«الإخوة»، «هبة رجل الغراب» و«الخطيئة» أعمال درامية احتوت على العديد من التجاوزات الأخلاقية والعلاقات غير الشرعية، والغريب أنها تتناول هذه الأمور بشكل مباح من دون النظر إلى عادات المجتمع المصري وتقاليده.
فعلى سبيل المثال: هبة السكرتيرة التي جسدتها الفنانة إيمي سمير غانم في مسلسل «هبة رجل الغراب» تخرج يوميا مع مديرها لقضاء سهرة في ملهى ليلي، في الوقت الذي يعيش فيه هو مع خطيبته في منزل واحد، بالإضافة إلى إحدى الفتيات في المسلسل أيضا التي تقيم علاقة غير شرعية مع شقيق صديقتها، وأخرى مع مديرها في العمل، والمجتمع المحيط بها يتقبل الأمر بشكل طبيعي تماما.
أما مسلسل «الخطيئة» فيقيم بطل العمل ياسين علاقة غير شرعية مع صديقة الدراسة وزوجة شريكه، فيما تضمن مسلسل «الإخوة» العديد من العلاقات بين الإخوة وزوجاتهم، وهي أمور غير مقبولة تماما لا اجتماعيا ولا دينيا وهن في محل اتهام.
وفي هذا الصدد تؤكد الناقدة ماجدة موريس أنها عندما تشاهد هذه الأعمال المقتبس أغلبها من الخارج تشعر كأنها بعيدة تماما عن المجتمع العربي، وأن السبب في ذلك هو الاعتماد على مؤلفين جدد يفتقدون عنصر الخبرة في تحويل الأعمال الأجنبية إلى نسخ عربية بشكل يتناسب مع العادات الأخلاقية، بالإضافة إلى أن الشركات التي تمول هذه الأعمال هي أجنبية أيضا كمسلسل «هبة رجل الغراب» الذي تشرف على إنتاجه شركة «سوني».
وترى موريس أن الأمر ليس بغريب على الدراما المصرية، وقالت، في تصريحات لها: في التسعينيات انتشرت موجة دبلجة الأعمال الأجنبية، ولكن كان المتلقي حينها يدرك جيدا أن العمل أجنبي من أوله إلى آخره.
أما الناقد طارق الشناوي فكان له رأي آخر، إذ اعتبر أن الدراما تقدم هذه النماذج لأنها بالفعل موجودة في المجتمع، ويرى أن الدراما لها قانون آخر وليس دورها أن تدين العلاقات الاجتماعية، وعلى المتلقي أن يقبل أو يرفض.
بينما يعتبر الناقد نادر عدلي أن بعض الكتاب ممن قدموا هذه العلاقات الاجتماعية في أعمالهم الدرامية وجدوا أنه لا بديل لحذفها من العمل خوفا على تركيبة العمل الدرامية الخاصة بالمنتج الأصلي - النسخة الأجنبية - وأخذوها على علاتها في نفس الوقت الذي يرى فيه أن هذه العلاقات موجودة في المجتمع لكن يسكت عنها، وعندما تتعرض لها بعض الأعمال الدرامية تهاجم ويحدث ما أطلق عليه «الهرشة الأخلاقية».
