الرئيسية > اخبار وتقارير > معركة تحرير اليمن.. الفريق الأحمر "السوبر" عسكرياً وقبلياً

معركة تحرير اليمن.. الفريق الأحمر "السوبر" عسكرياً وقبلياً

اكتسب وجود الفريق علي محسن الأحمر، نائب الرئيس اليمني، في مأرب ونهم بصنعاء، أهمية كبيرة ظهر، معها ارتباك لدى إعلام ونشطاء الانقلابيين على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأكد الأحمر في خطاب قصير ونادر، نقلته الفضائيات، أن أبناء الشعب اليمني ينتظرون وصول قوات المقاومة والجيش الوطني بفارغ الصبر إلى صنعاء وبقية المحافظات التي تحتلها المليشيات، وأوضح أن المستقبل لن يكون إلا لليمن الاتحادي.

ورغم أن الفريق الأحمر سبق أن زار مأرب وحرض وميدي، فإن زيارته الأخيرة للبلاد هذه المرة تميزت بأنه وصل إلى نهم التي تعد من ضواحي صنعاء، حيث تشهد تقدماً للمقاومة والجيش الوطني الذين باتوا على مسافة 24كم من مطار صنعاء، بالإضافة إلى أنها جاءت بعد فشل مفاوضات الكويت في جولتها الثانية، وتصاعد مؤشر الحل العسكري بعدما أثبت الانقلابيون للعالم أنهم يراوغون وغير جاهزين لتسليم مؤسسات الدولة والسلاح الثقيل.

وغادر الأحمر اليمن في سبتمبر/ أيلول من العام 2014 إلى السعودية بعد انقلاب الحوثيين وصالح على السلطة.

- دور مهم للقبائل

ولعل الحديث عن حسم عسكري دون النظر إلى قبائل طوق صنعاء الموالية معظمها لصالح، يعد أمراً لا يخلو من المغامرة والمقامرة، ولذلك رجح مراقبون تكليف الفريق الأحمر بمهمة التواصل مع القبائل، خصوصاً أن الحكومة اليمنية، والتحالف العربي، يدرك أهمية هذه الورقة، فالحكومة الشرعية سبق أن أعلنت في أكثر مناسبة أن ثمة مفاجآت ستحدث في موقف قبائل طوق صنعاء.

وكشفت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، الثلاثاء، أن الأحمر يجري لقاءات واتصالات (سرية) مهمة، بقيادات أمنية وعسكرية ومشايخ قبليين وقيادات تنظيمية وسياسية في صنعاء وعمران.

ويرى الصحفي اليمني عبد الكريم الخياطي أن مهمة الأحمر هي تحريك الطوق القبلي؛ وهي المهمة الرئيسة التي عين من أجلها.

وأضاف: "جاءت زيارته لنهم ومأرب لوضع القيادات العسكرية على حقيقة وأهداف تعيين شخصيات عسكرية قبلية مثل صغير عزيز وأمين العكيمي".

- تعيينات جديدة

وعين الرئيس هادي الشيخ أمين العكيمي أحد القيادات البارزة في المقاومة محافظاً للجوف قبل نحو أسبوع، كما عين الشيخ صغير بن عزيز في قيادة محور صعدة عمران، وهي المرة الأولى التي يتم تسليط الضوء على هذه الجبهة، وهو ما قد يشير إلى ترتيبات لفتح جبهة عسكرية هناك، خصوصاً مع اقتراب قوات الشرعية منها من جهة الجوف.

وقال الخياطي في حديثه لـ"الخليج أونلاين" عن أبعاد زيارة نائب الرئيس اليمني إنه من "الواضح جداً أن مهمة الأحمر كما اعتادت السعودية إرسال رسائل للطرف الآخر بأنها لم تبدأ بعد بالحرب الحقيقية التي تستخدم فيها أدواتها الداخلية اليمنية القوية، وأنها كانت تحاول أن تكون مشاركات محسن محدودة، لكن في ظل تحركات الحوثي وصالح فإنها مضطرة إلى تحريك قوى فاعلة".

ويتوقع الخياطي عدم مشاركة محسن من مأرب، وأن هادي لن يعود قريباً؛ بسبب حرص السعودية على الحفاظ عليهما، لكنها لم تستفد بعد بشكل كامل مما يوفرانه من غطاء سياسي وعسكري وقبلي.

- تفاعل اجتماعي

وبالتزامن مع ظهور الفريق الأحمر، واشتداد معركة نهم بصنعاء، كثف ناشطو المقاومة والشرعية من تغطية الأحداث وتناقل انتصارات الجيش الوطني على وسم (هاشتاغ): "قادمون يا صنعاء".

وتكمن قوة الفريق محسن الأحمر في أنه رجل دولة منذ عقود، وكان أبرز الشخصيات في عهد المخلوع صالح، ويتمتع بعلاقات عسكرية وقبلية واسعة، وهو ما برز جلياً مع تأييده لثورة الشباب السلمية في العام 2011.

ووفقاً لمصدر رفض الكشف عن هويته فإن محسن يمتلك علاقات واسعة، ويمتاز عن صالح باحتفاظه بأصدقائه منذ القدم، عكس صالح المتقلب، بحسب وصفه.

ووصف المحلل السياسي اليمني محمد شمسان، الفريق الأحمر، بالقائد العسكري المهم في مسرح العمليات العسكرية والحربية، وأنه يمكنه أداء دور في إدارة المعركة وتحقيق تقدم فيها لمصلحة قوات الشرعية.

- اختراق كبير

وأكد شمسان في حديثه لـ"الخليج أونلاين" أنه يمكن أن يسهم الفريق علي محسن في تحقيق تقدم، سواء على مستوى المعركة العسكرية، أم على مستوى تفكيك التحالفات القبلية المساندة لصالح، حيث من الممكن أن يحقق الأحمر اختراقاً كبيراً في السياج القبلي المحيط بالعاصمة صنعاء.

لكنه اعتبر عملية حسم المعركة ودخول صنعاء في الوقت الراهن غير ممكنة؛ نظراً لعدم وجود توافق دولي على ذلك على الأقل لدى الدول الـ18 الراعية للعملية السياسية.

وأضاف أنه "من الواضح أن هناك ضغوطاً كبيرة على التحالف العربي تدفع باتجاه الحل السياسي، واستبعاد الخيار العسكري، وهذا يظهر جلياً من خلال التحركات الأممية والأمريكية، ولذلك علينا أن ننتظر نتائج لقاء وزراء خارجية الدول الخمس (أمريكا وروسيا وبريطانيا والسعودية والإمارات)، وهو اللقاء المخصص لمناقشة الأوضاع في اليمن، ونتائجه ستحدد مسارات العملية السياسية المقبلة، وما الخيارات التي ستترك لدول التحالف".

ومع ذلك فإنه يمكن أن تخرج دول التحالف بضوء أخضر لعملية الحسم العسكري إن هي استطاعت إقناع الدول الكبرى في مجلس الأمن وفقاً لشمسان.

- دور استراتيجي

وأوضح عضو مجلس قيادة المقاومة في محافظة صنعاء، عبد الكريم ثعيل، أن الفريق محسن مكلف من قبل الرئيس بأعمال كبيرة، ودور استراتيجي، وعمله تواصل وتنسيق أكثر من كونه وجوداً ميدانياً كما سبق قبل سنوات.

وقال ثعيل لـ"الخليج أونلاين" إن اتصالات محسن بالمغرر بهم من قادة ومشايخ تحقق الهدف بالشكل المطلوب، وهو يشرف نيابة عن الرئيس على هيئة أركان وقيادة مقاومة وحكومة شاملة، ويسهل العوائق أمام هؤلاء جميعهم، وهو يفعل ذلك بنجاح كبير جداً، وبوسائل ليست على بال الانقلابيين الأغبياء، حسب تعبيره.

وأضاف أن أدوات محسن اليوم متطورة؛ أهمها غرفة عمليات التحالف والشرعية، وكل مقدرات ووسائل التحالف العربي والشرعية برمتها، ولذلك دوره ليس أن يكون حاضراً في الميدان باستمرار كما يفهم البعض حتى من رجال ونشطاء الشرعية.

وتابع ثعيل: "تواجد محسن ودوره لأجل الحسم بكل وسائله العسكرية والسياسية والاجتماعية ودوره استراتيجي حتى لما بعد الحسم".

وأردف قائلاً: "سيعود محسن إلى الرياض ويذهب إلى دول عدة، ويعود إلى الجبهات، ويتنقل في كل مكان تحتاجه وتفرضه المهمة التي كلفه بها الرئيس، فهو سيفه البتار، وينفذ كل أوامره بطريقة يشكر عليها محسن، وبثناء وتكريم من كل القوى الوطنية التي حاول المخلوع سابقاً خلق هوة بينها وبين محسن، هذا الرجل الوطني الجمهوري العظيم".

واختتم ثعيل حديثه لـ"الخليج أونلاين" قائلاً: "اليوم محسن غير الأمس في نظر الشرعية والقوى الوطنية والعالم أجمع فهو الرجل الأهم الذي يراهن عليه الجميع في إنقاذ البلد، واستعادة الدولة، وإعادة الشرعية إلى مكانها، والقضاء على الانقلاب؛ لما يتمتع به من قدرات وعلاقات وثقة متراكمة، وخبرة تعد الأهم والأكبر وطنياً، بل وخبرة تعتبر مدرسة بالنسبة للتحالف العربي".

وتخوض قوات المقاومة الشعبية والجيش الوطني، بدعم من التحالف العربي المؤيد للشرعية، معارك واسعة مع مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية منذ أواخر مارس/ آذار من العام 2015، واستطاعت أن تحرر أكثر من 70% من الأراضي اليمنية، إلا أن المليشيا ما زالت تسيطر على العاصمة صنعاء ومدن أخرى مهمة.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)