الرئيسية > اخبار وتقارير > التحالف "الحوثي - الإصلاحي" .. العديني: كذبة سمجة وجميح: محاولة لزرع التخوين بين القوى الوطنية

التحالف "الحوثي - الإصلاحي" .. العديني: كذبة سمجة وجميح: محاولة لزرع التخوين بين القوى الوطنية

أثارت تصريحات أطلقها ناشطون محسوبون على جماعة الحوثي، وحزب التجمع اليمني للإصلاح، الكثير من اللغط في أوساط الناشطين وكذا في أروقة بعض وسائل الإعلام المحلية والدولية، كونها تضمنت دعوة لتحالف "حوثي إصلاحي".

 

أبرز تلك التصريحات، ما كتبه القيادي الحوثي محمد البخيتي، الذي تحدث أكثر من مرة، عن وجود نقاط التقاء مشتركة يمكن أن تؤسس لتحالف ومصالحة بين جماعته، وبين حزب التجمع اليمني للإصلاح، الذي يفترض أنه من ألد أعداء الجماعة.

 

ومؤخرا أصبح هذا التحالف "الحوثي الإصلاحي"، أبرز القضايا المتداولة على ألسنة الناشطين، وفي منشوراتهم على مواقع التواصل، وظهر ناشطون حوثيون يطالبون بالتحالف مع "حزب الإصلاح"، الذي قالوا إنه يتعرض لحرب من قبل بعض الأطراف في التحالف العربي.

 

وتوجت تلك التصريحات، بتغريدة نشرها القيادي الحوثي، حسين العزي، المعين نائبا لوزير الخارجية بحكومة الحوثيين الانقلابية، قال فيها "إن حزب الإصلاح يدرك تماما حقيقة الاستراتيجية السعودية والإماراتية الثابتة والدائمة تجاه حاضره ومستقبله، كما أنه يدرك أن سكاكينهم تُسنّ لذبحه مستقبلا".

 

واستغل بعض خصوم الإصلاح هذه التصريحات، لتعزيز فكرة خيانة الحزب للتحالف، وسعيه لعقد تحالف مع الحوثيين، كما استفاد خصوم الإصلاح من تصريحات للناشطة توكل كرمان، دعت صراحة إلى تحالف "حوثي إصلاحي"، متناسين جميعا أن سجون الجماعة مليئة بقيادات وشباب وكوادر الإصلاح.

 

كذبة سمجة

 

توجهنا بالسؤال لنائب رئيس الدائرة الإعلامية بحزب الإصلاح، عدنان العديني، الذي قال إن "الحديث عن تحالف حوثي إصلاحي"، ما هو إلا "كذبة سمجة" روجت لها جهات إلى اليوم لم تعلن موقف واضح من الانقلاب، وتحاول الهروب من هذا الاستحقاق باختلاق هذه الأكاذيب.

 

وشدد "العديني"، في تصريح خاص لـ"مندب برس"، أن الحوثي هو المستفيد من اختلاق وترويج مثل هذه الأكاذيب، وهو الذي سيكون سعيد باستهداف أقوى الأطراف السياسية الرافضه له.

 

وحول الأحداث التي شهدتها تعز مؤخرا، قال "العديني"، إن الإصلاح لا يريد غير استكمال تحرير المحافظة، وعودة الدولة إليها.

 

مسألة مدروسة

 

من جانبه، قال الدكتور محمد جميح، الكاتب والمحلل السياسي اليمني المعروف، إن المسألة تبدو مدروسة، مضيفا: "إعلاميو الحوثي وبعض القيادات يغازلون الإصلاحيين، ليس لأجل أن يأتي الإصلاح إلى مربع الحوثي، ولكن لإحداث البلبلة داخل صفوف الشرعية، ولإحداث نوع من التشكيك ولإتاحة الفرصة للتخوين بين أطراف الشرعية".

 

وأضاف جميح في تصريح خاص لـ"مندب برس": "للأسف الشديد هذه المغازلات نجحت في إحداث التخويف والتخوين والتشكيك"، مبينا أنه من غير الممكن أن يتصالح حزب الإصلاح مع الحوثيين.

 

واستطرد قائلاً: "أنا اتصور وبغض النظر عن الموقف من الإصلاح، وما يمكن يقال في حقه انتقادات، فإنه وفي هذه النقطة تحديداً لا اتصور أن هذا الحزب يمكن أن يتصالح مع الحوثيين".

 

ولفت إلى أنه حينما دخل الحوثي إلى صنعاء، استهدف مؤسسات الاصلاح وقيادات الإصلاح، ولهذا لا يمكن أن يصطف مع الحوثيين.

 

وقال "جميح": "مظاهرة تعز الأخيرة كانت مظاهرة ضخمة، وشعارها الكبير "لا حوثي لا ايران"، وبالتالي أنا من وجهة نظري أرى أنه يجب أن نتجاوز هذه السموم الحوثية، التي يحاول الحوثيون أن يبثوها بين مكونات الصف الوطني".

 

واختتم "جميح حديثه لـ"مندب برس" بالقول: "ما دام وشعار الإصلاح المعلن ضد الانقلاب الحوثي، وقتاله على الأرض مع إخوانه من المكونات الأخرى في الضالع وفي إب وفي جبال العود وفي مناطق أخرى، فليس من صالحنا أن نسعى وراء هذه المحاولات الحوثية لشق الصف الوطني بين المكونات المؤيدة للشرعية والمقاومة للانقلاب الحوثي".

 

لا تقارب أبدا

 

المحامي الإصلاحي صلاح الحميري، أكد بدوره أنه لا يوجد أي تقارب في أي جانب من الجوانب بين الإصلاح والحوثيين.

 

وأضاف الحميري في تصريح لـ"مندب برس": "الإصلاح يعتبر مكون من مكونات الوطن الحبيب وحزب سياسي وطني كجزء لا يتجزء من الأحزاب المنطوية تحت رآية الشرعية بقيادة الرئيس عبده ربه منصور هادي، وتسير وفق مبادئ وسياسات الشرعية والحكومة الوطنية ولا ينفصل بأي حوار أو نقاش أو تفاوض خارج إطار الشرعية ووفدها المعين والمفوض بالحوار سواء الداخلي أو الإقليمي أو الدولي ولا يمكن له الخروج".

 

ولفت إلى أن الإصلاح حزب سياسي من الأحزاب الوطنية المتواجدة في كل أرجاء الوطن شمالا وجنوبا، كما أنه ليس حزبا قائما على الانضمام العشوائي أو المصلحي، بل قائم على الانضمام إليه بالاقتناع والحب لأهدافه وبرامجه.

 

وأشار "الحميري"، إلى أن علاقة حزب الإصلاح مع بقية شرائح المجتمع قائمة على الشراكة في بناء الوطن والتضحيات للوصول إلى وطن آمن ومستقر تسود فيه العدالة والمساواة، والحكم الرشيد، بعيدا عن الانقلاب الحوثي الذي يسعى لتكريس حكم الفرد، وينقلب على الدستور والقانون، بل والنظام الجمهوري.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)