في صباح يوم غائم وجميل ،عقب ليلة عنيفة من القصف لقوات التحالف ، وأنت تسير في شوراع مدينة صنعاء ، ستشعر بالضياع، إذ لا يبدو أن صنعاء التي أصبحت أشبه بمدينة أشباح هي المدينة الحيوية التي اعتدت ان تراها وتعاني من إزدحامها.

إذ ينتابك لوهلة شعور ان هذه ليست العاصمة، انها تبدوا كمدينة نيويورك في فيلم ((I Am Legend ويتحدث هذا الفيلم عن المدينة الاكثر إزدحاماً في العالم والتي تحولت فجاة إلى مدينة مهجورة بسبب وباء قاتل قضى على سكانها عدا رجلاً واحد وكلب ،يصارعان من اجل البقاء أحياء.

في الايام العادية وفي الصباحات الجميلة تجد صعوبة في الحصول على سيارة اجرة ناهيك عن الازدحام الهائل للمركبات والناس.

تعيش صنعاء هذه الايام واحدة من أسوأ فتراتها في التاريخ الحديث إذ شهدت موجة نزوح كبيرة للسكان، ما أدى إلى انخفاض أسعار العقارات الى النصف تقريباً.

وتسببت الاحداث الاخيرة منذ 21 من سبتمبر ايلول الفائت، وحتى التدخل العربي بضربات عسكرية فيما سمي بعاصفة الحزم في تحويل صنعاء إلى مدينة اشباح".

الجامعات ، والمدارس، بعض المؤسسات الخاصة وغالبية المؤسسات الحكومية، كلها اغلقت ابوابها.

محمد قائد، شرطي مرور ينظم حركة السير في شارع الرباط بصنعاء كان يجلس بعيداً عن الجولة وهو يضع قبضة يده على خده.

قال محمد لمندب برس" الحياة هنا لم تعد صالحة للعيش! وتساءل مالذي حل باليمن؟

في حديث قصير حول حركة السير اخبرنا محمد أنه في الايام العادية كان من الصعب ان يدير تلك الجولة المرورية بمفرده بسبب إزدحام السير.

قال: الامر يتطلب رجلي مرور بجانبي ، اما اليوم فها انت ترى حركة السير شبه منعدمة وانا أمضي وقتي هنا حتى انتهاء دوامي ثم اعود للبيت.

وتسبب عاصفة الحزم في هلع السكان ومغادرتهم منازلهم في صنعاء، الى محافظات أخرى.

وثمة أنباء تبعث على الخوف في نفوس اليمنيين إذ قالت المفوضية العليا للاجئين: إن أول دفعة من اللاجئين اليمنيين وهم قرابة 34 شخص وصلت إلى الصومال بعد رحلة استغرقت 12 ساعة في عرض البحر.

وقال الصحفي سامي غالب معلقاً على الموضوع" الصومال مرة أخرى، احتضنت اليمنيين في النصف الأول من القرن الماضي. وبدأت في احتضانهم مجددا. اليمن والصومال يتبادلان المواقع.

ولليوم السابع على التوالي، يشنُّ طيران "عاصفة الحزم" بقيادة السعودية غاراته على مواقع عسكرية يُسيطر عليها الحوثيون غالبيتها في صنعاء، فيما تشهد المدينة حركة كبيرة حيث تخوف السكان بعد ضربات خاطئة استهدفت مدنيين.

وتشارك في عملية "عاصفة الحزم" 5 دول خليجية، هي السعودية، البحرين، قطر، الكويت، والإمارات، إلى جانب مصر والمغرب والسودان والأردن، استجابة لدعوة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بالتدخل عسكرياً لـ"حماية اليمن وشعبه من عدوان مسلحي الحوثي". فيما أبدت باكستان استعدادها للمشاركة، وأعلنت الولايات المتحدة عن استعدادها لتقديم دعم لوجستي واستخباراتي.