قال وزير الخارجية اليمني، عبد الملك المخلافي، السبت، إن تعنّت الانقلابيين (في إشارة إلى الحوثيين وحزب الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح)، خلال مشاورات السلام المقامة في الكويت، أسهم في إعاقة التوصل إلى تسوية توقف نزيف الدم اليمني.
جاء ذلك في كلمته اليوم، أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للدورة العادية الـ27 لمجلس الجامعة العربية على مستوى القادة في موريتانيا، الذي سيعقد بعد غد الاثنين، بحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ).
وأضاف الوزير اليمني: إن "الحكومة تسعى إلى استئناف العملية السياسية من حيث توقفت في أقرب وقت ممكن، وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وتنفيذ القرار الدولي 2216 لإنهاء الانقلاب، وعودة الشرعية الدستورية ومؤسسات الدولة وعودة الأمن والاستقرار".
والقرار الأممي 2216 ينصّ على انسحاب الحوثيين من المدن التي سيطرت عليها وتسليم السلاح الثقيل للدولة، أما المبادرة الخليجية فهي اتفاق رعته دول الخليج قضى بتسليم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح للسلطة عقب ثورة شعبية في العام 2011، والحوار الوطني عقد في الفترة من مارس/آذار 2013 حتى يناير/كانون الثاني 2014، ونص على تقسيم اليمن إلى دولة اتحادية من 6 أقاليم، 4 في الشمال و2 في الجنوب.
وأوضح المخلافي أن "تعنّت الانقلابيين (في إشارة إلى وفد الحوثيين وحزب صالح) في المشاورات، وعدم تنفيذهم لما تم الاتفاق عليه، أسهم في إعاقة التوصل إلى تسوية لإيقاف نزيف الدم، واستمرار مأساوية الأوضاع".
وتابع: "لقد استمرت المشاورات 75 يوماً، إلا أنه، وللأسف الشديد، لم يتم إحراز أي تقدم حقيقي يذكر فيها بسبب مماطلة وتعنّت المليشيات الانقلابية التي أرادت من مشاركتها في هذه المشاورات وسيلة لشرعنة الانقلاب"، بحسب تعبيره.
ولفت المخلافي إلى أن "تنفيذ الانسحاب وتسليم السلاح واستعادة مؤسسات الدولة من الانقلابيين، تعتبر حجر الزاوية التي من شأنها التمهيد لأي خطوات لاحقة تتصل باستئناف العملية السياسية".
وتستضيف الكويت المشاورات اليمنية منذ 21 أبريل/نيسان الماضي، واستمرت الجولة الأولى من المشاورات 70 يوماً، لكنها لم تحقق أي اختراق جوهري في جدار الأزمة، لتضطر الأمم المتحدة إلى رفعها أواخر يونيو/حزيران الماضي بسبب إجازة عيد الفطر، والبدء بجولة ثانية منذ السبت الماضي، تم تزمينها لمدة أسبوعين فقط.
وتدخل مشاورات السلام اليمنية المقامة في الكويت، ابتداء من يوم غد الأحد، في مرحلة "تجميد مؤقت"؛ بسبب "القمة العربية"، بحسب مصادر قريبة من أروقة المشاورات.
ومنذ انطلاقها السبت الماضي، لم تحقق الجولة الثانية من المشاورات أي اختراق جوهري في جدار الأزمة، بعد رفض وفد "الحوثي - صالح"، الخوض في جدول أعمال المباحثات، الذي أعلن عنه المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ؛ بسبب عدم تضمنه الملف السياسي.
وتشكل "القمة العربية" هي الأخرى ساحة لمناقشة المشاورات اليمنية، كما سيتيح لقاء وزراء الخارجية العرب في اجتماعاتهم التمهيدية للقمة، فرصة لتبادل الرؤى حول الحل الأمثل للصراع اليمني الممتد منذ 26 مارس/آذار 2015.
ويتوجه الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، غداً الأحد إلى موريتانيا، ومن المتوقع أن تأخذ مشاورات السلام الحيّز الأكبر من كلمته التي سيلقيها في قمة نواكشوط، بحسب مصادر مقربة منه.