الرئيسية > محلية > الاحتفال بذكرى ثورة 1962 ضد النظام الإمامي في ظل الانقلاب عليها من قبل الحوثيين

الاحتفال بذكرى ثورة 1962 ضد النظام الإمامي في ظل الانقلاب عليها من قبل الحوثيين

 يحتفل اليمن اليوم الاثنين بالذكرى السنوية 54 لثورة 26 ايلول/سبتمبر 1962 ضد النظام الإمامي في اليمن الذي كان يحتكر السلطة باسم السلالة المذهبية، وسط متغيرات سياسية ومستجدات قد تعيد البلد إلى ما قبل تلك الثورة التي مضى عليها نحو5 عقود ونصف.
وبدأ الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بتلقي التهاني والتبريكات بحلول الذكرى الوطنية لثورة أيلول/سبتمبر 1962 وفي مقدمتها التهنئة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. 
وعلمت (القدس العربي) من مصادر محلية أن الحكومة والمقاومة والقبائل اليمنية استقبلت الاحتفال بذكرى ثورة أيلول/سبتمبر 1962 باستعدادات مكثفة في محافظة مأرب، 170 كيلو متر شرقي صنعاء، ودشنت هذه الاحتفالات مساء أمس الأحد بإيقاد شعلة الثورة، التي كان إيقادها تقليدا سنويا عشية الاحتفال بذكرى الثورة في ميدان التحرير بالعاصمة صنعاء، غير أنها هذا العام لم توقد هناك وأجبر مؤيدوا الثورة وحاملوا رايتها إلى إيقاد شعلتها في مأرب، على أمل العودة في القريب العاجل إلى العاصمة صنعاء وإعادة إيقادها من هناك.
وفي محافظة تعز، وسط اليمن، احتفى سكان هذه المحافظة الثورية، بطريقتهم الخاصة، حيث أشعل شباب الثورة شعلتهم أيضا بعيدا عن الرسميات، فيما أشعل السكان في كل أرجاء المحافظة شعلة الثورة فوق أسطح منازلهم بما يسمى (التنصير) والذي هو عبارة عن شعلة صغيرة تضاء في طبق من الزيت وهو التقليد الذي كان سائدا عقب قيام الثورة في 1962 وظل هذا التقليد لسنوات طويلة حتى ترسخت أركان الثورة وقضت على كل مخلفات الإمامة حينذلك. 
الاحتفال اليمني اليوم بذكرى الثورة السبتمبرية الأولى التي يطلق عليها (الثورة الأم) لما تبعها من ثورة أخرى في الجنوب ضد الاستعمار البريطاني بعد عام واحد فقط، جاء في ظل صراع مستميت وقتال غير مسبوق في اليمن بين حكومة شرعية تمثل التيار الثوري الديمقراطي من مختلف الأطياف السياسية، وبين متمردين يمثلهم الحوثيون والرئيس المخلوع علي صالح. 
وتمثل الحكومة المبادئ والأهداف التي اندلعت من أجلها ثورة ايلول/سبتمبر 1962، فيما يسعى المتمردون الحوثيون إلى الانقضاض على كل مكاسب تلك الثورة والعودة بالبلاد إلى العهد الإمامي البائد، وإرساء نظام سياسي على ذات الأسس التي كانت قائمة قبل تلك الثورة، وهي الاستبداد واحتكار السلطة من منطلق (الحق الإلهي) في حكم اليمن.
وشكّل الانقلاب الحوثي على الحكومة انقلابا على الثورة اليمنية الأم التي قامت على أساسها قواعد النظام الجمهوري في اليمن، وقوّضت النظام الإمامي الملكي من جذوره الذي كان يعتمد على التوريث في انتقال السلطة والتي كانت حكرا على الأسرة الحاكمة فقط من منطلق الاصطفاء وامتلاك الحق الإلهي في السلطة بمنطق غير مقبول في الواقع الراهن.
وكأن الأهداف الستة لثورة 1962 ماثلة للعيان اليوم أمام أعين اليمنيين تحاكي الواقع اليمني الراهن الذي يرنوا فيه اليمنيون إلى الانعتاق من القبضة الحديدية الحوثية على السلطة في العاصمة صنعاء والتي أزاحت من طريقها كل من يعارضها أو غير موال لها، والاستئثار بكل مفاصل السلطة فيها وبكل مقومات الدولة إلى أن بدأت الحكومة مؤخرا بالانتقال التدريجي إلى العاصمة المؤقتة عدن في الجنوب، ومحاولة سحب البساط على مهل من الحوثيين لاستعادة الدولة من قبضتهم.
وتنص الأهداف الستة لثورة ايلول/سبتمبر 1962 على «التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتها وإقامة حكم جمهوري عادل وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات» وكذا «بناء جيش وطني قوي لحماية البلاد وحراسة الثورة ومكاسبها ورفع مستوى الشعب إقتصاديا وإجتماعيا وسياسياً وثقافياً».
يضاف إلى ذلك «إنشاء مجتمع ديمقراطي تعاوني عادل مستمد أنظمته من روح الإسلام الحنيف والعمل على تحقيق الوحدة الوطنية في نطاق الوحدة العربية الشاملة واحترام مواثيق الامم المتحدة والمنظمات الدولية والتمسك بمبدأ الحياد الايجابي وعدم الانحياز والعمل على إقرار السلام العالمي وتدعيم مبدأ التعايش السلمي بين الأمم».
إلى ذلك هنأ نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن الأحمر اليمنيين أمس بمناسبة الذكرى 54 لثورة 26 أيلول/سبتمبر، أثناء ترأسه اجتماعا للوفد الحكومي إلى محافظة مأرب صباح أمس ووصفها بأنها الثورة «التي تحرر فيها اليمنيون من أعتى نظام كهنوتي جثم على صدور اليمنيين وجسده الانقلابيون (الحوثيون) كونهم امتداد تاريخي وسلالي لذلك النظام».
وقال الأحمر «إن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ماضون في استعادة الشرعية بشكل كامل وإن الوضع الميداني في تحسن مستمر». مشدداً على أعضاء الحكومة ضرورة العمل في إطار تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وأهمها بناء الدولة الاتحادية المكونة من ستة أقاليم، باعتبارها المخرج الوحيد والآمن لليمن واليمنيين.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)