2014/12/27
صدور "ستيمر بوينت" للروائي اليمني أحمد زين

صدر للكاتب اليمني أحمد زين رواية جديدة بعنوان "ستيمر بوينت" عن دار التنوير ـ بيروت. والرواية تعد الرابعة بعد "تصحيح وضع" و"قهوة أميركية" و"حرب تحت الجلد". وهي تعود إلى زمن الاستعمار الإنجليزي لعدن.


تنطلق أحداث الرواية من اليوم ما قبل الأخير للاستعمار، 28 تشرين الثاني (نوفمبر) 1967، ثم تعود إلى أربعينيات القرن العشرين، حيث الغارات الإيطالية على عدن، خلال الحرب العالمية الثانية.

 

وتراوح الرواية سرديا بين النقطة المركزية التي انطلقت منها وتمثل زمن السرد في حاضر الرواية، وبين فترات زمنية محددة، من خلالها نتعرف على التطور الذي عاشته عدن، بعيد انتهاء الحرب الكونية، واحتلت فيها موقعا مهما على مستوى العالم، بصفتها مدينة كوزموبوليتية عاش في كنفها بشر ينتمون إلى ثقافات وأعراق وديانات مختلفة.

 

تأخذ الرواية عنوانها من التسمية الانجليزية لمدينة التواهي، حيث كان يطلق عليها "ستيمر بوينت" أي نقطة التقاء البواخر.

 

والرواية تندرج ضمن الروايات الما بعد كولونيالية، فهي تتناول، ضمن ما تتناوله، العلاقات المعقدة بين المستعمرِ والمستعمرَ، وتكشف كذلك وجود مستعمرَ داخل المستعمرِ نفسه، والعكس صحيح.

 

تبدو عدن في الرواية وخلال الخمسينيات والستينيات، "قطعة من أوروبا"، وسط محيط صامت ومتخلف، بشوارعها ومحالها الأنيقة وسياراتها الفاخرة وصالات السينما ومكتباتها ومقاهيها الحديثة وحفلاتها الغنائية، إضافة إلى قوانينها ومؤسساتها المدنية، وحيث يتجاور الجامع والكنيسة والمعبد اليهودي.

 

نقرأ في كلمة الغلاف: تنسج هذه الرواية، التي تنهض على مستويين، مواقف مركبة ومربكة: مستعمرَ يجد نفسه مشدودا إلى المستعمرِ، ومستعمرِ يتمرد على تقاليد رسختها إمبراطوريته خلال عقود من الزمن. نص يجمع بين أنا وآخر، في متحول يمس سياقه ذات بهوية حيناً، وبلا هوية أحيانا كثيرة، ومدينة لم يعرف أحد من سكانها متعددي الأعراق والثقافات والديانات، لمن هي على وجه التحديد.

 

كما تتداخل، في مستواه الأول، الضمائر وتتشابك لتفصح عن برهة شديدة الكثافة والتعقيد، أي الساعات الأخيرة للاستعمار الإنجليزي".

 

ونقرأ أيضا مقتطفا من الرواية: شخص آخر تتحول فور أن تكون داخل هذه الأبهة الكولونيالية. وتوخياً للدقة حتى قبل أن تدلف من البوابة الشاهقة والمقوسة، تشعر بك تتخلص تدريجياً من الشخص الذي تكونه، في منزل جدتك، حيث تلف وسطك بفوطة مخططة وتأكل الحلوى الشعبية وتحتسي القهوة المزغول، أو في الأزقة الضيقة لحارات كريتر القديمة، ودكاكينها البسيطة المعتمة قليلاً. الشخص الذي تكونه هنا هو الشخص نفسه الذي تحس به يخفق بين ضلوعك، في منزل آيريس، الإنكليزية التي تعادي قومها وترى فيك شخصا غريب الأطوار.

 

وتلتقيه أيضا بنسب متفاوتة، في الحي الأوربي الذي يعج بالمقاهي الحديثة وصالات السينما، وفي الماين روود بأضوائه وسياراته الفاخرة. ربما لم تلتق عيناك بعيني الفرنسي، طوال ما مضى من وقت، إلا أن ذلك لم يؤثر، كان محفزاً غامضاً على الأرجح، في شعورك أن كيانك كله يتحقق، ما إن تكون في منزله.

تم طباعة هذه الخبر من موقع مندب برس https://www.mandabpress.com - رابط الخبر: https://www.mandabpress.com/news1768.html