الرئيسية > محلية > محللون وخبراء: الحوثيون لن يسلموا صنعاء إلا بعد إحراقها

محللون وخبراء: الحوثيون لن يسلموا صنعاء إلا بعد إحراقها

محللون وخبراء: الحوثيون لن يسلموا صنعاء إلا بعد إحراقها

مع اقتراب المقاومة الشعبية والجيش الوطني من العاصمة صنعاء، والسيطرة الفعلية على البوابة الشرقية لها، يعود للواجهة تساؤل حول إمكانية تسليم المليشيات الانقلابية صنعاء، دون قتال، وحفظها من الدمار الذي قد يلحق بها جراء معارك التحرير، المحسومة سلفا لصالح القوات الشرعية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي.

 

ويستبعد خبراء عسكريون ومحللون يمنيون، تسليم المليشيات الحوثية وقوات صالح، للعاصمة صنعاء، دون اقتتال، في ظل رغبة قيادة الانقلابيين إحراقها، وعدم تمكن المقاومة من الوصول إليها بيسر وسهولة، متوقعين حصول انهيارات كبيرة في صفوف مقاتلي الحوثي وصالح، إذا ما أخذت المعركة طابعا وأبعادا أخرى، تكون فيها العاصمة واقعة تحت حصار مطبق وتقدم من كافة الجهات.

 

 

وفي هذا السياق يقول عضو المنتدى السياسي للتنمية الديمقراطية، فهد سلطان، أن الكثير ومن خلال النظر إلى التاريخ، يعتقد بأن العاصمة صنعاء سوف تُسلم ولن تدخل في حرب مفتوحة مع جماعة الحوثيين وعلي عبد الله صالح, ويستند الكثير إلى أن تاريخ العاصمة ذاتها يؤكد ذلك، إضافة إلى مراكز القوى المتواجدة فيها من تجار ورجال أعمال وعسكريين.

 

وتوقع سلطان بأن "الأمر تغير كثيراً, وأن تسليم العاصمة سيكون صعب المنال هذه المرة، بسبب أن هناك واقع مختلف على الأرض, في ظل تغير شبكة المصالح, وباتت جماعة الحوثيين لا تبالي بالمستقبل ولم تعد تلقي بالاً بالمصالح ولا تثق بالسياسة في تحقيق شيء".

 

وتابع بالقول" باتت رغبات الحوثيين اليوم تزداد مع فقدان الأرض من حولهم, وهم الآن ينظرون بأن هناك من يريد أن ينتزع حق لهم استعادوه بالقوة, وعملوا من اجل الوصول إليه طويلاً, إضافة إلى أن هناك رغبة من قيادة الحوثيين بإحراق العاصمة وعدم تمكن المقاومة من الوصول إليها بيسر وسهولة".

 

من جهته، قال الخبير العسكري اليمني، علي الذهب، أنه "في الوقت الراهن، ما تزال الرؤية غير واضحة بحيث نتمكن من توقع سيناريو تسليم العاصمة دون قتال، فالمواجهات تدور الآن في جبهة واحدة، تحديدا عند البوابة الشرقية للعاصمة التي يمتد منها الطريق المؤدي إلى مأرب والجوف".

 

وأضاف الذهب أن "الجبهة الشرقية للعاصمة أنيط بمهام الدفاع عنها المقاتلون الموالون للحوثيين، فيما قوات صالح لم تصطدم بعد مع الجيش الوطني المتقدم عبر صرواح- صنعاء، وبالتالي فإن المعركة قد تطول وتغيب معها فكرة التسليم السريع".

 

وتوقع حصول انهيارات في طرف مقاتلي الحوثي وصالح، إذا ما أخذت المعركة طابعا آخر، وأبعادا أخرى، "تكون فيها العاصمة واقعة تحت حصار مطبق وتقدم من كافة الجهات، وغير هذا السيناريو فإن العاصمة ستدخل في حرب شوارع تنقسم جغرافيتها بين طرفي المواجهة، وقد نسمع عن أطراف مقاتلة أخرى مع هذا الطرف أو ذاك".

 

بدوره، قال عضو مؤتمر الحوار الوطني، محمد المقبلي، أن "الحوثيين نجحوا في الترويج بين أفرادهم بأن زعيمهم عبد الملك هو المهدي المنتظر، وهذا الوهم يجعل مقاتلي الجماعة لا يقبلون بالحلول السياسية ولا يرضخون إلا للحلول العسكرية، مستثنيا كل من لا يؤمن بهذا الوهم، الذي توقع انشقاقهم عن الحوثيين".

 

وتوقع المقبلي أن "انهيارات كبيرة ستحدث وسط قيادات الميشيات، وتحديداً أصحاب ما بات يعرف بالفلل القرآنية، من أصبحوا أثرياء بفعل فساد عام من الانقلاب، هؤلاء سيأخذون المال ويغادرون البلاد قبل دخول المقاومة والجيش الوطني للعاصمة صنعاء"، مشيرا إلى أن "التصدعات داخل الجماعات المتطرفة تحدث سريعا، وجماعة الحوثي تعيش حالة أشبه بالصعود الصاروخي، حيث يرتفع بسرعة نحو الأعلى ثم يسقط سقوط مدوي يخلف ضحايا لكنه ينتهي".

 

وكان أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت والمحلل السياسي والمتابع للشأن اليمني الدكتور عبد الله النفيسي،قال إنه ينبغي رسم سيناريو تحرير صنعاء بهدوء وبلا عجلة، وأول اشتراط لتحرير صنعاء هو تحرير ما حول صنعاء من مدن ومراكز سكانية لخنق صنعاء عسكرياً، وقطع كل المدد عنها.”

 

وتابع النفيسي فيما أسماه "سيناريو تحرير صنعاء"، عبر تغريدات متتالية له بحسابه الرسمي تويتر قبل أيام: "تحرير صنعاء هو الهدف الرئيس الآن، لكن ينبغي أن تتم العملية بحذر شديد؛ لأن معركة صنعاء ستكون باهظة التكاليف لأسباب عديدة؛ أبرزها أن العاصمة تنام على بحر من السلاح الخفيف والمتوسط وبقايا الثقيل الذي لم تصل إليه طائرات التحالف" وأن سكانها غير متوحدين كما حدث في عدن.

 

وتواصل المقاومة الشعبية والجيش الوطني، تقدمهما باتجاه البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء، بالتزامن مع كشف مسؤولين عن اقتراب معركة تحرير محافظة ذمار، التي تعد البوابة الجنوبية للعاصمة، وتمكن رجال المقاومة الشعبية والجيش الوطني اليمني، خلال الأيام الماضية، من تحرير مواقع مهمة، ومعسكرات إستراتيجية في منطقة "فرضة نهم" التي تعد البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء، وسط انهيارات كبيرة، في صفوف المليشيات.

 

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)