلة بالرئيس هادي و دول التحالف العربي سرعة القيام بتوفير سيارات وأجهزة ومعدات لازمة لفريق شعبة الهندسة العسكرية للقيام بمكافحة الألغام بالمدن المحررة والتي تحوي على عشرات الألاف من الألغام والتي توضع ملاصقة لسطح الأرض".

  وزرعت جماعة الحوثي عقب اجتياحها لعدن بـ25مارس/اذار الماضي ألغاماً مضادة للأفراد وللأليات ؛ فزرعت ألغام الراجلين والذي يتراوح وزن اللغم ما بين (8ـــــــــ 12)كيلوغرام لمسافة خمسة أمتار يُزرع من (5ـــــــ10)لغم ؛ فيما تزرع ألغام الأليات الثقيلة والذي يزيد وزن اللغم الواحد عن 150 كيلو غرام ويزرع لغم واحداً لمسافة 2.5 متر.

  ومجمل ما زرعته  الحوثيون من الألغام يقدر بمئة ألف لغم (أفراد وأليات) ؛ حيث تم نزع ما يقارب من 10000الف لغم مضاد للدبابات و1000لغم مضاد للأفراد حسب تقدير مدير التخطيط  والتدريب في مركز التدريب الوطني لمكافحة الألغام بعدن لـ"مندب برس".

 

نزع الألغام عمل إنساني أكثر مما هو عسكري

  "إن عملية نزع الألغام هي أكبر عمل إنساني نقوم به" هكذا يرد علينا ضباط وافراد المركز التنفيذي لمكافحة الألغام بدار سعد أثناء تجوالنا بأروقة المعسكر.

  واثناء زيارتنا لمستشفيات عدن المختلفة بحثاً عن جرحى الألغام يرد علينا الدكتور"عبدالله سالم" بقوله "أن جرحى الألغام سرعان ما تعطى لهم الأدوية العاجلة ليعودوا إلى بيتوتتهم معاقين بفعل الأبتار الناتجة عن تفجير الألغام"

  ويواصل نائب مدير إدارة مستشفى الوالي بالمنصورة لمندب برس " أننا تلقينا مئات من حالات الإصابة بالألغام وأغلبهم في فترة ما بعد الحرب".

  فيما تؤكد إدارة مستشفى النقيب إلى أن مجمل الجرحى الذين دخلوا المستشفى قرابة الـ2000 جريح من فترة الحرب حتى اليوم وللعلم بأن مستشفيات المنصورة لم تغلق ابوابها أثناء فترة الحرب لسبب عدم دخول الحوثيين للمنصورة.

 

شعبة مكافحة الألغام بعدن يشكو الإهمال

  ويعمل ضباط وافراد شعبة الهندسة على نزع الألغام منذ بادية الحرب بـ25مارس/اذار حتى أغسطس الماضي ولكنه سرعان ما توقف عملهم بسبب قلة الإمكانيات _بل_ وانعدامها ؛ وعدم تزويد قوات التحالف للمختصين بمكافحة الألغام بالمواد والأجهزة ليستمروا بعملهم.

  ومعسكر شعبة الهندسة العسكرية فرع المركز التنفيذي لمكافحة الألغام فرع عدن يتبع وزارة الدفاع عسكرياً واللجنة الوطنية لمكافحة الألغام ويعمل بمكافحة الألغام منذ عام 1962م حتى اليوم 2015م ؛ وأبرز محطاته: (1962م ؛ 1979م ؛ 1994م ؛ حروب صعدة الست بين الفترة 2004م حتى 2010م ؛ 2011م؛ بالإضافة إلى الحرب الأخيرة بين المقاومة الشعبية وجماعة الحوثي وصالح.

  عمل مركز مكافحة الألغام فرع عدن بـ20 محافظة يمنية باستثناء المحويت  وهي الوحيدة الخالية من الألغام ؛ ويضم المعسكر قرابة الـ800 ضابط وفرد ومقره دار سعد شمال مدينة عدن ؛ وهو المعسكر الوحيد والذي استحال على الحوثيين دخوله اثناء اجتياحهم لعدن.

  ونتيجة قصف الحوثيون للمعسكر "بالهونات" سقط شهيدان من منتسبي المعسكر فيما سقط أكثر من 15 شهيد و18 جريح اثناء عملهم في نزع الألغام في الميدان.

  وتتكدس ألاف من الألغام بأروقة المعسكر فيما لا تزال الألاف منها بمعسكر خور عميرة و تطالب إدارة المعسكر بسرعة دعمه من أجل إتلاف مخلفات الحرب بما في ذلك الألغام والقذائف التي لم تنفجر.

  ويتحتم الواجب على قيادة المنطقة العسكرية الرابعة مد معسكر شعبة مكافحة الألغام بسيارات نقل وكاشفات حديثة من اجل الاستمرارية  بالعمل  حيث تواجد لدى شعبة الألغام قرابة  (150ـــــــ200) كاشف وألغبهم غير صالح للعمل مع المطالبة بتوفير كلاب بوليسية من أجل سهولة وسرعة الكشف عن المتفجرات المزروعة.

تم طباعة هذه الخبر من موقع مندب برس https://www.mandabpress.com - رابط الخبر: https://www.mandabpress.com/news20310.html