تتزايد الشكاوى من سوء الخدمات الصحية في مختلف أنحاء اليمن، لا سيما المحافظات الجنوبية، التي باتت الأوضاع الصحية فيها تعاني من كثير من النواقص في مجالات عدة، مثل المعدات والتجهيزات الطبية والأدوية.

وعلى الرغم من وجود منظمات دولية للمساعدة في مجال الصحة، فإن احتياجات المرضى والجرحى، جراء التوتر الأمني والأحداث التي تشهدها البلاد، تبقى في تزايد مستمر.

والمشكلات التي يعانيها القطاع الصحي العام تقلق الناس في المحافظات الجنوبية، الأمر الذي يستدعي من القطاع الخاص التنازل عن المزيد من مكاسبه لسد الفجوة، وفقاً لمسؤولين، ذلك أن اليمنيين البسطاء يرغبون في الحصول على خدمات تلبي احتياجاتهم بتكلفة تراعي دخلهم المحدود.

وفي حين لم يمنع العجز الحركي الناشطة السياسية في الحراك الجنوبي زهرة صالح، التي أقعدت جراء قنبلة ألقاها مجهولون، من مواصلة نشاطها في الحراك، فإن الصعوبات اليومية التي تواجهها تعيد للذاكرة تفاصيل ليلة الحادث قبل وبعد نقلها للمشفى.

وقالت زهرة صالح إنه قبل وصول منظمة أطباء بلا حدود إلى المنطقة، كان يتم الاتصال بمستشفى، وهو يتحمل تكلفة العلاج أو المغتربين من أبناء الجنوب.

وتعرض مرضى آخرون لمواقف مماثلة، لكن بعضهم يعاني من مشكلات صحية تختلف أسبابها، إلا أن أزمتهم المشتركة هي المرافق الصحية التي يقصدونها.

يقول مدير مكتب الصحة في عدن الخضر لصور، إن الوضع الصحي مؤخراً بات يعاني من كثير من النقص في مجال المعدات الطبية والتجهيزات والأدوية، لكنه شدد على وجود تعاون مشترك في عدن بين القطاع الصحي الخاص ومنظمات المجتمع المدني، وخصوصاً الأجنبية منها.

ويستقبل مستشفى أطباء بلا حدود في عدن الحالات الطارئة نتيجة العنف في المحافظات الجنوبية، بينما تشارك المنظمة في تقديم مختلف أنواع الخدمات الطبية من خلال مستشفيات تنتشر في بعض المحافظات الشمالية والوسطى من البلاد.

وتقول ممثلة منظمة أطباء بلا حدود في اليمن ماري اليزابيث انجري إن المنظمة تركز على ضحايا العنف في اليمن، مشيرة إلى أن المنظمة أجرت أكثر من 140 عملية جراحية تقريباً.

وأوضحت أن لدى المنظمة 45 سريراً مجهزة لاستقبال المرضى، وأنه يمكن تجهيز نحو 100 سرير طبي في الحالات الطارئة.

وقالت إن المنظمة تغطي كل المنطقة الجنوبية من اليمن، وأن هناك مرضى من معظم المحافظات الجنوبية.