الرئيسية > اخبار وتقارير > ما وراء عودة أول رئيس لحكومة الوحدة اليمنية “حيدر العطاس” إلى عدن بعد 30 عامًا على مغادرتها؟

ما وراء عودة أول رئيس لحكومة الوحدة اليمنية “حيدر العطاس” إلى عدن بعد 30 عامًا على مغادرتها؟

وصل مساء الثلاثاء 15 أكتوبر/تشرين الأول 2024، إلى مدينة عدن المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد، السياسي اليمني البارز المهندس حيدر أبوبكر العطاس، رئيس أول رئيس لحكومة الوحدة اليمنية، للمرة الأولى منذ نحو ثلاثة عقود من مغادرته البلاد إلى الخارج.

ووفق وكالة الأنباء اليمنية سبأ (رسمية)، فقد عاد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، برفقة مستشاره “حيدر العطاس”، وعدد من المسؤولين إلى مدينة عدن.

وهذه هي المرّة الأولى التي يعود فيها “العطاس” إلى مدينة عدن التي غادرها قبل 30 عامًا، عقب الحرب الأهلية التي اندلعت عام 1994، وهو ما أثار الكثير من التساؤلات حول دلالات عودته في هذا التوقيت، وفي ظل الظروف المتقلبة التي تشهدها المدينة، والبلاد عمومًا.

وكان المهندس العطاس، أول رئيس للحكومة اليمنية بعد إعلان الوحدة بين شطري اليمن في 22 مايو 1990، وغادر البلاد عقب حرب صيف 1994، حيث تم اعتباره أحد المتهمين بمحاولة الانفصال بعد أربع سنوات من تحقيق الوحدة الوطنية.

و“العطاس”، هو آخر رئيس لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في الفترة 1986 إلى 1990 وهو العام الذي شهد إعلان الوحدة اليمنية.

وعاد السياسي العطاس، إلى المشهد اليمني مجددًا منذ 1 أغسطس/آب 2015، حيث أصدر رئيس الجمهورية السابق، عبدربه منصور هادي، قرارًا جمهوريًا بتعيينه إلى جانب الدكتور أحمد عبيد بن دغر (رئيس مجلس الشورى الحالي ورئيس الوزراء الأسبق)، وعبدالعزيز جباري، مستشارين له.

وخلال السنوات التالية، رافق “هادي”، في العديد من المؤتمرات والفعاليات ومنها أعمال القمة العربية في دورتها الثلاثين التي عقدت بتونس، في مارس/آذار 2019.

وفي يونيو/حزيران 2023، عاد “العطاس”، لأول مرّة إلى الداخل اليمني خلال زيارته إلى محافظة حضرموت (شرقي اليمن)، برفقة رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، قبل أن يعود هذه المرّة إلى مدينة عدن.

تعزيز الجبهة الداخلية

عن دلالات عودته، قال الصحفي والباحث فؤاد مسعد،، تأتي “منسجمة مع جهود مجلس القيادة الرئاسي الرامية لتعزيز الجبهة الداخلية ومواجهة التحديات الرئيسية، وفي مقدمتها تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية”.

 وأضاف في تصريح لـ“بران برس”، أن “العطاس هو من الشخصيات التي تحظى باحترام وتقدير القوى السياسية؛ بحكم أنه كان رئيسًا لهيئة رئاسة مجلس الشعب في جنوب اليمن ثم رئيس حكومة اليمن بعد الوحدة”.

وبرأيه، فإن “لديه تجربة طويلة في العمل السياسي والإداري يمكن أن تشكل إضافة نوعية للحكومة ومجلس القيادة في الوقت الراهن”.

صراع نفوذ

فيما يرى الصحفي والكاتب عبدالرقيب الهدياني، “عودة العطاس إلى عدن متزامن مع تصعيد المجلس الإنتقالي الذي أقام فعالية شعبية في وادي حضرموت، يأتي في سياق المساعي السعودية لضبط مسار الأحداث في المحافظات الجنوبية وتحديدًا حضرموت الملاصقة للحدود السعودية وهو الأمر الذي تنظر إليه الرياض بحساسية شديدة”.

وأضاف في تصريح لـ“بران برس”: “لا لبس لدى المراقب للشأن اليمني وجود صراع نفوذ بين الرياض وابوظبي فكل طرف من هؤلاء يستخدم أدواته لتقليص دور الطرف الآخر”.

وقال: “للأسف أن نتيجة هذا الصراع ينعكس سلبًا على استقرار هذه المحافظات وتدهور أوضاع المواطنين فيها”.

وباختصار، قال: “لا زلنا في اليمن ندفع فاتورة المطامع الإقليمية والمخططات الدولية والصراع العالمي الذي تعد اليمن بموقعها الاستراتيجي أحد مساحات هذا الصراع، ولا يتضح في الأفق وجود نوايا صادقة ومسئولة سواء من المجتمع الدولي ووكلائه الإقليميين لإنجاز مسار آمن وخارطة حل جدية، وإخراج اليمن من الفراغ والفوضى الذي يدور فيها للعام العاشر على التوالي”.

و“حيدر العطاس”، من مواليد محافظة حضرموت في العام 1939، وحاصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية من جامعة القاهرة بمصر.

وصدر بحقه حكمًا بالإعدام غيابيًا في العام 1998، قبل أن يصدر عنه عفوًا عامًا بتاريخ 20 مايو/أيار 2003، والذي شمل جميع قادة الانفصال حينها، ورغم هذا لم يعد إلى البلاد ويمارس عملاً سياسيًا إلا الآن.