الرئيسية > اخبار وتقارير > ترسانة السعودية العسكرية.. ضخامة دفاعية ترفع تصنيفها العالمي

ترسانة السعودية العسكرية.. ضخامة دفاعية ترفع تصنيفها العالمي

سجلت المملكة العربية السعودية تقدُّماً على مؤشر القوة العسكرية، بنحو 4 مراكز على قائمة الترتيب العالمي بالمقارنة مع البيانات الصادرة عام 2015، وذلك بفضل التحديثات النوعية التي أجرتها على مختلف الأسلحة الدفاعية والهجومية وتعزيز اليد الضاربة للمملكة في سلاح الجو.

حيث برزت القدرات الجوية والدفاعية خلال "عاصفة الحزم" وخلال المشاركة الفعالة لسلاح الجو السعودي في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة في سوريا والعراق بقيادة الولايات المتحدة.

جاء التقدم السعودي وفق قائمة سنوية لأفضل 126 قوة عسكرية حول العالم، أصدرها مطلع أبريل/نيسان، موقع "غلوبال فاير باور" الأمريكي المتخصص بتصنيف القدرات العسكرية للدول؛ وفقاً للبيانات الصادرة عن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه)، والمراكز الدفاعية المتخصصة عن القوة البشرية وصنوف الأسلحة المتنوعة البرية والبحرية والجوية والدفاعية التي تمتلكها تلك الدول، بالإضافة إلى الميزانيات الدفاعية المعلنة وما تمتلكه من قدرات لوجيستية وموانئ ومطارات وطرق إمداد برية وخطوط بحرية.

- القدرات العسكرية

يبلغ المخزون البشري للقوات البرية السعودية، وفقاً للتقديرات التي أشار إليها تقرير موقع "غلوبال فاير باور"، نحو 235 ألف جندي في الخدمة العسكرية الفعلية، في حين بلغ عدد جنود الاحتياط 25 ألف جندي، ومن بين نحو 28 مليون نسمة هم تعداد سكان المملكة، يبلغ عدد الذكور نحو 15 مليون نسمة؛ من بينهم 14 مليوناً قادرون على حمل السلاح، في حين يصل عدد الذكور البالغين للسن القانونية لأداء الخدمة العسكرية نحو نصف مليون سنوياً.

كما تدعم تلك القوات نحو 1210 دبابات و5472 مدرعة ومجنزرة، بالإضافة إلى 524 مدفعية ذاتية الدفع و432 مدفعية ميدان تجرها العربات العسكرية، ومسنودة بنحو 322 منظومة لإطلاق أنواع مختلفة من صواريخ أرض/أرض، في حين يبلغ عدد الطائرات المقاتلة التي تمتلكها المملكة العربية السعودية نحو 245 طائرة، بالإضافة إلى 221 طائرة نقل عسكرية و213 طائرة للتدريب و204 طائرات مروحية و22 طائرة مروحية هجومية.

- تطوير القدرات العسكرية

سعت المملكة العربية السعودية إلى مواكبة التحديات الأمنية والتهديدات الخارجية لأمنها ولحدودها المترامية على امتداد شبه الجزيرة العربية، وذلك من خلال تعزيز قدراتها الدفاعية والهجومية على حدٍّ سواء؛ لضمان أمن وسلامة أراضيها ولتحجيم الخطر الإيراني الذي يهدد المملكة ودول المنطقة برمتها، حيث بلغت الميزانية العسكرية السعودية نحو 57 مليار دولار كثالث أكبر ميزانية عسكرية على مستوى العالم، وفق ما جاء في التصنيف السنوي لـ"غلوبال فاير باور".

وفي هذا الإطار، وقَّعت المملكة خلال عام 2016، صفقات تسليح متعددة بعشرات المليارات من الدولارات؛ تلبيةً لاحتياجاتها الميدانية، ولتعزيز القوة النارية لدى قواتها البرية والبحرية والجوية، حيث تم التوقيع على صفقة لشراء أنظمة صواريخ أمريكية لتعزيز القدرات النارية لأسطول البحر الأحمر، في حين عزز سلاح الجو الملكي السعودي ترسانته من الأسلحة التكتيكية، من خلال توقيع عقد مع بريطانيا لتزويد المملكة بصواريخ "بيفواي 4" زنة 500 رطل، وهي صواريخ مزودة بأنظمة توجيه متطورة لضمان دقة تصويب عالية، ولديها القدرة على مقاومة تشويش الرادارات المعادية.

وفي الربع الأول من العام الحالي، أعلن مدير برنامج التطوير في الحرس الوطني السعودي (قوات النخبة) الجنرال فرانك ماث، شروع المملكة في تطوير القدرات النارية للحرس الوطني وزيادة البرامج التدريبية للصنوف كافة العاملة في صفوفه.

وأشار في لقاء أجراه مع مجلة "ديفينس نيوز" الأمريكية، خلال معرض "إيدكس" في أبوظبي هذا العام، إلى تزويد الحرس الوطني بنحو 36 طائرة مروحية مقاتلة من نوع أباتشي خلال 18 شهراً، في حين شرعت إدارته في مشاورات مع مركز تطوير الصناعات الجوية العسكرية بولاية ألاباما لتطوير طائرات الأباتشي التي تمتلكها المملكة، وأعلن ماث وجود خطة لدى إدارته لرفع عدد طائرات الأباتشي لدى الحرس الوطني إلى 156 طائرة.

وفي بداية شهر أبريل/نيسان من هذا العام، شهدت العاصمة الأوكرانية كييف انطلاق أول رحلة للطائرة السعودية-الأوكرانية "أنتنوف 132 - AN"، وهي طائرة تكتيكية للنقل العسكري والدعم اللوجيستي خلال المعارك، تم تصنيعها بالشراكة بين مدينة الملك عبد العزيز للتقنية ويمثلها شركة "تقنية" وشركة "أنتنوف" الأوكرانية، حيث تم تزويدها بأحدث المحركات والأجهزة لتنافس مثيلاتها في القدرة على الإقلاع والهبوط في أصعب الظروف، وهي قادرة على حمل الأفراد وصواريخ أرض/جو الخفيفة والمدافع الرشاشة الخفيفة وأجهزة التصوير وأجهزة الحرب الإلكترونية.

وفي ختام الزيارة التي أجراها الملك سلمان بن عبد العزيز، مؤخراً، إلى الصين، تم التوقيع على اتفاقية شراكة بين مدينة الملك عبد العزيز للتقنية والشركة الصينية للعلوم وتكنولوجيا الفضاء لإنتاج طائرات عسكرية من دون طيار في السعودية، وفق ما أعلنته صحيفة "ساوث شاينا مورنينج بوست" الصينية، حيث تأتي الاتفاقية ضمن مجموعة من اتفاقيات التعاون بين الرياض وبيجينغ ومجموعة من الصفقات بلغت قيمتها نحو 65 مليار دولار أمريكي.

يذكر أن السعودية احتلت المركز الـ24 في التصنيف السنوي الأخير لموقع "غلوبال فاير باور" المتخصص بتقييم القدرات العسكرية لجيوش 126 دولة حول العالم، تليها دولة الإمارات العربية المتحدة في المركز الـ58، ثم العراق بالمركز الـ59، في حين حلّت سلطنة عُمان بالمرتبة الـ77، تتبعها الكويت في المرتبة الـ78، ثم البحرين بالمرتبة الـ91، ودولة قطر في المرتبة الـ93.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)