نصبت قوات الشرعية، أول نقطة أمنية على مداخل العاصمة صنعاء، بعد هجوم كبير على مركز مديرية نهم، فيما واصلت طائرات التحالف قصف مواقع الانقلابيين في المدينة ومحيطها، وسط حالة من الذعر، جعلت الانقلابيين يستنجدون بالقبائل.
ويسارعون إلى زرع آلاف الألغام الأرضية الإضافية، تحسباً لتقدم المقاومة التي سيطرت أمس على جبل سوداء الاستراتيجي، المطل على منطقة مسورة القريبة من العاصمة، في وقت بدأ الانقلابيون بسحب أسلحتهم الثقيلة ومئات المقاتلين من بعض جبهات تعز، لتعزيز دفاعاتهم في صنعاء.
ووفق مصادر المقاومة، أقام الجيش الوطني أول نقطة أمنية في مدخل العاصمة في منطقة مسورة في الطريق المؤدي إلى وسط العاصمة صنعاء، بالقرب من منطقة بني الحارث. وأحبطت المقاومة محاولة التفافية لمليشيات الحوثي والرئيس المخلوع شرقي وادي ملح من جهة منطقتي بني فرج والمجاوحة المجاورة لجبل وصت، بمساندة من مقاتلات التحالف العربي.
كما سيطرت قوات الجيش الوطني والمقاومة على جبل سوداء الاستراتيجي، وتفرض حصاراً مطبقاً على منطقة مسورة، والتي يطل عليها جبل سوداء. وتواصل القوات، التقدم نحو نقيل بن غيلان من الجبهة الجنوبية لمنطقة نهم شرقي صنعاء، بعد أن تجاوزت فرضة نهم، بعد معارك طاحنة مع المتمردين.
هذه التطورات أربكت الانقلابيين، الذين سارعوا بالاستنجاد بشيوخ القبائل لوقف تقدم الجيش الوطني نحو صنعاء، حيث اجتمع رئيس ما يسمى باللجنة الثورية العليا، مع عدد من أفراد القبائل الموالية للانقلابيين والرئيس المخلوع، وطلب منهم المشاركة في القتال، واعتراض قوات الجيش الوطني، كما دفع هؤلاء بعدد من المسلحين من قبائل سفيان بمحافظة عمران إلى مديريتي نهم وأرحب لمساندة الانقلابيين.
وقال سكان إن الانقلابيين كثفوا من حملات الاعتقال والمطاردة لمعارضيهم، مع اقتراب قوات الشرعية من العاصمة، كما عززوا من انتشارهم المسلح في أحيائها، خشية اندلاع أعمال المقاومة ضدهم.
زرع الألغام
ووفق مصادر قبلية، فإن الانقلابيين قاموا بزرع أعداد كبيرة من الألغام في مدخل العاصمة، لمنع تقدم قوات الجيش الوطني، كما يسعون لضرب القبائل ببعضها البعض، مستفيدين من خبرات المخلوع في هذا الجانب، وهو أمر دفع بالعديد من وجهاء قبيلة بكيل، إلى مطالبة أبناء القبيلة عدم الانخراط في هذا الصراع.
إلى ذلك، واصل طيران التحالف استهداف المواقع العسكرية للانقلابيين في وسط العاصمة وضواحيها، حيث قصفت منطقة المجمع الرئاسي، وجبل النهدين في جنوبي المدينة، كما قصفت قاعدة الديلمي الجوية في شماليها، وطال القصف مواقع الانقلابيين في المداخل الشرقية للمدينة.
سحب القوات
في غضون ذلك، قال سكان محليون وشهود في مديرية السياني، إنهم شاهدوا قاطرات ضخمة تحمل دبابات متجهة باتجاه محافظة إب، وسط توقعات بأن سحب القوات من تعز، يأتي لدعم جبهة صنعاء، التي يترنح فيها المتمردون.
وأفادت مصادر عن قيام الحوثيين بعمران، بسحب مقاتليهم من جبهة تعز، لإرسالهم إلى جبهة نهم في صنعاء. المصادر أشارت إلى حالة تمرد وسط المقاتلين، حيث إن أغلب هؤلاء المقاتلين، رفضوا وعادوا إلى منازلهم بعمران.
وتحدثت مصادر أخرى في تعز، عن أن الانقلابيين يخططون لعملية كبيرة في مضيق باب المندب، بهدف تغيير المعادلة العسكرية، بعد التفوق الواضح لقوات الجيش الوطني في جبهتي صنعاء وحجة، وتقدم هذه القوات نحو ميناء الحديدة الهام.
كما أرسلوا قائد الجناح العسكري للانقلابيين الحوثيين أبو علي الحاكم إلى ميناء المخا، التابع لمحافظة تعز على البحر، بغرض مهاجمة مضيق باب المندب، في محاولة لفتح جبهة قتال جديدة، تخفف من تقدم قوات الجيش الوطني نحو صنعاء.