تتواصل الحرب الشرسة على الأرض اليمنية، في ظل تعثر الجهود الدولية والعربية لإقناع الاطراف المتصارعة بالعودة الى طاولة المفاوضات، ووضع حد لنزيف الدم وتصاعد حدة الاحتقان بين الفرقاء في البلاد.
فالمملكة العربية السعودية، التي تقود "التحالف العربي" المدعوم من واشنطن، بدأت عملية عسكرية كبيرة ضد الحوثيين والقوات المتحالفة معهم في 26 مارس/آذار الماضي، وأطلقت عليها "عاصفة الحزم".
ويبقى للسعودية تاريخ معروف في علاقاتها بالتغيرات التي تجري في اليمن، انطلاقاً من مفهوم "انعدام الأمن على حدودها الجنوبية"، وما تسميه "وقف تمدد النفوذ الإيراني في جنوب الجزيرة العربية".
وأعلنت السعودية أن هدف العمليات في اليمن، تثبيت حكم الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي التي اتخذ من الرياض مقراً مؤقتاً له ولحكومته، وذلك بعد اشتداد الصراع ووصول قوات الحوثيين إلى تخوم عدن، التي أعلنها هادي عاصمة لليمن، بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء.
والذي يجري على الأرض الآن، هو استمرار الضربات القاسية على الشعب في اليمن، سواء من قوات التحالف، أو نتيجة القتال الدائر بين القوى المتصارعة، في ظل صراع إقليمي بين الدول الكبرى في المنطقة، وبخاصة السعودية وإيران، ما يدفع المنطقة إلى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار.
تاريخ السعودية في اليمن:
بدأ اهتمام السعودية باليمن منذ العام 1934، من خلال تعزيز العلاقات مع القبائل اليمنية المختلفة بما فيها الطائفة الزيدية، التي تنتمي إليها جماعة "انصار الله" الحوثية، لكن اتفاقيات الهدنة كانت رهينة التطورات الاقليمية، ولم تكن قادرة على مواجهة الخلافات والتغلب على التحديات.
في عام 1934 اتفقت السعودية والمملكة المتوكلية في اليمن على وقف الصراع العسكري، وفي عام 1948 دعمت الرياض الإمام أحمد حميد الدين، ضد انقلاب عبد الله بن أحمد الوزير، وساعدته في استعادة السلطة من الثوار.
وفي عام 1962 دعمت السعودية الإمام محمد البدر حميد الدين ضد المشير عبد الله السلال، الذي دعمته مصر آنذاك، فشنت الحرب واستمرت لسنوات.
في عام 1994 اشتبكت القوات السعودية مع قوات يمنية اخترقت الحدود شرق مركز "الخرخير" السعودي، انتهى الى انسحاب القوات اليمنية، وأعلن اليمن اللجوء الى التحكيم الدولي لحل مشكلة الحدود بين البلدين، بينما أبدت السعودية رغبتها في اللجوء الى التفاوض المباشر.
وفي عام 2009 وقعت اشبكات بين السعودية وقوات تابعة لـ"جماعة انصار الله" الحوثية في منطقه "جبل الدخان"، واتهم الحوثيين السعودية بدعم قوات النظام اليمني، بقيادة الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي شن حرباً ضدهم في معقلهم محافظة صعدة، شمال البلاد.