الرئيسية > ثقافة وفنون > أغان وأناشيد في الجبهات ضد المتمردين

أغان وأناشيد في الجبهات ضد المتمردين

أغان وأناشيد في الجبهات ضد المتمردين

منذ تعمقت الأزمة في اليمن وبدأت الحرب فيها، غاب الإنتاج الفني كلياً، في حين كان قبل ذلك نادراً، غير أن ما بقى من الغناء هو الأغاني والأناشيد التي رافقت أجواء الحرب في البلاد، التي تنتج بأسهل وأسرع الطرق والاستفادة من تقنيات وسائل الاتصال والمونتاج على أجهزة الكمبيوتر.

وكما عمدت جماعة الحوثي على توظيف الأناشيد في حربها، بعد الانقلاب على الشرعية في اليمن، نهضت بالمقابل الأغنية المقاومة بدورها في فضح وتعرية الانقلابيين ودعم المقاومة الشعبية، وانتشرت عبر شباب مبدعين وظفوا الموسيقى والكلمة، فشكلوا حضوراً لافتاً إلى جانب المقاومة المسلحة وغدت أعمالهم الفنية على تواضعها منتشرة وسط الناس.
يتداول اليمنيون الكثير من مقاطع الفيديو لأغان تتصل بتمجيد المقاومة وتلك التي تهاجم الانقلابيين وتصل بعضها حد السخرية من قياداتهم، التي تقود الحرب وتعبث بمقدرات البلاد. ولمحافظة تعز نصيب وافر في إنتاج أغاني المقاومة، فطفت على السطح أغان وأناشيد واكبت المواجهات المسلحة، وخاصة تلك المتسعة في مدينة تعز وريف محافظتها، فبثت روح الصمود والمقاومة والأمل في نفوس المقاتلين والمواطنين الصابرين على هول الحرب والحصار الخانق لمدينة الثقافة في اليمن.
والملاحظ أن أناشيد المقاومة باتت ترافق الأهالي في منازلهم وأثناء جلساتهم وفي الشوارع وأصبحت طقساً مهماً في حياتهم، وفي الوقت نفسه ترافق رجال المقاومة الشعبية في جبهات القتال والتي تشعل حماسهم في مواجهة الميليشيات الانقلابية.

«قاوم يا شعب قاوم ضد باغي وظالم.. قاوم وصد الانقلاب وادحر مسيرات الخراب»، بهذه الكلمات تبدأ إحدى الانشودات التي بثت في قلوب المقاتلين الحماسة، كما وجدت طريقها في الفضائيات الداعمة للشرعية في اليمن، بشكل يومي أغان حماسية أخرى تمجد المقاومة الشعبية وتحيي صمود الناس.
عبد الرحمن منتظر احد فناني الأنشودة في مدينة تعز والذي اشتهر بأنشودته الساخرة من المخلوع صالح ومن زعيم جماعة الحوثي عبد الملك الحوثي والذي قال في مطلعها باللهجة التعزية «فنش ببح.. صالح سرح.. انت بقفص ميت خلاص». وفي نشيد آخر غنى المنشد عبد الرحمن منتظر عن «تعز» الموجوعة في إشارة لمعاناة اهالي مدينة تعز والتخفيف من معاناتهم، وعن ذلك يقول ل«الخليج» إن المآسي التي تتعرض لها مدينة تعز وأبناؤها، شكلت إلهاماً لدى المنشدين من الشباب في محاولة منهم للمشاركة في التخفيف عن الألم الناتج من ميليشيات الحوثي وصالح ونقل صورة المعاناة للعالم عبر الأنشودة.

ولكن منتظر يرى أن مستوى الألم الذي يعيشه أهالي مدينة تعز جراء الحصار والقصف المتواصل من قبل ميليشيات الحوثي وصالح لم يعد بالإمكان تجسيده عبر الأغاني والأناشيد، لأن الوضع اصبح مؤسفاً ولا يطاق.

وفي فيديوهات مصورة لفنانين شباب من تعز تظهر مشاهد الضحايا الذين سقطوا في مدينة تعز خلال الحرب، وتقول إحدى الأغاني «من يوقف حقداً أسود»، عكس فيها هؤلاء الشباب مدى حقد الميليشيات على مدينة تعز، وتخللت الأغنية مشاهد تظهر أشلاء من ضحايا المدينة أطفالاً ونساء ورجالاً، قتلوا نتيجة قصف الميليشيات على الأحياء السكنية في المدينة.
يمضي سلاح الأغنية، بالموسيقى المعاصرة، إلى جانب البندقية بمعية المقاتلين في المقاومة والجيش الوطني، كما ظهرت «زوامل»، جمع «زامل» وهو نوع من «الموال» الفولكلوري واسع التداول في أوساط المجتمعات القبلية اليمنية، وخاصة في شمال الشمال، كوسيلة مؤثرة في الحشد والاستقطاب للدعم المعنوي للمقاومة والجيش الوطني وقوات التحالف العربي المساند للشرعية في اليمن.