تباينت أراء ووجهات نظر اليمنيين بعد الضربة الجوية التي وجهتها عملية عاصفة الحزم على مواقع عسكرية تقع تحت سيطرة جماعة الحوثي في العاصمة صنعاء وبعض المحافظات.

ففي الوقت الذي يرى البعض أن هذه العملية كانت ضرورية لردع جماعة الحوثي المتحالفة مع الرئيس السابق وإيقافها عند حدها وإيقاف انتهاكاتها ، يرى آخرون أن التدخل الخارجي في الشأن اليمن تعد جريمة كبرى تستدعي وقوف جميع أبناء اليمن في وجهها.

الضربة الجوية انتصرت لليمنيين من المليشيات المدعومة ايرانيا

يقول الكاتب والروائي اليمني مروان الغفوري "الطيارون الإيرانيون قصفوا عدنً البارحة. وباعتراف الحوثيين ذهبت إيران تبني مطاراً عظيماً في صعدة وقالت إنها ستنتهي منه قريباً وأن السلطات في صنعاء "لا شأن لها بذلك، ولن يكون تحت رقابتها".

وصلت سفينة مليئة بمئات أطنان السلاح الإيراني والروسي إلى ميناء الحديدة قبل أيام. أفرغت السفينة وأطلقت على عدن ولحج. عليكم أن تتذكروا أن لحج والضالع لم تناما البارحة. الحقيقة أن الحوثي هو من جلب كل هذه الكارثة.

خلال يوم واحد ضرب الحوثيون الرصاص على شباب تعز وطلبة الجامعة وقتلوا أكثر من عشرين وأصابوا أكثر من مائة. انتظرناهم مواطنين فامتلأت شاشاتهم بصور المجاهدين وأناشيد الجهاد. عليكم أن لا تنسوا أن الحوثي عبد الملك أعلن الجهاد على اليمنيين قبل يومين، وختم خطابه بتبشير أتباعه ب"الفتخ المؤزر". ونحن شعب لا علاقة لنا بالحروب، وقد نكبتنا بنادق الحوثي. ولا بد من مساعدة العرب. نحن اليوم أمة منكوبة.

ويوصف الكاتب اليمني ما ارتكبته جماعة الحوثي من جرائم خلال اليومين الماضيين فيقول "لو ذهبتم اليوم إلى لحج والضالع لهالكم منظر جثث الشباب اليمنيين الذين سحقتهم دبابات الحوثي. كان يوما مروعاً سحقت فيها دبابات الحوثي وقاذفاته اجساد الشباب في جبال الضالع.
وباستهانة عظيمة بحياة اليمنيين قالت قناة المسيرة إن أنصار الله وجدوا سفنا وقوارب حربية أميركية في الضالع ولحج. اليمن بلد منكوب ويقع على عاتق العرب وجامعة الدول العربية مهمة فك أسرنا وردع داعش والحوثيين عنا. نحن لا نستنجد بدول أجنبية كأميركا وإيران. نحن نستنجد بالعرب".

ويضيف الغفوري في وصف الضربة الجوية " غير قانوني لكنه مشروع ، لسنا مثالاً نادرا في العالم. فقد تدخلت قوى إقليمية.كثيرة لحماية الشعوب من الميليشيات الإجرامية كما حدث في صربيا/ ألبانيا، وفي العراق/ داعش".

ويقول الغفوري مخاطبا الحوثي الذي تمادى في ارتكاب جرائم حرب ضد اليمنيين خلال الفترة الماضية "العالم ليس غابة يا عبد الملك الحوثي. ليس بمقدورك أن تعبث بحياة الناس كما تريد ثم تهدد أمن العرب بهذه الطريقة المجنونة والمنفلتة. إذا كنت تعتقد أن اليمن بلد بلا شعب، فالعالم ليس كوكباً غيو مأهول".

أفعال الحوثيون وصالح جلبت كل هذا

الدكتور فيصل علي وهو كاتب صحفي لم يبد منزعجا من الضربة الجوية فما قامت به عصابات الحوثي في اليمن يستحق التأديب حيث قال "جلبوا كل طغاة الأرض بتصرفاتهم الرعناء ونحن صابرين طالبنا الدولة بالتدخل والجيش بالتدخل كان الجيش جيشهم فتدخل ضد شعبنا في الشمال والجنوب والشرق والغرب والوسط . اتت سفن ايران وطائرات ايران وتحلقوا حول اول طائرة ايرانية وكأنها القصواء ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
واتت الاستخبارات الإيرانية وخبراء تفجير المساجد بالمصلين ونفذوا اول عميلة الجمعة الماضية وتخلصوا من الشيخ المحطوري الذي كان يرى نفسه احق بالإمامة من الحوثي وكل هذا لم يسموه تدخل اجنبي وكان تدخل عسل.
ارسلوا المقاتلين من ضباط الجيش الطائفي في اليمن لحرب الشعب السوري ولم يسموه تدخل خارجي، الطياريين الإيرانيين اعتلوا طائرات قاعدة الديلمي وضربوا قصر معاشيق في عدن وهذا لم يكن تدخل أجنبي ابدا . والان ... ايران يبكون من التدخل الخليحي والمصري والدولي .. وهل اتى بكل هذا التدخل غيركم".

أما الصحفي منصور الفقيه فقد قال "التدخل الخارجي مصيبة ... الحوثيين مصيبتين الحوثي وايران".

أما الناشط والصحفي يحيى الثلايا فتسائل أين يذهب الشعب اليمني مقابل كل هذا الظلم الذي يتعرض له من جماعة الحوثي المسنودة من إيران وقال "من المؤسف جدا أن تنحول اليمن الحبيبة ميدان مواجهات إقليمية، لكنها أصبحت كذلك ، وفي ظل هذا الوضع أين يجد اليمنيون أنفسهم أقرب ومن هو الأقرب إليهم ؟ هل الحلف العربي أم المعسكر الإيراني ؟".

 وأضاف "إذا كان الحوثيون يعترضون على استنجاد هادي بالسعودية في معركتهم معه، فعليهم أولا إدانة استنجاد احمد حميد الدين بالسعودية في 48 إثر مقتل أبيه، ثم استنجاد ابنه البدر بها في 62 ولابد من اعتراف الحوثة ان البدر وأبيه خونة وعملاء وان السعودية كانت معتدية قبل حديثهم عن هادي وعاصفة الحزم".

أما الناشط ياسر رويد فقد رأى أن كل ما يحصل تتحمله جماعة الحوثي وعلي صالح حيث قال "تعنتوا عن الحوار ورفضوه واختلقوا اعذار ساذجه لمصلحتهم لكي يستولون على البلاد بسهوله . ناشطين وكاذبون عملوا لهم طيلة تلكـ المده لكي يوهمون الشعب انهم على صواب عفاش ودافعوا عنه لإنهم يعملون سوياً لتدمير الوطن ..! واليوم اوصلونا إلى ما نحن فيه انتم السبب ايها الحثالات فلا تتباكون على السياده اليمنيه فـ السياده اليمنيه مخترقه منذ عقود وليس حديث اليوم !".

محمد العوضي هو الآخر يرى أن الحوثيين وإيران من ورائهم فرضوا الحرب باعتداءاتهم وتدميرهم ووحشيتهم وأطماعهم وتهديداتهم واستفزازاتهم وطائفيتهم وغرورهم وحماقاتهم.

أما الناشط حارث حميد فقد أرجع اللوم فيما يحصل إلى "من يتباكون على الدولة وعلى الوطن حين رفضوا حماية الوطن سلمياً ، كان سيتم ذلك عبر الحوار لو إنصاعوا".

وتعجب أمين عبدالله الشرعبي من مناشدة الحوثيين لليمنيين لرفض الضربة الجوية وقال "الحوثيون يناشدون الشعب اليمني: أيش دخل الشعب اليمني في الموضوع .. الشعب اليمني مش فاضي مشغول بنفسه بعضه مشغول بتشييع قتلاه في تعز ولحج وعدن والضالع .. والبعض جالس يعالج جرحاه والبعض جالس يفكر كيف يعيد بناء بيته اللي فجرته المسيرة القرانية والبعض الاخر كان جالس يتحزي ماشجي الدور على من يفجروا بيته او يعتقلوه او يغتالوه".

ارتياح شعبي للمساندة العربية

الصحفي أنيس منصور تسائل كثيرا ووجه تساؤله لمن يقفون اليوم ضد عاصفة الحزم وقال "ألم يقتل السلاح الايراني اليمنيين في صعده والجوف وعمران وصنعاء وتعز واب والبيضاء وغيرها ؟
ألم تحلق الطائرات الايرانية في اليمن وتمدنا بالمساعدات القاتله بانواعها الثقيلة والخفيفة ؟
ألم يدخل الجنود من ايران ولبنان إل? اليمن للمشاركة في قتل اليمنيين وتدريب الحوثيين عل? قتل ابناء اليمن ؟
ألم تعلن ايران أن العاصمة صنعاء اصبحت تحت يدها بمعن? محتلة ايرانيا ؟"

وقال منصور في حديدثه لقناة العربية من عدن "هناك ارتياح عام في عدن للتدخل العربي، وهذا التدخل هو ما ينتظره اليمنيون".

فيما قال الدكتور فيصل علي "اشقائنا الخليجيين الذين وقفوا معنا لن ننسى لكم هذا اليوم ابدا".

ما حصل هو عدوان خليجي مرفوض

في الجانب الآخر أعتبر الصحفي محمد عايش الضربة الجوية انها عدوان سعودي خليجي على اليمن وقال أنما يحصل هو "استضعاف اليمن..
هذا هو عنوان العدوان العسكري المعتوه.. أو المقامرة السعودية الخليجية غير محسوبة العواقب. ولكن اليمن لن يدفع وحده ثمن هذا الاستضعاف والعنجهية، مهما كانت فداحة العدوان".

ياسر الحسني والذي عمل في مكتب رئاسة الجمهورية رأى أن أي تدخل خارجي مرفوض وقال "نرفض اي تدخل خارجي ايراني او سعودي ".

أما الناشط محمود ياسين والذي عرف عنه معارضته لمليشيات الحوثي والوقوف مع من اعتقلتهم المليشيات فقد وصف ما يحصل بأنه عبارة عن "سعوديين يقتلون يمنيين" وقال "طائرات العدو ستجعلنا اعداء ، نحن الذين كنا اصدقاء حتى الثانية عشرة ليلة العاصفة ".

أما الإعلامية منى صفوان فقد رفضت التدخل الدولي في اليمن وقالت "هذه المليشيا يمنية .. توغلها واعتدائها يحل يمنيا.. على مصر والسودان والأردن الالتفات اولا لمشاكلها الداخلية .. اما السعودية عليها الحذر مما ستكلفه هذه الضربة عليها. هذا التدخل ليس في مصلحة احد وهو اعتداء على كل يمني."

كما قالت الناشطة سمر أمين "حمقى و خونة و مراهقين الداخل سيفتحون لنا أبواب نيران حجيم الخارج على مصراعيها".

مكاسب حوثية جديدة

أما علي البخيتي الذي تظاهر من فترة قصيرة أنه ضد مليشيات الحوثي فقد عاود اليوم الدعوة للإلتحام مع انصار الله ومساندتهم وقال "من الليلة كلنا أنصار الله، كلنا مع الجيش الوطني اليمني، كلنا حوثيون، كلنا مع اللجنة الثورية، كلنا خلف القائد عبدالملك الحوثي. عارضنا الحوثيين وسنعارضهم وحتى نتقاتل معهم، تلك شؤننا الخاصة، لكننا سنقاتل معهم دفاعاً عن بلدنا ووطنا". وأضاف "فتحت السعودية بعدوانها على اليمن باباً لن تتمكن من اغلاقه".

أما الاعلامي نبيل الصوفي فقال "والعدوان هذا يخدم الحوثي. ، مبروك للحوثيين، مزيد من دعم قبضتهم على البلاد. وسنكون جنودا معهم، فلاخيار.. ببغيهم وعدوانهم وعدم اكتراثهم بالمخاطر.. هم أهلنا، والحرب ضد داعش الحقيقية هي في الرياض.."