فيما استأنف الوسطاء تحركاتهم في المنطقة؛ للدفع باتجاه التوصل إلى اتفاق سلام في اليمن، اختار الحوثيون وحلفاؤهم التصعيد، مستهدفين مواقع القوات الحكومية غربي مأرب وتعز، وجنوب الحديدة، فضلاً عن محاولتهم اغتيال رئيس هيئة الأركان في الجيش اليمني، الفريق صغير بن عزيز.
وزارة الدفاع اليمنية، ذكرت أن الهجوم الإرهابي الذي استهدف موكب رئيس الأركان، بينما كان في طريقه من منطقة العبر إلى مأرب، أسفر عن إصابة عدد من مرافقيه، وجاء في ظل تصعيد مستمر للحوثيين، وخلاياهم المتخادمة مع التنظيمات الإرهابية المدعومة جميعها.
وحذرت الوزارة، الحوثيين، وحلفاءهم، وداعميهم، من مغبة مثل هذه العمليات الإجرامية المكشوفة، التي تؤكد الرفض الحوثي لنداءات ومساعي السلام التي يقودها الأشقاء والأصدقاء، والإمعان في مفاقمة معاناة الشعب اليمني، وإراقة المزيد من الدماء.
وجاء الهجوم المذكور متزامناً مع مهاجمة المسلحين الحوثيين مواقع للجيش في جبهة رغوان غربي مأرب، ما أدى إلى مقتل أكثر من 15 جندياً، ووفق مصادر عسكرية أكدت لـ«البيان»، أن قوات الجيش ردت على الهجوم، وخاضت مواجهات عنيفة مع منفذيه في هذه الجبهة، التي شهدت هدوءاً متقطعاً منذ إبرام اتفاق الهدنة برعاية الأمم المتحدة في أبريل 2022.
المصادر العسكرية أفادت بأن الهجوم الحوثي جاء عقب دفعهم بتعزيزات إضافية من المقاتلين والمسلحين إلى قرب خطوط التماس في محافظات مأرب، وتعز، والحديدة. وبالتزامن، استأنف المبعوث الأممي الخاص باليمن هانس غروندبورغ تحركاته في المنطقة؛ بغية الدفع باتجاه التوصل إلى اتفاق جديد للهدنة، واتفاق اقتصادي، وآخر سياسي.
وفي جنوب محافظة الحديدة، أخمدت القوات المشتركة في الساحل الغربي، نيران مدفعية الحوثيين التي كانت تستهدف التجمعات السكانية، ومواقع القوات في مناطق التماس، كما استهدفت مدفعية الجيش في تعز تعزيزات للحوثيين غربي المدينة، ومنعتها من استحداث خنادق وتحصينات في الجبهة الشمالية الشرقية، كما أحبطت محاولة تسلل في اتجاه مواقعها في جبل هان.
قوات الجيش تصدت أيضاً لتحركات معادية للحوثيين في جبهتي مقبنة، والكدحة، بالريف الغربي لمحافظة تعز، وردت على مصادر نيرانهم في مناطق الصفا، وكلابة، شمال شرق المدينة، وفي منطقة الضباب، المدخل الغربي لعاصمة المحافظة، التي يحاصرها الحوثيون منذ ثمانية أعوام.
ووفق تأكيد المصادر الحكومية، فإن هذا التصعيد يعتبر الأكبر منذ استئناف مساعي الوساطة الإقليمية، والتقدم المحرز في هذا السياق، وترى أن التصعيد يعكس مدى الصراع بين أجنحة الحوثيين وتنامي الطرف المعارض للسلام والساعي إلى استئناف الحرب؛ كونه يرى في ذلك إضراراً بالمصالح التي سيخسرها إذا ما مضت الأطراف في تجديد الهدنة والدخول في محادثات سلام نهائية.