الرئيسية > اخبار وتقارير > الاتصالات .. ورقة تحركها الحكومة تقلق الحوثيين في صنعاء (تقرير خاص)

الاتصالات .. ورقة تحركها الحكومة تقلق الحوثيين في صنعاء (تقرير خاص)

ظهر قلق جماعة الحوثي الى العلن من سعي الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا لا نشاء شركة اتصالات، ونقل بوابة الاتصالات إلى مدينة عدن،  وسارعت الجماعة الى إخراج مظاهرات لموظفي الاتصالات أمام مكاب الامم المتحدة للتنديد بهذه الخطوة، والتحذير منها.
فمنذ نهاية العام الماضي تسعى الحكومة الشرعية الى انهاء تحكم جماعة الحوثي بالأنترنت والاتصالات ، والذي يعود للجماعة بفوائد مالية كبيرة، ويعد مصدر رئيسي لتمويل حربها ضد الحكومة، صنعاء منذ الانقلاب على الدولة في العام 2014.
وقالت مصادر خاصة إن وزير الاتصالات وتقنية المعلومات في حكومة الحوثيين مسفر النمير يعيش حالة من الطوارئ بشكل مستمر في الوزارة منذ اعلان الحكومة الشرعية اعتزامها نقل بوابة الاتصالات الى عدن.
وأوضحت المصادر لـ"مندب برس" ان النمير وطاقم الوزارة يعقدون اجتماعات مستمرة للبحث عن حلول يواجهون بها تحركات الحومة الشرعية.
وبحسب المصادر فإن إدارة الاتصالات والانترنت في صنعاء باتت لا تملك أي حل في حال تمكنت الحكومة من إنشاء بوابة اتصالات دولية بمحافظة عدن، فسحب الحكومة للصفر الدولي الخاص باليمن ، وفتح شركة اتصالات جديدة من شأنه أن يعطل عمل المؤسسة في صنعاء، ويجعل المركز الرئيسي فرعا فقط.
لكن المصادر بينت أن هناك معوقات تقف أمام جهود الحكومة منها الضغوط الدولية التي قد لا تسمح بتعطيل الاتصالات والانترنت في المناطق الشمالية، وغياب البنية التحتية الخاصة في مناطق سيطرة الحكومة، لكنها ستجتازها مع الوقت.
بدورها أخرجت جماعة الحوثي مظاهرات لعدد من موظفي المؤسسة أمام مكاتب الامم المتحدة في صنعاء وبعض المحافظات في وقت تزور المنسقة الجديدة للأمم المتحدة ليز غراندي صنعاء ، وقد غادرت بعد يومين على وصولها، دون عقد أي لقاءات مع قيادات ميليشيات الحوثي.
 بدورها حاولت مليشيا الحوثي استغلال تواجد منسقة الامم المتحدة في صنعاء ونظمت تظاهرة احتجاجا على قرار الحكومة الشرعية بنقل بوابة الاتصالات إلى مدينة عدن. 
وذكرت مصادر في المؤسسة إن الجماعة طالبت الموظفين بالمشاركة نظمتها قيادات حوثية أمام مبنى الأمم المتحدة في صنعاء احتجاجا على قرار الحكومة الشرعية بنقل بوابة الاتصالات الى عدن.
و في الوقفة الاحتجاجية أمام مبنى الامم المتحدة حذر الحوثيون انه"في حال أقدمت عليها حكومة الشرعية، سيتم عزل المحافظات الشمالية عن العالم، ما يأتي ضمن إطار استكمال تضييق الخناق على المدنيين في المناطق الخاضعة لسلطة صنعاء ويقطنها أكثر من 75% من إجمالي عدد سكان اليمن".
وحملت جميع الأطراف المحلية مسؤولية تسيس الخدمات الأساسية وضرورة تحييد خدمات الاتصالات، نظراً لما يمثله نقل بوابة الاتصالات إلى عدن من خطورة بالغة على المجتمع المدني باعتبارها تأتي على غرار نقل البنك المركزي. حسب قولها.
ورفع المتظاهرون شعارات تطالب الأمم المتحدة بالقيام بمسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية وعدم الاكتفاء بالبيانات التنديدية "بينما يتعرض المدنيون في اليمن لكل أشكال التعسف التي تُفرض عليهم عقاب جماعي تحظره مواثيق حقوق الإنسان ولا يمكن القبول به تحت أي ذرائع".
وسبق وحذرت حكومة الحوثي من هذه الخطوة، وقالت إنها تمثل إجراء شطري، كونه سيعزل المحافظات الشمالية والغربية، فضلا عن أن هذا الإجراء سيعمل على إنشاء شبكة تراسل شطرية أيضا، حسب وكالة الأنباء الخاضعة لسيطرتهم.
وفي نهاية العام تحديدا في ديسمبر أعلنت حكومة أحمد بن دغر المعترف بها دوليا عن توقيعها عقود مشاريع للاتصالات مع شركة "هواوي" الصينية فرع الإمارات، بغرض نقل دائرة التحكم بالاتصالات من صنعاء إلى عدن.
وبدأت حكومة الشرعية بترتيبات لإنشاء بوابة اتصالات صوتية دولية مستحدثة بمحافظة عدن، وتعد هذه البوابة بديلة للبوابة الدولية التي تديرها شركة تليمن في صنعاء الواقعة في قبضة الحوثيين، والتي تعد البوابة الدولية المرخصة لهذه الخدمة و خدمة الانترنت الدولي منذ عام ١٩٧٢م.
ويرى خبراء الاقتصاد إن هذه الخطوة تندرج ضمن الحرب الاقتصادية الداخلية، وستحرم الحوثيين من اكثر من 16مليار ريال  توردها مؤسسة الاتصالات بشكل سنوي.
وتعد مؤسسة الاتصالات من الموارد الرئيسية الهامة لجماعة الحوثي والتي تمول حربها الدائرة  مع الحكومة الشرعية الى جانب الغاز والنفط والجمارك التي استحدثتها الجماعة في مناطق سيطرتها.
 

 

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)