الرئيسية > اخبار وتقارير > مسؤول بالخارجية الأمريكية: الضغط العسكري على الحوثيين مناسب ونحن مع وحدة تراب اليمن

مسؤول بالخارجية الأمريكية: الضغط العسكري على الحوثيين مناسب ونحن مع وحدة تراب اليمن

نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي تيم ليندر كينغ - إرشيف

أكد نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي تيم ليندر كينغ، أن بلاده لا تؤيد الحل العسكري في اليمن، ولا تعتقد أن هناك حلا عسكريا للنزاع، مؤكدا أنها تشجع الأطراف على الاستمرار في القتال بما يؤدي إلى إطالة أمد النزاع.

 

وأضاف في حوار أجرته معه صحيفة "الشرق الأوسط"، أن الحل النهائي في الانخراط في محادثات حول القضايا الصعبة، وتقديم التنازلات وإبقاء التدخل الخارجي إلى الحد الأدنى لكي يكون اليمنيون هم من يتخذون القرارات المصيرية حول مستقبلهم.

 

وأشار المسؤول الأمريكي إلى أن الضغط العسكري على الحوثيين أمر مقبول ومناسب جداً، لكن هذا لا يعني أن بلاده تدعم الحل العسكري، إلا إذا كان ذلك سيجبر الحوثيين على الجلوس على طاولة الحوار.

 

 

 

وأشار المسؤول الأمريكي إلى أن هناك إرادة سياسية قوية سواء على مستوى الإدارة الأميركية وقوى المجتمع الدولي أو قوى إقليمية ودولية مثل السعودية والإمارات والمملكة المتحدة لدعم الحل السياسي في اليمن، مضيفا: "وإن عدنا إلى عام 2016، فإن المشاورات في الكويت كانت جديدة لكنها للأسف لم تنجح.

 

وأوضح أن مشاورات استوكهولم كانت الفرصة التالية لجمع الطرفين، الحكومة اليمنية والحوثيين معاً، وكانت هناك روح إيجابية حاضرة في السويد، مبينا أنه منذ ذلك الحين كانت هناك بعض الصعوبات في تفعيل ما تم الاتفاق عليه، مشيرا إلى أن هناك تقصير من الطرفين.

 

وأوضح أن المهم في الأمر هو مدى التزام الحوثيين بالعملية السياسية، وإن كانت لديهم الإرادة السياسية لدعم هذه العملية للوصول إلى نتيجة منطقية، وليس فقط لوقف إطلاق النار فقط، بل عودة الحكومة ومؤسساتها والقدرة على معالجة الكوارث الإنسانية في البلد.

 

وقال نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي"كانت هناك أوقات لم يتم فيها التعاون الأمثل من الطرفين في تأدية تعهداتهما، وكنت قد ذكرت أن التزام الطرف الحوثي يثير لدينا بعض التساؤلات على وجه الخصوص. فمثلاً لو أخذنا موضوع الانسحاب من ميناء الحديدة وما اتفق عليه في السويد في ذلك المجال وفي الأيام القليلة الماضية أعلنوا أنهم ليس لديهم أي رغبة في الانسحاب، يجب أن تكون هناك تنازلات من الطرفين. والسؤال الأكبر هو عن مدى التدخل الإيراني ونيات طهران. فمن وجهة نظرنا، فإن تأثيرهم سيئ للغاية ويطول من أمد الصراع ويساعد الحوثيين في تصرفاتهم السلبية، بما في ذلك عمليات إطلاق الصواريخ على السعودية والإمارات التي تستهدف البنى التحتية وإيقاع أكبر عدد من الضحايا. كيف يمكن لمن أراد السلام في اليمن أن يرتبط بمثل هذه العمليات وهذا السلوك؟".

 

وأضاف أن بلاده ترى أن إيران تحاول بكل السبل إطالة الحرب في اليمن، مشددا على أن الشعب اليمني في مقدمة أولويات أمريكا، والتي تفكر بكيفية إنهاء القتال واستعادة الخدمات الحكومية وحل الأزمات الإنسانية في البلاد التي لا يمكن حلها في ظل ستمرار النزاع.

 

وشدد على أن الانقلاب الحوثي فاقم المشكلة الإنسانية في اليمن، مضيفا: "انقضاض الحوثيين على السلطة مثّل تحركاً غير قانوني، خصوصاً أنه حدث في خضم مجريات الحوار الوطني الذي كان يبشر بنتائج واعدة تنخرط فيه شرائح واسعة من المجتمع اليمني من أحزاب ومنظمات مجتمع مدني وتجمعات نسوية بشكل غير معهود في كثير من الدول في الشرق الأوسط".

 

وأكد نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي تيم ليندر كينغ ، أن بلاده تدعم بقوة أن يجتمع الفرقاء اليمنيون لإكمال ما تم الاتفاق عليه في السويد، لافتا إلى أنه  من غير الحكمة ومن السابق لأوانه الحديث عن العودة إلى المفاوضات في الوقت الذي لم يجرِ فيه تنفيذ الأمور التي اتفق على تنفيذها في شهر ديسمبر.

 

كما أكد أن بلاده تدعم بقوة المبعوث الخاص وجهود فريقه لتفعيل ما اتفق عليه من إعادة الانتشار وتبادل الأسرى، معربا أن أمله أن يرى هذه الأمور على أرض الواقع، ومن ثم يمكن إعادة جمع الطرفين إلى الطاولة لإكمال المشاورات.

 

واستطرد المسؤول الأمريكي قائلا: "يجب على الأطراف أن تظهر حسن نية وأن تلتزم بإعادة الانتشار في الحديدة. هذا ما يجب أن يحصل. لكن إذا أراد المبعوث الخاص غريفيث اتخاذ طريق أخرى، عندها سنتحدث إليه وإلى الأطراف الأخرى وسنرى كيف ندعم جهوده. أما الآن، فنحن نركز على مسألة الالتزام التام بما تم الاتفاق عليه في استوكهولم".

 

وأكد المسؤول الأمريكي أن بلاده تدعم وحدة التراب اليمني، ولا تدعم الحركات الجنوبية أو الشمالية، مضيفا: "نعتقد أن اليمن الموحد هو مهم جداً للاستقرار في شبه الجزيرة العربية. ونود أن نرى القوى اليمنية مجتمعة معاً ومحاولات تقسيمها ليست بناءة".