الرئيسية > اخبار وتقارير > جيل الأحفاد في القيادة.. السعودية تضخ الدماء بمناصبها الرفيعة

جيل الأحفاد في القيادة.. السعودية تضخ الدماء بمناصبها الرفيعة

سيراً على خُطا الملك المؤسس، عبد العزيز آل سعود، ضخّ العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، الدماء في المملكة من خلال سلسلة من الأوامر الملكية غيرت مجرى السياسة بالسعودية، وأنعشت الشعب السعودي ومَدّته بالأمل بمستقبل أفضل.

فمن خلال تعيينه 13 أميراً معظمهم من الشباب (تراوح أعمارهم بين 29 و57 عاماً)، أكد أهمية وجود الشباب بالعمل السياسي والعسكري والاقتصادي في المملكة وفقاً لرؤية 2030، التي تسعى لتغييرات جذرية بالمملكة.

وشملت التعيينات التي صدرت بمرسوم ملكي، السبت (22 أبريل/ نيسان)، أبناء غالبية أشقاء العاهل السعودي، الذين فارق بعضهم الحياة أو لا يمارس مهمة بأي منصب رسمي حالياً، مثل تعيين الأمير منصور بن مقرن بن عبد العزيز نائباً لأمير منطقة عسير، وهو نجل ولي العهد السعودي السابق.

وكان لافتاً في التعيينات الجديدة تعيين بعض الأمراء من جيل أبناء الأحفاد في مناصب قيادية، مثل تعيين الأمير سعود بن خالد بن فيصل بن عبد العزيز نائباً لأمير المدينة المنورة، وهو ابن حفيد الملك السعودي الراحل فيصل بن عبد العزيز.

وغالبية أبناء الملك المؤسس للسعودية كبار في السن، ومن بينهم العاهل السعودي، الذي تجاوز الـ80 عاماً من عمره، وظلت قضية استثمار جيل الأحفاد موضع اهتمام داخلي وخارجي في بلد كالمملكة له ثقل سياسي واقتصادي وديني عالمي.

التعيينات الجديدة قضت بتولي الشباب العديد من المناصب، ومنها: وزير وسفير، وهما نجلا العاهل السعوي، و3 أمراء مناطق، و8 نواب لأمراء المناطق، وهذه استكمالاً لتعيينات سابقة مكّن فيها الشباب أيضاً.

- درب الملك المؤسس

"روح الشباب" و"مستقبل الدولة"، الكلمات الأكثر تناقلاً بين الشباب السعودي، بعد الأوامر الملكية، فهذه الأوامر ذكرت الشعب السعودي بقرار الملك المؤسس عبد العزيز، حينما أسند العمل السياسي إلى ابنه الملك فيصل، في ريعان شبابه لتمثيله في مؤتمر لندن المعروف بمؤتمر المائدة المستديرة عام 1939.

فالسياسة السعودية منذ تأسيسها تعزز حضور الشباب في المناصب القيادية التي تشكل مفاصل الدولة الداخلية والخارجية، لتأكيد استمرارية الرؤية السعودية للتطوير، وفق المراحل الراهنة، بعيداً عن الاحتفاظ بالمناصب لكبار السن.

وتولي هذه السياسة كبار السن صفة المستشارين، وهم يدعمون الشباب لتأهيلهم وتطويرهم وتدريبهم، وتمكينهم من الحفاظ على سياسة الدولة المستقبلية.

العناصر الشابة المدربة خاضت العديد من التجارب، وحصلت على الخبرة التي تمكنها من تسلم مواقع استراتيجية بالدولة.

- رسم ملامح المستقبل

وكان العاهل السعودي صاحب قرار إدخال أول أحفاد مؤسس السعودية في السلطة، إذ أصدر، عقب توليه الحكم في 23 يناير/ كانون الثاني 2015، ستة أوامر ملكية، من بينها تعيين نجله الأمير محمد، الشاب الثلاثيني، وزيراً لدفاع أكبر مؤسسة عسكرية خليجية، وبذلك يكون رسخ أقدام الجيل الثاني بالسلطة، ورسم ملامح المستقبل.

وبعد أقل من 97 يوماً من تولي الملك للحكم، أصدر 25 أمراً ملكياً في 29 أبريل/ نيسان 2015، بإعفاء الأمير مقرن بن عبد العزيز (71 عاماً) من منصب ولي العهد، "بناءً على طلبه"، وتعيين الأمير محمد بن نايف (57 عاماً) ولياً للعهد ووزيراً للداخلية محله، وتعيين نجله الأمير محمد ولياً لولي العهد.

- الشاب القوي

قرار تعيين الأمر محمد ولياً لولي العهد السعودي أحدث ردود فعل إيجابية كبيرة، أشادت بهذا القرار، وبعد أيام حافلة من العمل الدؤوب، أثبت الأمير جدارته بعمله.

مجلة السياسة الخارجية الأمريكية "فورين بوليسي" الأمريكية، كانت قد اختارت الأمير محمد بصفته أحد أكثر الشخصيات تأثيراً في العالم، ضمن قائمتها السنوية لأهم 100 مفكِّر في العالم للعام 2015. وقالت المجلة إن سبب اختياره هو الدور الفاعل والواضح الأثر الذي أدّاه منذ توليه منصب وزير الدفاع.

ويوصف الأمير محمد بن سلمان بـ"الرجل القوي" في السعودية، والأكثر تأثيراً في صناعة القرار، فقد بات تحت الأضواء بشكل كبير منذ بدء عملية "عاصفة الحزم" في اليمن المجاور، ثم خرج في ديسمبر/ كانون الأول الماضي ليُعلن تشكيل التحالف الإسلامي العسكري، الذي كان له دلالة على أنه القائد لهذا التحالف.

هذه الجهود التي بذلها الأمير محمد عززت خيار وجود الشباب في المناصب القيادية بالسلطة، ومدّت الشباب السعودي بمزيد من الأمل بحتمية دوره المؤثر في صنع قراراته.

والآن، على خُطا الأمير محمد بن سلمان، تسلم جيل الأحفاد قيادات ومناصب رفيعة، وبدت اللوحة السعودية مفعمة بالحياة، بوجوه شابّة تسعى لتقديم المزيد للشعب السعودي، وتواكب متطلبات العصر الجديد.

اقرأ أيضاً :

أحمد عسيري.. من عاصفة الحزم إلى الاستخبارات السعودية

ومن قيادة الطائرات العسكرية الحربية إلى سفير أمريكا بمرتبة وزير، يبدأ الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز، نجل العاهل السعودي، مهمته الجديدة، ليصبح أصغر السفراء السعوديين عمراً.

خالد بن سلمان هو ضابط برتبة ملازم طيار، برز في عمليات "عاصفة الحزم" باليمن، ورابط في المخيمات العسكرية الموجودة في الصف الأول والمواجه لمناطق مليشيات الحوثيين في اليمن.

وعندما وجهت السعودية أولى ضرباتها ضد تنظيم الدولة في سوريا، كان نجل الملك سلمان ضمن الطيارين الأوائل في تنفيذ تلك الضربات في 2014، بحسب صحيفة "المواطن" السعودية.

السفير السعودي الجديد كان ضمن خريجي كلية الملك فيصل الجوية، وخريج قاعدة كولومبوس الحربية في ولاية مسيسيبي الأمريكية عام 2009.

- إشادات سعودية

إشادات كثيرة توالت بعد إصدار الأوامر الملكية، وأكدت مضيها بدعم العاهل السعودي، وتمكين الشباب.

عضو مجلس الشورى عبد العزيز المتحمي، قال: إن "الرؤية السديدة لدى الملك سلمان دفعت بالشبان القادرين والمتمكنين من خدمة وطنهم إلى المنصات القيادية"، وأضاف لصحيفة "الحياة" اللندنية، الاثنين (24 أبريل/نيسان)، أن "السعودية ترسم مرحلة جديدة بأنامل أبنائها وشبابها الذين يملكون قدرات علمية ومعرفية رائدة".

ويمثل الشباب ما بين 30 و40 عاماً، ما نسبته 70% من القيادات والمناصب الإدارية في السعودية، من ضمن ذلك الإدارات الحكومية، ما يشير إلى التوجه الحقيقي لدى المملكة في تأهيل الشباب واستثمارهم في القطاعات الحكومية كافة، وفق الأمين العام لمجلس شباب منطقة عسير عضو مجلس الشباب العربي، عادل آل عمر.

وقال آل عمر، في تصريحه لـ"الحياة": إن "هذه الأوامر الملكية غير مستغربة، لكون النظرة المستقبلية لدى القيادة السعودية تؤكد مدى أهمية تفعيل مثل هذه القرارات لتكوين شباب قادر على إدارة العمل السياسي والاقتصادي والتنموي".

الصحفي والكاتب السعودي، مشاري الذايدي، علق على هذه التعيينات أن "شباباً جلهم في بداية العقد الثالث من عمرهم، يلجون اليوم حلبة الإدارة والسياسة المحلية، في أعظم تمرين حقيقي على فنون الحكم وتدبير الشأن العام".

وفي مقال له نشر في صحيفة "الشرق الأوسط"، الاثنين (24 أبريل/ نيسان)، بعنوان: "شباب السعودية.. فصل مثير"، أشار الكاتب السعودي إلى أن "المؤسس الملك عبد العزيز حين دشّن ملحمة التوحيد عند سور الرياض كان في آخر العشرينات من عمره".

هذا "التحول" هو الأهم، وفق الذايدي، الذي قال إنه "استثمار استراتيجي في المستقبل البعيد، وقد ينجح كل هؤلاء الشباب أو جلّهم، أو نصفهم، في التجربة، وهذا أمر عادي، لكن من الملحّ جداً البداية بهذا المسار".

انفوجرافيك

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)