الرئيسية > محلية > الرئيس هادي يدعو الجنوبيين إلى مغادرة وهم الانفصال ويصف محاولاتهم بالبائسة

الرئيس هادي يدعو الجنوبيين إلى مغادرة وهم الانفصال ويصف محاولاتهم بالبائسة

أهاب الرئيس عبد ربه منصور هادي، باليمنيين في الشمال والجنوب والشرق والغرب، والوسط، بأن يتحملوا مسؤولياتهم تجاه بلادهم، وأن يترفعوا عن الاضرار بالوطن، وأن يمضوا في استكمال مسيرتهم حتى الانتصار واستعادة البلاد.

 

ولفت في خطاب ألقاه أمس بمناسبة الذكرى الرابعة والخمسين لثورة 14 أكتوبر المجيدة، إلى أن الحوار الوطني الشامل قد عمل على إغلاق ملفات الماضي بشكل نهائي ووضع الحلول الناجعة لكل مشكلات اليمنيين شمالاً وجنوباً .

 

وأوضح الرئيس هادي بأن ما يجري الآن في بعض المحافظات من محاولة لفتح تلك الملفات هي محاولات بائسة، متعهدا بعدم السماح بذلك، داعيا المتعطشين بإستجرار الماضي وفتح ملفاته إلى مغادرة هذا الوهم.

 

وأشار إلى أنه لولا التأمر الإيراني الخبيث بأدواته الحاقدة المتمثّلة في صالح والحوثي وما اقدموا عليه من انقلاب وتدمير لكنا اليوم نعيش في حالة استقرار سياسي ونهضوي وتنموي في دولة اتحادية مدنية وفقاً لمخرجات الحوار الوطني الشامل التي حظيت بتوافق محلي وتأييد واجماع إقليمي ودولي منقطع النظير.

 

وقال بأن ثورة أكتوبر الظافرة كانت حدثاً أعاد للجنوب حريته ولليمن كرامته، لافتا إلى أن الشعب الذي أطلق قذيفة مارد الثورة في صنعاء ضد النظام الامامي الكهنوتي المتخلف في السادس والعشرين من سبتمبر 1962م، كان على موعد آخر مع النضال والتحرر ضد الامبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس، مبينا أن الشعب في الجنوب استطاع إنجاز معركته الباسلة وهزم بعنفوان رجالاته كبرياء الانجليز وأرغمهم على الرحيل إلى الأبد مؤذنا بحقيقة وحتمية انتصار الشعوب.

 

وأضاف الرئيس هادي: "ها هو التاريخ يعود من جديد،وها هي اليمن تصنع للأمة أملا جديدا، في أخطر مراحل التفكك العربي والتمزق الذي لحق بأمتنا أضاء من جهة الجنوب نورٌ يمانيٌ عروبي جديد تمثل في ولادة التحالف العربي"، مشيرا إلى أن هذه البادرة والخطوة غير المسبوقة في تاريخ الأمة أكدّت للعالم إمكانية توحد العرب عسكريا وسياسيا وبشريا خلف هدفهم المشترك وقضيتهم الجامعة.

 

وأوضح بأن انطلاق عاصفة الحزم وولادة التحالف العربي بقيادة خادم الحرمين الشريفين هو حدث له ما بعده ولا يقتصر على اليمن بل يبشر بواقع عربي جديد بإذن الله.

 

ودعا إلى مراجعة التاريخ والاطلّاع على ما حققه الآباء المؤسسون في سبيل نجاح ثورة سبتمبر وما لاقوه من متاعب ومشقات, وأن يقربأ اليمنيون بوعي ما أفرزته المكايدات والتناحر الداخلي بين فصائل ومكونات التحرير والمجتمع عموما, وما نتج عن ذلك من كوارث ألحقت بالجنوب وباليمن الدمار وأحدثت فيه جروحا لم تعالجها السنين ولا العقود.

 

وخاطب الرئيس هادي أبناء الجنوب وعدن خاطب الرئيس هادي أبناء الجنوب وعدن على وجه التحديد قائلا: "إن الجنوب والوطن عموما لن يكون وطنا الا حين يتسع لجميع أبنائه ويعترف البعض بالكل ويؤمنون بواجبهم فيه وأؤكد انه ليس بإمكان حزب ولا قبيلة ولا منطقة ولا تيار ولا نافذ احتكار تمثيل البلاد أو النضال أو التفرد بحكمها دون الآخرين".

 

ودعاهم إلى المحافظة على الوطن، وأن يقبلوا ببعضهم ليتسع لهم جميعا، "وإلا فإنه سيضيق ولن يتسع لأحد ولن يصبح وطنا أبدا".

 

ودعا الرئيس هادي أيضا إلى الترفع عن الأحقاد والصراعات الماضية، مضيفا: "انظروا للمستقبل ولحق الجيل الحاضر والأجيال القادمة بالعيش في آمن واستقرار ونماء ، اعلوا من شأن التعايش والقبول بالآخر والممارسات المدنية ، يكفينا ما جرى من صراعات وتناحر ، فحين نستعرض ما جرى من صراعات داخلية في جنوبنا الحبيب وإقصاءات وتتنافر مبكر بين رفاق النضال وزملاء السلاح عقب ثورة أكتوبر الباسلة نكتشف كم كانت الكارثة كبيرة والخسائر باهظة والتي ليس أولها ولا أخرها ما حدث في يناير 1986م وغير ذلك مِن المحطات المؤلمة في تاريخنا السياسي".

 

وقال بأن ما تحقق من انتصارات ومكاسب خلال الثلاث السنوات الماضية، بدعم من التحالف العربي يبعث الأمل ويحث على استكمال النصر, لقد مضى الجزء والشطر الأهم من معركتنا وغدا سنتوجها بالنصر المبين إن شاء الله ولن تكون العوائق والاشكالات التي تواجهنا هنا وهناك الا دافعا يحثنا على المضي نحو اليمن الكبير.

 

وخاطب اليمنيين قائلا: " إنكم أيها اليمنيون على موعد مع اليمن الاتحادي والدولة القوية العادلة وإنني اعاهدكم وفاء لشهداء أكتوبر وسبتمبر ونوفمبر وشهداء معركة اليوم وكل الشهداء الابرار أن نمضي معاً نحو النصر وألا أخذل تطلعاتكم وطموحكم نحو الحرية والكرامة والغد المشرق والمستقبل الكريم".

 

وعبر عن أسفه لما يعيشه المواطن في المناطق الخاضعة لسيطرة الانقلابيين، مشيرا إلى أنه يعمل بكل السبل لإنقاذهم، وحل مشكلة الخدمات والمرتبات، داعيا الجهات الدولية ذات العلاقة للضغط معنا على الانقلابيين لكف أذاهم عن المواطنين ووقف عبثهم بموارد الدولة ومؤسساتها وإتاحة الفرصة لأجهزة الدولة لتقوم بواجبها تجاه المواطنين.

 

وأكد الرئيس هادي أن المعركة ستظل ماضية حتى يستعيد الشعب حريته ودولته رغم ان الحرب فرضها الانقلابيون، والتي لم تكن خيار الشرعية، متعهدا بعدم خذلان الشعب، وعدم تركه لعصابة حاقدة غاشمة تقامر بمصير الشعب وتسلمه للعبث والطيش الإيراني الفاجر.

 

وأكد بأن ما أحدثه حليفا الانقلاب من بقايا الإمام وبقايا النظام لن ينساه التاريخ ولا حل معه الا هزيمته والانتصار لإرادة أمتنا وتحقيق أحلام أبناء شعبنا.

 

ولفت الرئيس هادي إلى أن  مشروع الدولة الاتحادية التي جسدته مخرجات مؤتمر الحوار يشكل جوهر مشروع اليمن الجديد الضامن لمستقبل آمن ومستقر ومزدهر تسوده قيم الشراكة الوطنية والعدالة والمساواة، وينهي زمن الاستئثار والإقصاء، ويعيد الاعتبار لكل اليمنيين شمالا وجنوبا ممن تعرضوا للمصادرة والاقصاء والنهب والتهميش، مبينا أن هذا المشروع كتبته الايادي اليمنية التي جسدت الحكمة اليمنية في أبهى صورها، لافتا إلى أنه بسبب ذلك خرجت إلى السطح كل الأفاعي السامة لمقاومته والنيل منه .

 

وقال الرئيس هادي: "ولكننا نقول لكل ابناء شعبنا إننا على ثقة من أننا ومعنا إرادة الشعب وعزيمة ثورة اكتوبر وإصرار ثورة سبتمبر وألق ثورة فبراير سنكتب في النهاية خاتمة جميلة تليق بتضحيات شعبنا ونضاله الطويل بوطن آمن ومستقر ونعد أبناء شعبنا بأننا سنقاوم كل من يحاول التعرض لمنجزات شعبنا وقيمه الخالدة وثوابته الوطنية وسنعلن النصر في خاتمة الطريق لأن طريق الإرادة الحرة للشعوب لا يمكن إلا أن يكتب النهاية كما يريد الشعب وليس كما يريد سماسرة الوصاية وعسكر الكهنوت ، فشعبنا الذي أنجز ثلاث ثورات عظيمة لن يفرط بحقه في الحرية والاستقلال والمواطنة المتساوية والديموقراطية مهما كلفته الأثمان".

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
شريط الأخبار