حذر الخبير الاقتصادي، والأكاديمي محمد بن همام، أستاذ الإدارة المالية والمصرفية بجامعة عدن، من المبالغة في الاحتفال بتحسن قيمة الريال أمام العملات الصعبة.
وأشار الدكتور بن همام، إلى أن هذا التحسن غير حقيقي حتى اللحظة، مضيفا في مقال نشره بعنوان "احذروا الهجمة المرتدة": "لازلت عند اعتقادي بان تحسن قيمة الريال اليمني امام العملات الاخرى يعد تحسن غير حقيقي حتى اللحظة وفي ضوء مارشح على السطح من مؤشرات مالية واقتصادية".
ولفت إلى أن هذا التحسن الظاهري ناتج عن انكفاء الطلب والمضاربة مؤقتا والذي كان يدار ممن يمتلكون السيولة العالية من الريال ويتحكمون في ادارته بدرجة أساسية.
كما أوضح أن هذا التحسن ناجم "عن لجم الطلب الحقيقي للتجار باجراءات قمعية وبوليسية"، مضيفا: "وهذه المعالجات لا تخلق استقرار او تحسن حقيقي. فبعد حين سوف ينشط الطلب من تحت الطاوله باشكال مختلفة وسوف يعود المضاربون لتجريف السوق وسوف ينادون هل من مزيد".
وشدد على أنه من الضروري الحذر والتحذير من الهجمة المرتدة وخطورتها على قيمة الريال، فالتحسن- حسب بن همام - ليس وليد إضافة انتاجية أو نتاج سياسات نقدية ومالية مستدامة انعكست في تحسن اقتصادي حقيقي يمكن الإرتكاز عليه، وبالتالي مع أول طلب حقيقي سوف ينكشف الريال ويعود إلى سابق عهده من التدهور المتصاعد.
وأضاف بن همام: "التحسن الحقيقي لقيمة الريال يجب ان يعكس نفسه على اسعار السلع والخدمات بشكل عام.ايضا يجب ان يصاحبه قدرة واستعداد البنك المركزي على مواجه حاجه المجتمع والتجار للدولار بالسعر الذي يحدده اي تلبية الطلب السوقي ..ولااعتقد ان هذين المؤشرين قد تحققا".
وأشار إلى أن ما يحصل مجرد فقاعة صابون مصحوبه بحملة إعلامية عاصفة سوف تجرف ممتلكات ومخزون الناس البسطاء من العملات الأخرى وعندما تنتهي سوف تتلاشى مع أول خيط لشروق الشمس أي الطلب الحقيقي على العملات .
واختتم الخبير الاقتصادي بن همان حديثه قائلا: "لذلك نحذر مرارا وتكرارا من الهجمة المرتدة لأنها لن تمهلنا كثيرا أن تحققت فسوف تقضي على ما تبقى من أمال في إحداث تحسن حقيقي للاقتصاد يستند على أدوات حقيقية".
