كشفت مصادر جنوبية أن الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، سعى خلال الفترة الماضية إلى إثارة مخاوف عناصر الحراك الجنوبي، وإيجاد فجوة بينهم وبين الحكومة الشرعية التي يقودها الرئيس عبدربه منصور هادي. مشيرة إلى أن صالح يسعى إلى تحريك الشارع الجنوبي وإرباك الوضع في عدن، حيث التقى خلال الفترة الماضية عددا من الضباط الجنوبيين، وتعمد صحفيون الترويج لإشاعة عن وجود خطة لإعادة اجتياح المحافظات الجنوبية، ونصب صواريخ لقصف عدن، بالتزامن مع وصول وزراء الحكومة الشرعية بقيادة رئيس الوزراء أحمد علي بن دغر.
ومضت المصادر قائلة إن صالح يهدف لإيجاد حالة من البلبلة وعدم الاستقرار في أرجاء المحافظة، وصرف جهود الحكومة عن المضي في خططها لاستعادة صنعاء وتضييق خيارات الشرعية والتحالف وتشتيت جهودهما العسكرية. وتابعت أن عددا من القيادات الجنوبية البارزة رفضت الانسياق وراء مخطط المخلوع، وحذرت الضباط الذين التقوا به من مغبة الانخداع بمزاعمه، مشيرة إلى أنه اعتاد اللعب بكافة الأوراق، بما يحقق أجندته الشخصية، والتنكر لكافة التزاماته تجاه حلفائه.
وقال المركز الإعلامي للمقاومة إن المخلوع بدأ يشعر بتضييق الشرعية للطوق حول رقبته أكثر من ذي قبل، لذلك بات يبحث عن طريقة يصرف بها انتباه قوات المقاومة الشعبية وعناصر الجيش الوطني عن تفعيل خطة استعادة صنعاء، لا سيما أن عودة نائب الرئيس الفريق علي محسن الأحمر في يوليو الماضي إلى مأرب، أسهمت في تسريع العمليات العسكرية، ما بات يشكل تهديدا صريحا للميليشيات، كما أن رئيس الوزراء ابن دغر أعلن لدى وصوله عدن أن الهدف الرئيسي وراء عودة وزراء الحكومة الشرعية هو تفعيل الجهد العسكري والقضاء على الانقلابيين بصورة تامة.
ودأب صالح على التباهي بقدرته على استخدام كافة التنظيمات المسلحة والفصائل السياسية، بالصورة التي تؤدي إلى تحقيق أهدافه، وظلت مواقفه تتغير تبعا لتحقيق مصالحه، وأعلن أكثر من مرة أنه يرقص على رؤوس الأفاعي، لذلك لم يتردد في التحالف مع خصومه السابقين، جماعة الحوثيين الانقلابية، التي دخل معها في ستة حروب فيما مضى، إلا أن مراقبين أكدوا أن الانقلاب الذي قاده مع الحوثيين يمثل المسمار الأخير في عرش بقائه، وسيكون إعلانا بنهايته السياسية.