يعيش العديد من اليمنيين في برزخ بين وطنهم والدولة الجارة السعودية. يكافح هؤلاء من أجل لقمة العيش وإبقاء اسرهم على قيد الحياة حتى لو كلف ذلك حياتهم. هؤلاء هم المهربون الذين يعملون بشكل فردي أو يتم استغلالهم لصالح نافذين في البلدين من أجل ادخال سلع غير مسموح بها في المملكة كالقات والمخدرات والأسلحة وما سواها. يتم بشكل شبه يومي الامساك بالعديد منهم من قبل قوات حرس الحدود السعودي وايداعهم السجون التي يقولن عنها أنها "أرحم من العيش في اليمن".

وبعد أن أصبح اليمن مرتعًا للحوثيين وأفراد تنظيم القاعدة، قامت محطة الـ”سي إن إن” الإخبارية، بتغطية مصورة لطبيعة عمل قوات الحدود السعودية في هذه المنطقة الشائكة، تم عرضها على المحطة، وذلك بعد حصولها على تصريح من السلطات السعودية يقضي بالسماح لنيك روبرتسون، كبير المراسلين الدوليين بالسي إن إن، بالقيام بهذه الزيارة وتصوير ما يحدث على الحدود.

وذكرت المحطة، أنها قامت بتصوير هذا المقطع في (31 يناير 2015)، حيث التقى “روبرتسون” باثنين من قادة حرس الحدود هناك وشاهد طبيعة عمل قوات حرس الحدود السعودية- اليمنية هناك، خاصة في ظل حالة الانفلات الأمني الكبير الذي أصبح اليمن يعانيه في الآونة الأخيرة بعد الانقلاب العسكري الذي قام به الحوثيون هناك.

وبدأ مقطع الفيديو الذي صورته المحطة بدورية تابعة لحرس الحدود وهي تقوم بمطاردة عدد من الأشخاص المجهولين الذين كانوا يحاولون التسلل إلى المملكة، وبعد إلقاء القبض على هؤلاء المتسللين تبيَّن أنهم مجموعة من اليمنيين الفقراء الذين أرادوا الذهاب للعمل في المملكة، وقد قام المراسل حينها بسؤال العقيد صلاح العمري: “كيف يتسنى لكم التأكد من أن هؤلاء المتسللين ليسوا إرهابيين ولا مهربي حشيش أو سلاح؟”، وكانت الإجابة هي أن قوات حرس الحدود يحرصون دائما على أخذ بصمات الأشخاص المقبوض عليهم؛ لكي يتأكدوا من هويتهم وأنهم ليسوا من المطلوبين.

وخلال الزيارة التقى “روبرتسون” العقيد عمر القحطاني، وهو قائد أحد أبراج المراقبة التي أنشأتها المملكة لحراسة الحدود، حيث رأى كيفية قيام قوات حرس الحدود بحراسة تلك المنطقة الصعبة المعروفة بوعورة جبالها، وأفاد المراسل أن القوات هناك تقوم بمراقبة الحدود بالمشاهدة العينية وعن طريق الاستعانة بكاميرات مراقبة حديثة تتمكن من نقل كل ما يحدث على الحدود بدقة، وقد التقطت الكاميرا صورًا لبيوت ومساجد بعض قبائل الحوثيين التي تعيش على مقربة من هذه المنطقة الحدودية.

وأظهر المقطع قيام كاميرات المراقبة برصد رجل يمني يحاول التسلل عبر الحدود للذهاب للمملكة، وبالفعل قامت قيادة البرج بتوجيه إحدى دوريات المراقبة لمكان الرجل ليتم إلقاء القبض عليه. وعندما قام مراسل المحطة بإجراء حوار مع هذا المتسلل تبين أنه اعتاد طيلة العشرين عاما الماضية الذهاب للمملكة للعمل هناك بشكل غير قانوني، إلا إنه أكد للمحطة أن التسلل للمملكة أصبح صعبا في الآونة الأخيرة بسبب قيام المسؤولين بالمملكة بتشديد إجراءات المراقبة.

وأفاد مراسل المحطة، أن المملكة أنفقت في الآونة الأخيرة 3 بلايين دولار من أجل تحديث أجهزة ونظم المراقبة المستخدمة على الحدود، وأوضح أن قوات حرس الحدود قامت خلال الأشهر الثلاثة الماضية فقط بإلقاء القبض على نحو 40 ألف شخص حاولوا التسلل للمملكة عبر الحدود السعودية- اليمنية، كما قامت القوات كذلك بضبط نصف مليون طن من القات المهرب والذي تقدر قيمته بـ100 مليون دولار. والتقطت عدسات المحطة صورا لأطفال يمنيين تم ضبطهم أثناء محاولتهم تهريب القات إلى المملكة وذلك نظير خمسين دولارا يحصل عليها الطفل مقابل الرحلة الواحدة بحسب عاجل.

في حال لم تتمكن من متابعة المقطع بشكل مباشر يرجى الضغط هنا