وزير الخارجية اليمني يرى نهاية قريبة للحرب في بلاده استنادا إلى الخسائر الفادحة التي تلقاها المتمردون الحوثيون ويعلن وجود مخطط عربي لإعادة إعمار البلد يضاهي مشروع مارشال الذي أعيد بفعله إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.
تشير التقديرات العسكرية للوضع في اليمن إلى تكبّد المتمرّدين الحوثيين جرّاء القصف المركّز لطائرات تحالف عاصفة الحزم خسائر فادحة أفقدتهم القدرة على التواصل والسيطرة وقلبت ميزان القوى لمصلحة المقاومة المساندة للسلطات الشرعية، ودفعت أعدادا كبيرة من عناصر القوات المسلّحة إلى التخلي عن القتال معهم والانضمام إلى القوات المساندة للرئيس عبدربه منصور هادي.
وأطلق ظهور علامات نهاية التمرّد الحديث عن مرحلة ما بعد الحرب وبدء عملية إعمار كبيرة تكون بمثابة مشروع مارشال عربي في إشارة إلى المشروع التاريخي الذي أطلقته الولايات المتحدة لإعادة إعمار أوروبا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.
وقال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين أمس إنّ هناك “مشروعا ندرسه الآن مع دول الخليج. وعندما تعود الشرعية سيكون هناك مشروع لإعادة الإعمار والتنمية والبناء، هو عبارة عن مشروع مارشال عربي أسمّيه مشروع سلمان التطويري لليمن”، نسبة إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وظهرت تصدعات كبيرة في معسكر الحوثيين باليمن حيث يستمر القتال والغارات التي تشنها مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضدهم.
وقد انضمت قيادة المنطقة العسكرية الأولى التي تغطي أجزاء واسعة من محافظات حضرموت ومأرب وشبوة إلى الرئيس المعترف به دوليا والمقيم في السعودية عبدربه منصور هادي.
وجاء في بيان للواء الركن عبدالرحمن عبد الله الحليلي قائد المنطقة العسكرية الأولى وقائد اللواء 37 مدرع “باسم جميع منتسبي المنطقة العسكرية الأولى ضباطا وضباط صف وجنودا مرابطين بوادي وصحراء حضرموت نؤكد استمرارنا في دعم الشرعية الدستورية ممثلة في الرئيس المشير الركن عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية القائد الأعلى للقوات المسلحة”.
رياض ياسين: أي مشروع وساطة يأتي من إيران غير مقبول لأنها تورطت في الشأن اليمني
وأضاف البيان “نعلن تأييدنا المطلق لما يتخذه من قرارات لتحقيق الأمن والاستقرار في كل ربوع اليمن كما نؤكد استعدادنا التام للحفاظ على الأمن والاستقرار في إطار مسؤوليتنا في جميع مناطق وادي وصحراء حضرموت”.
ومن جهته فاجأ حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يترأسه الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح المتحالف مع المتمردين الحوثيين، الرأي العام بترحيبه بقرار مجلس الأمن الدولي الذي طلب من المتمردين الانسحاب من المناطق التي احتلوها وفرض عليهم حظرا على السلاح.
وفُهم البيان باعتباره محاولة من الرئيس السابق المعروف ببراغماتيّته القفز من مركب حلفائه الحوثيـين بعـد أن أيقـن مـن قـرب غرقه.
وكان الناطق باسم عملية عاصفة الحزم العميد أحمد عسيري قد أكّد أن ترسانة الحوثيين دمرت بنسبة كبيرة تصل إلى ثمانين بالمئة وأن العملية متواصلة لتدمير ما بقي بيد الجماعة المتمرّدة مـن سـلاح وذخيـرة.
وهزت العاصمة اليمنية أمس انفجارات ضخمة مع استهداف مقاتلات التحالف العربي مخزنا للصواريخ والذخيرة على تلة مطلة على المدينة.
ونفّذت مقاتلات التحالف غارتين على لواء الصواريخ التابع للحرس الجمهوري الموالي للرئيس السابق علي عبد الله صالح المتحالف مع الحوثيين، في منطقة فج عطان جنوب صنعاء.
ويتضمن الموقع مخازن أسلحة وذخيرة وصواريخ، وقد دوت انفجارات قوية استمرت لدقائق واهتزت بفعلها نوافذ المنازل في صنعاء. كما نفّذت مقاتلات التحالف أمس غارات على معسكر الحفا في شرق صنعاء وعلى مواقع للحرس الجمهوري في أرحب شمال العاصمة إضافة إلى شن غارات على صعدة في الشمال وتعز وعدن وإب في الوسط والجنوب.
ومن الكويت أكد وزير الخارجية اليمني المعترف به دوليا رياض ياسين أمس رفض الحكومة الشرعية أيّ وساطة من قبل إيران لحل النزاع في اليمن، كما أشار إلى تحضير مشروع مارشال عربي لإعادة الإعمار بعد إعادة إرساء الشرعية اليمن. وقال إنّ “البنية التحتية اليمنية كانت أصلا متهالكة وغير فعالة”، وإنّ “علي عبدالله صالح لم يعمل خلال الـ33 سنة التي حكم فيها على إنشاء بنية تحتية قوية، وأكمل الهدم خلال هذه الأيام بمساعدة الحوثيين”.
وأضاف متحدّثا للصحافيين أن “أيّ مشروع وساطة يأتي من إيران غير مقبول لأن إيران تورطت في الشأن اليمني” مشيرا إلى أن “إيران أصبحت جزءا كبيرا من الأزمة اليمنية ولا يجوز لمن يعتبر نفسه طرفا أن يكون وسيطا”.
وكانت إيران قدمت إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خطة من أربع نقاط لوقف الحرب في اليمن.
واعتبر ياسين أنه يتعين “على الحوثيين وميليشيات علي عبدالله صالح أن تنسحب من كل المدن والقرى بما فيها عدن وصنعاء”.
وأضاف أن “على الحوثيين أن يعودوا إلى صعدة كمدنيين ويلقوا السلاح ويسلموا الأسلحة التي استولوا عليها وبعدها يجري الحديث عن حوار وعن حلول سياسية أما الآن فلا مجال للتفاوض”.
وفي إشارة إلى علامات هزيمة المتمرّدين أشار ياسين إلى أن الآلاف من الحوثيين وقوّات علي عبد الله صالح قتلوا في عملية عاصفة الحزم، معربا عن اعتقاده بأن العمليات العسكرية ستنتهي قريبا.